اعتبر رئيس المجلس السياسي ل”حزب الله” السيد إبراهيم أمين السيد، أننا “انتقلنا في غزة من الحرب إلى حالة الحرب، حيث تعيد نفسها كل يوم بدون جدوى، وهذا ما يقوله الإسرائيليون ،أنها حرب بدون حسم”.
جاء ذلك خلال رعايته احتفال عيد المعلم، الذي نظمته التعبئة التربوية بالإشتراك مع “تجمع المعلمين” في البقاع، في قاعة تموز في بعلبك، بحضور النائب ينال صلح، مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” الدكتور حسين النمر، مسؤول المنطقة التربوية في محافظة بعلبك الهرمل حسين عبد الساتر، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة ممثلاً بنائبه جمال عبد الساتر، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، مسؤول التعبئة التربوية في البقاع حسين الحاج حسن، مدير التجمع في البقاع أسامة إسماعيل، ممثل المجلس التنفيذي لنقابة أصحاب المدارس الأكاديمية الخاصة في لبنان مصطفى أبو إسبر، مديري المدارس والثانويات الخاصة والرسمية، وحشد من المعلمين والفاعليات التربوية.
وأكد أن “العلم من القيم العالية والرفيعة، والتوجه نحو العلم عظيم، مما جعله قيمة عظيمة، وقد ورد في القرآن الكريم “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”، بالتأكيد قيمة العلم تختلف عن الجهل، وهنا قيمة العلم لا تطلب للمنفعة، وإنما تطلب لذاتها. العلم قيمة رفيعة وعالية، ولكنه في نفس الوقت هو علاج من أجل الحفاظ على اللوحة الجمالية للإنسان”.
وأشار إلى أن”الإسلام ليس سلبيا، الإسلام يدعو إلى الحوار والتعاون والتكامل، ولكن الحرب على غزة كشفت أن أميركا والدول الغربية ليس لديها شيء اسمه حقوق الشعوب في المنطقة، حقهم في الحياة وحقهم في الحرية والاستقلال، وحقهم بأن يمتلكوا قرارهم وثرواتهم، حرب غزة كشفت كيف تصرفت هذه الدول التي تدعي أنها ديمقراطية بشأن حقوق الإنسان التي تنتهك في فلسطين، وكيف تصرفت مع المجازر التي ترتكب بحق الأطفال والنساء”.
وسأل: “الكيان ربيبتكم هل أنتم عاجزون عن ممارسة الضغوط التي تجعل إسرائيل تتوقف عن ارتكاب المجازر بحق الأطفال؟ تستطيعون ذلك ولكنكم لا ترون أن لشعوبنا الحق في الحياة”.
ورأى ان “مساحة الحوار بين شعوب المنطقة وبين الغرب تقريبا انتهت، لم يعد هناك مراهنة على هذا الغرب في مساندة شعوب المنطقة لنيل استقلالها، المراهنة على الخارج هي صفر، النراهنة الحقيقية على القوة الذاتية، على الناس أنفسهم، على وحدتهم ووعيهم، وعلى مواجهتهم ومقاومتهم”.
ودعا إلى “حماية الجيل من الفساد الأخلاقي الذي يروجون له، وبالمقابل نحن لدينا من الأخلاق ما يجب أن نروج له بكل حرية واعتزاز”.
وقال: “يوجد لغة تشكيكية في جدوى المقاومة في جنوب لبنان مساندة لغزة ودفاعا عنها، تأتي إلى لبنان الوفود الكثيرة، للتحدث عن ترتيبات لحل موضوع الجبهة، لو كانت هذه المقاومة لا تؤذي هذا العدو لما تكلف أحد أن يأتي إلى لبنان”.
ولفت المسؤولين بالدولة والقوى السياسية إلى أن
“الموفدين يتحدثون عن المصالح الإسرائيلية، ولم يتحدثوا ولو لمرة واحدة عن استعدادهم للعمل من أجل حماية لبنان وحق لبنان.
الأساس في حركتهم إسرائيل وليس لبنان، وهم يستفيدون من الإنقسامات والظروف والأزمة الموجودة في لبنان، ويعتبرون لبنان ضعيفا إلى حد أنه لا يملك أن يقول لا لإملاءات الخارج”.
وأضاف: “أنا أقول أن الوضع الداخلي ليس جيدا كفاية، لأن مستوى الوحدة والتماسك والتمسك بحق لبنان الحالي والمستقبلي ليس مدعوما كثيرا، أو لا يوجد مناعة، لأنه إذا كان يوجد توافق ما بين مسؤولي الدولة، يحاولون أن يضربوه من خلال القوى السياسية الأخرى”.
وشدد على أن “تماسك الموقف الرسمي واللبناني بالوحدة والقوة هو الذي يسمح للبنان أن يقول نعم ولا بناء على الحقوق اللبنانية، وإذا لم يكن كذلك فإن أعداءنا يتسللون من خلافاتنا و انقساماتنا حتى يحققوا ما تريد إسرائيل وليس ما يريد لبنان”.
وأردف: “نتانياهو يتحدث الآن عن رفح، إذ لا يمكنه إيقاف الحرب قبلها حيث يكون قد خسرها .
ويوجد مؤشرات مهمة ولكن ليست نهائية ولا حاسمة، وهي مؤشرات إسرائيلية وميدانية وخارجية لأسباب تتعلق بمصالح الدول الخارجية التي لا تتجاوب إسرائيل معها كما تريد، حيث تقول هذه المؤشرات أنه يمكن أن نشهد تطورات مهمة جدا في الحرب في لبنان، لها علاقة بالإنقسامات الإسرائيلية الداخلية والموقف الدولي الذي يمكن أنه يحتوي على ضغوطات أكثر على الكيان الإسرائيلي، وبالأحرى على نتانياهو .
هذا ممكن أن يحدث في وقت قصير، كما أقول هذه ليس لها علاقة بالحسابات السياسية العادية”.
وختم أمين السيد: “هناك حديث يقول “الظلم آخر مدة القوم” أي السلاطين. عندما العالم أجمع يقول أن ما حصل في غزة لم يحصل في التاريخ، هذا يعني أنه مؤشر لنهاية هذا الكيان.
متى وكيف وعلى يد من هذا ما يعلمه رب العالمين”.
إسماعيل
وبدوره اعتبر اسماعيل أن “المعلمين هم رعاة المستقبل وصمام أمانه، إذ بدونهم لا يمكن للمجتمعات أن ترقى وتزدهر، فالمعلمون هم من يقود الناشئة والشباب نحو النجاح والتفوق”.
ورأى أن “من أوجب الواجبات التي تقع على عاتق المعلمين، نقل ثقافة المقاومة والإنتصار من جيل إلى جيل، من أجل تعزيز مناعة المجتمع، وبث روح التضحية ونصرة الحق”.
وشدد اسماعيل على الثوابت النقابية التالية: “الوقوف إلى جانب المعلمين بكافة مسمياتهم للحصول على حقوقهم المشروعة، التأكيد على الحقوق والمطالب المشروعة للمعلمين المتقاعدين في القطاع الخاص، التأكيد على الدور الريادي للمؤسسات التربوية الخاصة وتقدير التضحيات التي يقوم بها الكادر التعليمي، دعم سلسلة رتب ورواتب جديدة وتعديل الأجور للمتعاقدين والمستعان بهم، دعوة وزارة التربية إلى الإسراع في تسديد أجور وبدلات الإنتاجية والنقل لجميع المعلمين”.
وختاما تم تكريم المعلمين نزار الحاج حسن وحبيب أمهز.