عقدت لجنة المتابعة في “المؤتمر العربي العام” الذي يضم ممثلين عن “المؤتمر القومي العربي” و”المؤتمر القومي – الإسلامي” و”المؤتمر العام للأحزاب العربية” و”مؤسسة القدس الدولية” و”الجبهة العربية التقدمية” وممثلي حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، جلسة برئاسة المنسق العام لـ”المؤتمر القومي – الإسلامي” خالد السيفاني، أدارها المنسق العام لـ”التنسيقية الشعبية العربية لمناهضة التطبيع” محمد احمد البشير، واصدر المجتمعون بيانا، حيوا فيه “شعبنا العربي الفلسطيني ومقاومته الباسلة الذين يسطّرون بصمودهم ورباطهم وتضحياتهم ملحمة أسطورية على مدار أكثر من نصف العام، في مواجهة عدوان صهيوني وحرب إبادة جماعية يرتكبها احتلالٌ نازي بشراكة كاملة من الإدارة الأميركية، وصمت وتقاعس دولي في تجريمها ووقفها، في انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية والشرائع السماوية”.
وبارك المجتمعون “لأهلنا الصابرين المرابطين ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزَّة، رباطهم وتضحياتهم المتواصلة وصمودهم الأسطوري في وجه آلة الحرب الصهيونية دفاعاً عن أنفسهم وأرضهم ومقدساتهم، ونترحّم على قوافل شهداء شعبنا وأمتنا الذين ارتقوا في معركة طوفان الأقصى البطولية وعلى طريق تحرير القدس والأقصى، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والحريّة للأسرى والمعتقلين في سجون العدو الصهيوني، وأن يكتب لشعبنا ومقاومتنا على امتداد الوطن، فرجاً قريباً ونصراً مبيناً، بإذن الله وقوّته.
وندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة، العمل فوراً على حمل العدو الصهيوني على وقف عدوانه الفاشي عن شعبنا الفلسطيني، والهادف إلى تدمير البُنَى التحتية وكل صور الحياة المدنية، وتنفيذ أبشع المجازر بحق المدنيين العزل، بعد أن عجز عن تحقيق أي إنجاز عسكري على الأرض، أو تنفيذ أيٍّ من أجنداته الإجرامية بتهجير شعبنا، أو دفعه إلى الرضوخ أمام العدوان، بفضل صمود وثبات هذا الشعب ومقاومته الباسلة.
كما نثمّن عالياً ثبات وصمود وحكمة قيادة المقاومة التي تخوض حرباً سياسية ضارية كما تخوضها المقاومة في الميدان، متمسّكةً بمطالبها المحقة والعادلة لإنهاء العدوان، ومحبطةً كل محاولات العدو ومن يدعمه في تحقيق أي إنجاز لصالحهم عجزوا عن تحقيقه في الميدان”.
واذ لفتوا الى انه “في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الصهيوني المجرم حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، تُطلق حكومة الإرهاب الفاشيّة العنان لقطعان المستوطنين الإرهابيين لمهاجمة القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث أسفر هجوم ميليشيات المستوطنين عن استشهاد عدد من أبناء شعبنا وجرح العشرات وإحراق عدد من منازل ومركبات المواطنين وتخريب ممتلكاتهم”، اعتبروا ان “هذه الهجمات المنظمّة والمتصاعدة التي يتم تنفيذها تحت حماية الجيش الصهيوني، وبتوجيه مباشر من وزراء حكومة المستوطنين المتطرّفين، تندرج في سياق سعي الاحتلال المحموم للاستيلاء على مزيد من أراضي الضفة وتهويدها وطرد أصحابها منها تحت وطأة الترهيب والقتل والمجازر والتراخي الدولي عن وقف هذه الجرائم المستمرة”.
ودعا المجتمعون “شعبنا وشبابنا الثائر في الضفة المحتلة إلى الانتفاض والتصدي لإرهاب المستوطنين الفاشيين والاستمرار في الاشتباك مع هذا العدو الذي لا يفهم إلا لغة القوة”، مطالبين “المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالوقوف عند مسؤولياتهم والتحرك العاجل لوقف ما يتعرض له أهلنا في الضفة الغربية المحتلة من جرائم وانتهاكات على يد جيش الاحتلال ومليشيات مستوطنيه”.
وأشادوا بـ”الرد الايراني على الاجرام والاعتداءات الصهيونية المتكررة على دول وشعوب أمتنا العربية والاسلامية ومن بينها الاستهداف الصهيوني لمقر القنصلية الايرانية في سورية وأدى إلى استشهاد عدد من القادة والمجاهدين والمواطنين الإيرانيين والسوريين”، واعتبروا أن “هذا الردّ الصاعق والمحدود هو حق مشروع للدولة الايرانية أقرته شرعة الأمم المتحدة في حق الدول بالدفاع عن نفسها وسيادتها وحماية مقراتها الدبلوماسية جراء أي اعتداء تتعرض له.
وإن هذا الرد شكل نقطة تحول في مواجهة العدو الصهيوني كما حصل في عملية طوفان الأقصى، ليؤكد بأننا أصبحنا أمام مرحلة جديدة لم يعد العدو فيها قادرا على أن يطلق يده في اعتداءاته على أمتنا، وأن قوة قوى المقاومة دولا وشعوبا هي قادرة على وضع حد لهذه الاعتداءات ومعاقبة الكيان الصهيوني على جرائمه المتكررة عاجلا أم آجلا.
حيث ظهر ضعفه وعجزه عن مواجهته لمئات الصواريخ والطائرات المسيرة، فكيف اذا ذهب العدو إلى حرب مفتوحة تشارك فيها جميع دول وقوى المقاومة في المنطقة، فهل يستطيع الحفاظ على احتلاله لفلسطين؟”، واكدوا أن “فرصة تحرير فلسطين من العدو الصهيوني باتت أقرب من أي وقت مضى”.
ودعا المجتمعون “كل القوى الشعبية وحركات التحرر العربية والإسلامية والعالمية إلى الانتصار لحق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرد على كل الاعتداءات الصهيونية التي لا تنحصر في استهداف إيران وحدها، بل استهداف دولا عربية وإسلامية، وفي المقدمة منها فلسطين ومقدساتها”، كما دعوا “الحكومات العربية والإسلامية إلى الالتزام بنصوص المواثيق والمعاهدات والصادرة عن المنظمات العربية والإسلامية في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجموعة عدم الانحياز التي تنص بوضوح على أن أي عدوان على أي عضو في هذه المنظومات هو اعتداء على كل الدول المشاركة فيها”.
كما أكدوا ان “الاستمرار في التطبيع مع العدو الصهيوني يشكل شراكة في الجرائم البشعة التي يرتكبها هذا الكيان الموقت، مما يوجب على كل أبناء امتنا، حكاما ومحكومين بإسقاط كل اشكال التطبيع مع العدو والعمل على طرد هذا الكيان الارهابي العنصري من كل التنظيمات الدولية والمؤسسات المرتبطة بها”.
وتوقف المجتمعون أمام “استمرار ملاحقة وتوقيف مناضلين وناشطين في الأردن والمغرب ودول عربية أخرى بسبب تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومقاومته المجيدة في “طوفان الأقصى” ودعوا إلى “الإفراج الفوري عن المعتقلين منهم وإيقاف كل الملاحقات والمحاكمات ضدهم لإنهم يستحقون التكريم وليس الملاحقة والاعتقال”.