لفت وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمّد وسام المرتضى إلى أنّه “بالصفاقة (الوقاحة) في التفكير والتعبير وقف قادة الاحتلال متبجحين بما فعلت أيديهم الحمراءُ وقلوبُهم السوداء، ومحتجّين بأن الموادَّ الغذائية تشكلُ خطرًا على أعمالِهم العسكرية العدوانية، لذلك لا يحقُّ لأهل غزّة أن يتجمعوا لينالوا بعضًا من فتاتٍ يسُدُّ رمقَهم، لئلاّ يتحول الرغيف في يد الواحد منهم إلى قنبلة، ولئلاّ يصير الماء طوفانًا جديدًا، كطوفان الأقصى الذي انفجر ولم يتوقَّفْ مسيلُه بعد”.
وخلال افتتاحه الملتقى الدائم لرؤساء اتحاد الكتاب العرب “فلسطين مقاومة الهوية والتاريخ” في المكتبة الوطنية في بيروت، أضاف المرتضى “كان حتفُهم بانتظارهم غدًا، تحت أنقاضِ مدرسةٍ، أو وسْط خرابِ شارع.
فلمّا نزلَ عليهم، أراحَهم من بكائيات انتظارِهم غير الطويل. ألا يعلمُ شهداء دوار النابلسي وشارع الرشيد بالأمس، وسائرُ الشهداء الأبرياء في غزّة الذين ارتقَوا جماعاتٍ جماعات إلى رُتَبِ الحياةِ العُليا، أنَّ القصف لم يستهدفهم ليقتل فيهم العمر، بل ليريحَهم من عذاباتِهم؟”.
وتابع قائلًا: “لكنَّ أغربَ ما في الأمر أن العالمَ الذي يزعم نفسه متحضّرًا، يجاريهم دائمًا في ما يذهبون إليه، ممالأةً منه لهم أو اشتراكًا معهم في الجرم، وفي أحسن الأحوال إنسانيةً يكتفي بشعارات التنديد الخجول التي لا قيمةَ لها، كأن الدمَ الفلسطينيَّ عبءٌ ينبغي التخفُّف منه”.
وأوضح أن “ما حدَثَ بالأمس مشهدٌ متكرر منذ دير ياسين، ألِفَتْه أجسادُ الأبرياء في فلسطين، واستشرى ملءَ الخريطة العربية، في مذبحةٍ مستمرةٍ يوميًّا، هنا وهناك، بأكثر من صورة ووسيلة، فلم يكدْ ينجو منها أحد على امتداد يد الغدر الصهيوني”، مؤكدًا أن غزّةَ ستنتصر.
ولفت إلى أنَّ ناموسَ الحياة يأبى إلا أن يفرضَ إيقاعه الطبيعي، وكلُّ انتهاكٍ له مصيرُه إلى زوال، مثلما يجرف الطوفانُ ما يعترضُ هديرَه حين يفيض، داعيًا لاستمرار إعلان النصر احتفالًا إثرَ احتفال، بالقلم والبندقية، وبالفكر الخلاّق الذي يقودُ إلى التطوّر.
الجدير بالذكر أن الافتتاح جرى تنظيمه برعايته وبالتعاون بين عدة جهات ثقافية واتحادات كتاب، وجرى بحضور فعاليات وزارية ونيابية وثقافية وإعلامية وسفير دولة فلسطين أشرف دبور والأمين العام لاتحاد الكتّاب العرب ورئيس اتحاد الكتّاب في مصر الدكتور علاء عبد الهادي، وتخلله كلمات لكل من الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينين، الملتقى الثقافي اللبناني، اتحاد الكتاب اللبنانيين.