وصف الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني د.علي حميّة صاروخ “فتاح” الإيراني الفرط صوتي بأنه يعد اختراقاً المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وقال إنه قد غير قواعد الاشتباك وقواعد الحرب، حيث نقل إيران عسكريا إلى مرحلة جديدة.
وفي حديث مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج “مع الحدث” وصف صاروخ “قتاح” الإيراني بأنه يشكل انتقالا عسكريا من مرحلة إلى مرحلة أخرى، واختراقاً للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، لافتاً إلى أن القبة الحديدية لا يمكن لها إنزال هذا الصاروخ لفرط سرعته أولا وثانيا لأنه جاهز في كل وقت للضرب لأنه يعمل بالوقود الصلب.
وبشأن مواصفات الصاروخ أوضح علي حمية أن: النقطة الاولى هو تمتعه بالوقود الصلب، والثانية سرعته، والثالثة الدقة في الإصابة، والرابعة أنه يسير داخل الغلاف الجوي في مسار منحني وخارج الغلاف الجوي بمسار عمودي، فبالتالي لا يمكن تتبعه من فرط سرعته، حيث يتمتع بمدى يصل إلى 1400 كلم والذي يعد في العلم العسكري المدى المتوسط القصير.
و أوضح: الصاروخ أصلاً لكي يأخذ مداه الأقصى يجب أن يقطع نصف المسافة وبالتالي لا يمكن إطلاقة إلا من مدى بعيد، وهو ليس بحاجة للمجيء إلى لبنان أو مكان آخر.
وقال إن صاروخ “فتاح” الفرط الصوتي تعدى القلق الإسرائيلي إلى الخوف الإسرائيلي، مبينا: لأن هذا الصاروخ لا يمكن اعتراضه، ويتمتع بتشويش وتشويش مضاد، ويرسل موجات كهرومغناطيسية ارتدادية تعلمه أين يجب عليه أن يتجه، ويمكنه مجارات الرادارات نظرا لسرعته.
وأضاف قائلاً: هذا الصاروخ يعني أننا تخطينا عامل قواعد الاشتباك وقواعد الحرب وحتى الندّية العسكرية، وأصبحت إسرائيل في حالة خوف لأن يجب عليها إعادة التفكير وبسرعة، لأن هذا الصاروخ كاسر للمعادلات والتوازنات.
من جانبه أكد الباحث السياسي رضوان قاسم أن ردة الفعل الإسرائيلية والأميركية والغربية على صاروخ “فتاح” الإيراني تبين ميزان تأثير الإنتاج العسكري الإيراني، مشددا على أن الأهم من الصاروخ نفسه هو ما بعد هذا الصاروخ حيث تواصل الصناعات العسكرية الإيرانية تقدمها.
ونوه رضوان قاسم أن ميزان تأثير الإنتاج العسكري الإيراني يجب يتم قراءته بشكل عام من خلال ردة الفعل الإسرائيلية والأميركية والغربية عليه، مؤكدا أن: هذا الإنتاج العسكري الذي أصبح من خصوصيات الدول العظمى، حيث أن الولايات المتحدة الأميركية بعظمتها وبقدرتها وبتكنولوجيتها لم تنجح بعد في تصنيع أو في إنجاح هذا الصاروخ بدقة عالية وبإصابات محددة وإلى ما هنالك من تقنيات.
وأشار إلى أن ردة فعل الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، جاءت مجتمعة في وكالة الطاقة الذرية حيث أعربت عن انزعاجها من هذا التطور العسكري، وققل من ما ورد على لسان وزير الحرب الإسرائيلي، وقال إن كل التهويل الإسرائيلي إنما هو دليل ضعف.
ونوه أن هناك مساع لربط تل أبيب بالغرب، بحيث أن كل ما يشكل خطرا على تل أبيب فهم يشكل خطراً على الغرب بمجمله، وقال: هم الكافلون والحاضلنون لهذا الكيان الغاصب، وهم يتبنون نظرية أن أي اعتداء على إسرائيل وأي ضربة لإسرائيل أنها اعتداء عليهم.
وقال: لكن المسألة المهمة جدا هو أن ما يجعل الغرب والكيان يخافان أكثر فأكثر إنما هو ما بعد هذا الصاروخ، لأن عندما تعلن الصناعات العسكرية عن شيء يعني أن هذا قد انتهى وأصبح وراء ظهورنا، لكن إذا هذا الصاروخ أرعب الكيان والغرب بهذه الطريقة فكيف بما بعد هذا الصاروخ؟
وأضاف: من ناحية أخرى عندما يتحدث الغرب عن مخاطر ومخاوف، فهذه هي بريطانيا ترسل قذائف تحمل يورانيوم مخصب إلى أوكرانيا لعمليات عدائية على الجيش الروسي، وهذا يعني أن الغرب يعتبر حلالاً له كل ما يضر بالآخرين لكن محرم عليهم كل شيء يدافع به عن أنفسهم الآخرين، ويتحدث البريطاني عن الصاروخ الفرط الصوتي الإيراني لكن لا يتحدث عن المفاعلات النووية في الكيان الإسرائيلي التي لم يعلن عنها حتى الآن ولم تكن تحت المراقبة.