أكّد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، عقب عملية “الوعد الصادق”، أنّ القوات المسلحة الإيرانية “لقّنت العدو الصهيوني درس عبرة”، مشدداً على أنّ أي “رد متهور جديد من العدو سيواجه برد أقوى وأقسى”.
يأتي ذلك بعدما أعلنت القوة الجوفضائية، التابعة لحرس الثورة في إيران، ليل أمس السبت، استهداف الأراضي الفلسطينية المحتلة بعشرات الصواريخ والمسيّرات، “في إطار معاقبة النظام الصهيوني على جرائمه”، بما في ذلك الهجوم على القسم القنصلي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق واستشهاد القادة العسكريين والمستشارين الإيرانيين.
وفي بيان له، أوضح رئيسي أنّ “عملية أمس تأتي في إطار الدفاع عن سيادة إيران ومصالحها القومية ومعاقبة الأعداء وتعزيز الأمن الإقليمي”، مضيفاً أنّ “معاقبة الأعداء هي تحقّق للوعد الصادق للسيد علي خامنئي”.
وعقّب أنّ الإجراء الدفاعي الذي نفذته القوات المسلحة الإيرانية هو “حقّ طبيعي للدفاع المشروع عن طهران، رداً على الاعتداء الصهيوني على مصالحها، ولا سيما الاعتداء على السفارة الإيرانية في دمشق”.
كما بيّن رئيسي أنّ العمليات المركّبة ليلة أمس “تحمل رسالة قوة واقتدار للأمة الإسلامية، ورسالة خوف ومذلة لأعداء البشرية”، لافتاً إلى أنّ الإجراء الإيراني “كان ذكياً ومدروساً”، بحيث إنّ المسيّرات والصواريخ “استهدفت قواعد عسكرية للاحتلال، تزعزع الأمن والاستقرار الإقليميين”.
وأردف أنّ بلاده “استخدمت في الأشهر الستة الماضية، ولا سيما الأيام العشرة الأخيرة، كل الإمكانات الإقليمية والدولية لتحذير المجتمع الدولي من خطر عدم فعالية وجدوى مجلس الأمن الدولي – الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وداعمي الكيان – حيال الانتهاكات الصهيونية المتكررة”.
وفي السياق، شدّد الرئيس الإيراني على أنّ بلاده “تعدّ السلام والاستقرار في المنطقة، أمرين ضروريين للأمن القومي الإيراني”، مؤكّداً أنّ طهران “لن تتوانى عن بذل أي جهد لإعادة إحياء الاستقرار والسلام”.
وأضاف رئيسي أنّ “الكيان الصهيوني هو من يهدّد الأمن والاستقرار الدوليين في المنطقة عبر انتهاكاته المستمرة وجرائمه الوحشية منذ 6 أشهر في قطاع غزة”.
ولفت، في هذا الإطار، إلى أنّ “المقاومة هي الكلمة المفتاحية لإحياء السلام والأمن الإقليميين، وإنهاء الاحتلال والإرهاب بكل أشكاله”.
كذلك، قال قائد حرس الثورة اللواء حسين سلامي، إنّ الإيرانيين اتخذوا “معادلة جديدة مع الكيان الصهيوني”، وهي الردّ على أي اعتداء تتعرّض له الأراضي الإيرانية، معلناً البدء بـ”صفحة جديدة من الاشتباك”.
وفي التفاصيل عن المواقع التي استهدفتها العملية الإيرانية، أعلن رئيس هيئة الأركان المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، عن استهداف إيران لموقعين عسكريين إسرائيليين مهمين، وهما: المقر الاستخباراتي الإسرائيلي في جبل الشيخ، وقاعدة نوفاتيم العسكرية، وتدميرهما، ضمن العملية التي شنتها أمس على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار باقري إلى أنّ الهجوم الذي نُفّذ بصواريخ بالستية وصواريخ كروز، “تم التخطيط له، إذ جرى استهداف القاعدة الجوية التي انطلقت منها الطائرات الإسرائيلية التي اعتدت على قنصليتنا”.
وأضاف أنّه “إذا قام الكيان الصهيوني بالرد على عملية إيران، فإن ردّنا المقبل، سيكون بالتأكيد أوسع بكثير من هذه العملية”.