سلّطت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الضوء على الدمار الشديد الذي لحق بقطاع غزّة جرّاء الحرب الهمجية التي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شنّها على غزّة، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مؤكدة أنّها تظهر كأنها قصفت بقنبلة نووية.
التقرير الذي نشرته الصحيفة الإسرائيلية وحمل عنوان “سكان غزّة “فرّوا” من منازلهم.. ليس لديهم مكان للعودة إليه”، اعتمد على مجموعة من الصور الجوية لغزّة قبل الحرب وبعدها، للدلالة على حجم الدمار الهائل الذي أحدثه “الجيش الإسرائيلي”.
وقالت الصحيفة إنّ “الأقمار الصناعية تكشف حجم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزّة. الواقع الجديد الذي أوجدته عمليات “الجيش الإسرائيلي” سوف يؤثر على المنطقة برمّتها لسنوات عديدة”، لافتة إلى “تهجير مئات الآلاف من سكان غزّة من منازلهم وتدمير مساحات واسعة من القطاع”.
التقرير استعان بمتحدثين زاروا غزّة، وجاء فيه: “يصف السكان والمسؤولون العسكريون والصحفيون مشاهد الدمار الهائل، وقال أحدهم (لم تسمّه) بعد زيارة شمال غزّة إنّ الأمر أشبه بما بعد القنبلة الذرية”.
وأضافت الصحيفة في تقريرها: “من الممكن إنشاء خريطة للدمار باستخدام بيانات الأقمار الصناعية، التي تظهر أنّ ما لا يقل عن نصف المباني في القطاع من المحتمل أن تكون قد تضررت أو دمرت، وفقًا لباحثين أميركيين”.
كما تطرق التقرير إلى بيانات الأمم المتحدة لتبيان مدى الدمار، لافتة إلى أنّ “نحو 1.7 مليون من سكان غزّة “فرّوا” من منازلهم خلال الحرب، ومعظمهم الآن في الجنوب، وقد أقيمت مدن خيام ضخمة على طول الحدود المصرية”.
ووفق الصحيفة: “لقد برز واقع إنسانيّ وأمني ودبلوماسي جديد، وسيشكّل المنطقة لسنوات قادمة”.
وزادت: “تؤكد التقارير عن الحرب على نطاق واسع الدمار في المنازل والمباني التجارية والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي والمرافق الطبية والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ومراكز التسوق والمتاجر ومصانع المواد الغذائية ومراكز الإغاثة، كما تضرّرت الطرق والمواقع الأثرية والمقابر”.
وتابعت: “فرّ مئات الآلاف من الأشخاص بسرعة، وقد استمرت حملة القصف العدوانية التي شنّها “الجيش الإسرائيلي” دون انقطاع، باستثناء وقف قصير لإطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما تمّ تبادل رهائن بسجناء ومعتقلين فلسطينيين”.
وأردفت الصحيفة مستعينة بصور من الأقمار الصناعية: “سرعان ما تسبّب القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر بأضرار جسيمة في جميع أنحاء القطاع”.
وأضافت: “من المرجح أن تكون نصف المباني في قطاع غزّة على الأقل قد تضرّرت أو دمرت حتّى 29 كانون الثاني/يناير الفائت، وفقًا للباحثين الأميركيين كوري شير وجامون فان دن هوك، اللذين استخدما تحليل الأقمار الصناعية لإنشاء خريطتهما”.
وأكملت: “سويت مبانٍ كاملة أو مبانٍ مجاورة بالأرض، كما يظهر في صور الأقمار الصناعية التي فحصتها صحيفة هآرتس، وتشمل المناطق الأخرى بيت حانون (شمال)، ومخيمي البريج والمغازي، وبلدات جحر الديك (وسط)، وبني سهيلا وخربة خزاعة (جنوب)”.
وأضافت: “تظهر الصور أيضًا العديد من الحفر الناتجة عن القنابل”، مبينة أنّ “الدمار يظهر بشكل خاص في المناطق التي مرّ بها “الجيش الإسرائيلي”.
وأكدت الصحيفة أنّ “حملة القصف الإسرائيلية أدّت إلى إرسال مئات الآلاف من الأشخاص إلى الجنوب، وبالنسبة لكثير من الفلسطينيين، كان الفرار والتهجير من منازلهم بمنزلة تكرار صادم لنكبة عام 1948”.