تناولت صحيفة “إسرائيل هيوم” السيناريوهات المتاحة أمام الكيان الصهيوني مع انتهاء “عيد الفصح اليهودي” وبداية شهر أيار/مايو.
فبحسب الصحيفة، دخل “الكيان” في شهر قرارات عسكرية وسياسية قد تغير وضعها الاستراتيجي المعقّد، سلبًا أو إيجابًا، بما يؤثر على استمرار الحرب في القطاعات كلها.
الصحيفة رأت أن المسألة الأولى المتوقعة أن يُحسم القرار حولها هي الدخول إلى رفح. وأضافت: “أول أمس، عشية مرور أسبوع على عيد الفصح، ذكر الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي أن رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي صدّق على خطط لمواصلة الحرب، إلى جانب قائد المنطقة الجنوبية اللواء يرون فينكلمان وقادة الفرق والألوية كافة، وألمح “الكيان” إلى أن هذه المرّة جديّة في نواياها بالدخول إلى رفح، وكلّ ما تبقى هو تلقي الأمر بالعمل من المستوى السياسي”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنيّة قولها إن: “المؤسسة الأمنية مستعدة لعملية غير طويلة في رفح، وهي تدرك أن حماس أعدّت وتعدّ كمائن للقوات في المكان”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه: “بالرغم من أن خطط عمل الجيش الإسرائيلي جاهزة، مصادر أمنية تتذمر من أنه حتّى هذه اللحظة ليس لدى “الكيان” خطة لليوم التالي في رفح، أي كما حصل في بقية أجزاء القطاع، لمّا يُتخذ بعد قرار حول ما يتوقع حدوثه في رفح بعد العملية”.
وتساءلت الصحيفة: “مَن سيسيطر في المكان ويوزع الغذاء على السكان؟ وماذا سيفعلون مع محور فيلادلفيا، النقطة الأكثر حساسية في العملية؟ هل سيترك الجيش الجنود فيه حرصًا على استمرار حصار غزة ومنع قوّة حماس من التعاظم مجددًا؟ وإن كان ليس هناك نية لإبقاء قوات، هل يوجد اتفاق مع مصر حول إيجاد حل لعمليات التهريب تحت المحور وعبر معبر رفح؟”.
“إسرائيل هيوم” رأت أن “مسألة الدخول إلى رفح مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالقرار الثاني الحاسم الذي يجب اتّخاذه في الأيام القادمة، ربما هذا الأسبوع، فتهديد “الكيان” للمرة الأولى منذ أسابيع بشكل حاسم أنها ستدخل إلى رفح، جعل مصر تزيد في الأيام الأخيرة من الضغط على حماس من أجل التوصل إلى صفقة لتحرير المخطوفين”.
وتابعت الصحيفة: “ثمة مسألة ثالثة ستوضع على الطاولة في الشهر القادم، وهي الحدود الشمالية.
في “الكيان” حدّدوا الأول من أيلول تاريخًا محدّدًا يجب فيه محاولة إعادة سكان الشمال (المستوطنون) إلى بيوتهم. وبداية شهر تموز هي تقريبًا الموعد الأخير الذي يمكن فيه البدء بعملية عسكرية لتغيير الواقع الأمني في الشمال.
حتّى ذلك الحين، يحاول “الكيان” عبر كلّ طريق إعادة سكان الشمال (مستوطني الشمال)، بتسوية سياسية ما مع حزب الله، يُطبق في إطارها اتفاق 1701 بشكل مرن يؤدي إلى إبعاد عناصره عن الحدود”؛ بحسب تعبيرها.
وبحسب الصحيفة: “المسألة الرابعة المرتبطة ربما بكلّ ما سبقها، وقد توصل إلى حل الوضع، هي مسألة التطبيع بين “الكيان” والسعودية، فإذا تحققت هذه الخطوة قد تؤثر على الدخول إلى رفح وعلى تحرير الأسرى، وحتّى على إيجاد حل للحدود الشمالية.
وإذا لم تحصل كلّ هذه الأمور، أي صفقة الأسرى وإيجاد حل لإعادة سكان الشمال (المستوطنين) والدخول إلى رفح أو تطبيع مع السعودية، فمن المنطقي جدًّا افتراض أن غانتس وآيزنكوت سيقرران الخروج من الحكومة، وهذا سيفقدها نسبة غير قليلة من شرعيتها الدولية المهتزة في كلّ الأحوال”.
لكل هذه الأسباب وغيرها، توقّعت الصحيفة أن يكون “شهر أيار 2024 شهر القرارات الحاسمة المصيرية السياسية والعسكرية والدبلوماسية”.