كتب معلّق الشؤون العسكرية في موقع “والا” أمير بوخبوط إنه: “بعد سبعة أشهر منذ اندلاع الحرب، شنّ ضباط احتياط في قيادة المنطقة الشمالية انتقادات لاذعة على سياسات الجيش الإسرائيلي التي لم تنجح في منع حزب الله من إلحاق الأضرار بشكل مباشر بمنازل الإسرائيليين المحاذين للحدود، كذلك أيضًا إلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية”.
ونقل الموقع عن أحد الضباط قوله إن: “معظم الجمهور لا يعلم، لكن الدمار في منازل المدنيين (المستوطنين) في الشمال يتزايد، في كلّ مرة يهاجم فيها الجيش الإسرائيلي خلية في الجانب اللبناني، يردّ حزب الله بإطلاق صواريخ بشكل مباشر أو بصليات نحو منازل إسرائيليين ويدمرها، لا يوجد مكان للجمهور للعودة إليه”.
وناقشت منتديات مغلقة في قيادة المنطقة الشمالية هذه الأزمة، بهدف إدخال معادلة في المنطقة “تمنع حزب الله من إصابة المنازل، لأن هذا القصف في ارتفاع مستمر، ما سيتطلب من الإسرائيليين الانتظار لمدة طويلة لإجراء ترميمات واسعة النطاق، وفي كثير من الحالات أيضًا البناء الجديد للمنازل”، بحسب تعبيره موقع “والا”.
وفي إطار الرد، اقترح ضباط الاحتياط في قيادة المنطقة الشمالية: “زيادة نطاق ودرجة الدمار على الجانب اللبناني في كلّ مرة يهاجم فيها حزب الله منازل الإسرائيليين، وذلك بما يتناسب مع المناطق التي انطلقت منها الهجمات”.
وقالوا لموقع “والا”: “حزب الله يعمل عن قصد، بشكل مباشر، لتدمير المنازل وإحداث الدمار، على “الكيان” منعه عن ذلك عبر ضربات مؤلمة في الجانب اللبناني، بما في ذلك ضرب بنيته التحتية، المطلوب وتيرة أكبر بكثير”، متسائلين: “ما العلاقة بين مهاجمة حزب الله لمزارع الدجاج أو مصانع النبيذ وبين الحرب؟ كيف يمكن أن يكون الجيش الإسرائيلي وحكومة “إسرائيل” في موقع المتفرّج؟”.
ونقل الموقع عن مصادر في جيش العدو قولها إن: “حزب الله يختار إلحاق الضرر بمنازل المدنيين (المستوطنين) عن قصد، ردًا على مهاجمة الجيش الإسرائيلي في وقت سابق خلية في مبنى مدني لبناني. ومحاولته، في الواقع، هي خلق توازن العين بالعين”، مشيرةً إلى أنه: “فد لُفت انتباه المستوى السياسي والأركان العامة لخطورة الموضوع، وتجري نقاشات حوله لبحث أساليب عمل أخرى من شأنها أن تمنع حزب الله من الاستمرار بإطلاق النار بشكل مباشر على منازل المدنيين (المستوطنين) غير الصالحة للسكن حتى الآن”.
في سياق متصل؛ نشر موقع “غلوبس” الإسرائيلي دراسة شملت 340 من المستوطنين النازحين من شمال فلسطين المحتلة، بهدف تقييم تأثير الإجلاء فيهم، بعد شهورٍ من المعركة.
إذ قالت البروفيسور ميراف أهرون غوتمان، والتي تترأس مجموعة الدراسة، إنّ: “الحكومة والجيش لم يعملا وفقًا للطريقة التي رسماها، ولم يسعا إلى إيجاد حل”. وخلصت الدراسة إلى نتيجة مفادها أنّ 74% من مستوطني الشمال لن يعودوا من دون ما عبّروا عنه بـ “حلٍّ أمني”.
وكانت قد اندلعت حرائق في مستوطنة “كريات شمونة” الصهيونية، في شمال فلسطين المحتلة، بفعل صواريخ الكاتيوشا التي أطلقتها المقاومة الإسلامية في لبنان.
وتحدثت وسائل إعلام العدو عن احتراق مساحات واسعة جراء إطلاق الصواريخ، وتابعت: “التلال بأكملها مشتعلة والحرائق مستمرة”، مؤكدةً: “تضرُّر عشرات المنازل والمركبات جراء قصف حزب الله”.