اشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب الدكتور علي فياض في احتفال تكريمي أقامه “حزب الله” في بلدة جبشيت للشهيد على طريق القدس حسين علي أرسلان، بمشاركة معاون رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ عبد الكريم عبيد ووفد من أهالي بلدة الطيبة وفاعليات، إلى إن “التصعيد الذي يمارسه العدو الإسرائيلي خصوصا منذ أيام على جبهة الجنوب حيث أرتكب مجزرة موصوفة وواضحة في بلدة الهبارية، عندما إستهدف مركزا للخدمات الصحية والإجتماعية وادى الى استشهاد عدد كبير من المدنيين، إنما هو تعبير عن المأزق الذي يراوح فيه الإسرائيليون على المستويين السياسي والعسكري في غزة كما في جبهة الجنوب. ورأى ان “العجز عن الحسم لأسباب ميدانية بالدرجة الأولى نتيجة صلابة المقاومة وتفاقم التعقيدات السياسية التي يواجهها الإسرائيلي دوليا والعجز عن الخروج من الحرب لأنه سيشكل هزيمة مدوية له خصوصا في ظل خروجه خالي الوفاض من أي إنجازات في تحقيق الأهداف التي أعلنها”.
واوضح أن “الإسرائيلي إصطدم بالحائط وهو يراوح في قلب المأزق لأن كل الوسائل التي إعتمدها وراهن عليها لغاية اللحظة لكسر المقاومة في لبنان ودفعها الى التراجع عن مؤازرة غزة باءت بالفشل وقد أخفق بالتهديد والتهويل والوعيد كما أخفق ميدانيا في المواجهة العسكرية في الوقت الذي تتفاقم عنده مشكلة مستوطني الشمال وتتعاظم خسائره العسكرية وتزداد الإنهيارات الإقتصادية لديه”، وشدد على ان “العدو الإسرائيلي عاجز عن خوض الحرب المفتوحة التي هدد بها لأسباب كثيرة في طليعتها عدم جهوزية جيشه المنهك لخوض حرب مفتوحة الأفق والمدى مع المقاومة في لبنان، وهذا باعتراف الخبراء الإسرائيليين أنفسهم”.
واعتبر فياض أن “الإسرائيلي يتجه لخيار التصعيد العسكري كبديل عن الحرب المفتوحة وهذا ما تدل عليه مؤشرات الأيام الماضية، والتصعيد بحسب الممارسة الإسرائيلية يعني الإستهداف في العمق كما حصل في البقاع الغربي وبعلبك أو بضرب مراكز صحية وخدماتية مدنية كما حصل في العديسة والهبارية”.
اضاف: “إن أمعن العدو في خيار التصعيد فعليه أن يحسب حساباته جيدا لأن خسائره سترتفع ومشكلة الشمال لديه ستزداد تفاقما وبالمحصلة سيزداد مأزقه تعقيدا لأن المعادلة واضحة وبسيطة، فالمقاومة ستواجه التصعيد بالتصعيد وردودها ستصبح أقسى كما ونوعا عمقا وأهدافا. على الإسرائيلي أن يقرأ جيدا مواقف المقاومة وآدائها منذ بدء هذه المواجهة فهي لم تطلق موقفا دون ان تلتزم به ولم توجه تحذيرا دون أن تنفذه ولم تقم بعمل ميداني إلا في إطار رؤية محسوبة ومدروسة جيدا ولم يسجل في كل مواقفها أو أدائها أي تراجع ولو قيد أنملة”.
وختم معتبرا انه “من المعيب والمؤسف فعلا انه في الوقت الذي تنخرط فيه المقاومة في هذا الواجب بأعلى دراجات الفداء والتضحية وهي تقدم خيرة شبابها، وفي الوقت الذي يدفع فيه أهل الجنوب ومناطق أخرى بكل فخر واعتزاز وثبات وصمود كلفة هذه المواجهة، ينشغل البعض بإطلاق المواقف الموهنة ويمارس الحرتقات السياسية أو الميدانية الرخيصة، أو يفتح نقاشات يزعم أنها مصيرية في لحظة سياسية مشبوهة وإن هؤلاء يعيشون في حال إنفصال عن الواقع ويعيشون داخل أوهامهم وهواجسهم، في حين أن الدنيا هي في مكان آخر والوقائع والحقائق والتطورات هي في مكان آخر”.