أخبار لبنان

بلد “الترقيع”… أوصال الطرقات مشلّعة والآتي أعظم

هو العصر الحجري عاد طرقاتنا تصعب حتى على البغال أفخاخٌ لا تُعدّ ولا تُحصى من يقع فيها يدفع الثمن باهظاً مضافاً إلى رسم الميكانيك الذي لم يفلت من موازنة ضربت مجدداً البلاد طرقات لبنان تتشلّع البلد يُقسّم «طبيعياً» بلا جميلة معابر وسواتر إصطناعية. وفي كل هذا، الدولة المهترئة تتهرّب من جديد من مسؤوليتها ملقية الحقّ على: دانييلا وإخوتها وأخواتها.

هل هناك لزوم لسؤال الدولة: ماذا سيحصل؟ ستتهرب. ستقول: أرسلنا مراسلات لإعادة تأهيل الطرقات ولم يجبنا أحد. ستقول: لا مال معي وهو ذنب «حيّان» بعد «دانييلا» و»أولغا» و»ياسمين» و»نورما»… المطر في العالم نعمة أما هنا فلا  بعيدا من تراشق التهم بين الوزارات والبلديات جرّاء ما يحصل من تصدعات وانهيارات ماذا يقول رئيس تجمع إختصاصيي النقل والتنقل Mobility For Lebanon المهندس راشد سركيس والاختصاصي في علوم الجيولوجيا الباحث سمير زعاطيطي؟

العالم الجيولوجي يتابع ليل نهار أخبار الطرقات ومثله يفعل المهندس الإختصاصي في النقل والتنقل والهزات وهزات البدن. سألنا الإثنين. أجاب الزعاطيطي قولاً وأجاب سركيس كتابة. وفي أجوبة الإثنين كثير من القلق على ما ينتظر الناس بعد وبعد من كوارث إذا لم تتحرك الدولة. والدولة، كما هو ظاهر، لن تتحرك.

ودار الدولاب

راشد سركيس يرجع الى البدايات «الى أول تحرك للإنسان على قدميه، ومنذ ذاك الحين لم يهدأ. تنقل على المواشي التي ساعدته على الإرتحال من منطقة الى أخرى.

بدأ الإنسان يعبر مسافات في الوعر من دون أي ترتيبات في المسار». فهل عدنا اليوم في لبناننا الى البدايات؟ يجيب: «بعد قرون من الفوضى التي عمّت بانتشار مسالك مختلفة لا تضبطها معايير، إبتدأت الحياة بمنحى جديد مع دخول عصر الدولار الذي لا نهاية لدورانه».

على صوص ونقطة

ودار الدولاب على الطرقات فماذا عن لبنان؟ ما حصل هنا، بحسب سركيس، أن الطرقات فُتحت من دون التفكير البعيد بالمستقبل الذي يراعي الخدمات والصيانة والتأهيل والتطوير  فكانت أولى الطرقات مؤسسة على تربة مؤهلة سطحياً، تعلوها طبقة من رصف الحجارة بقياس موحد (بلوكاج) وصولاً الى التزفيت على مرحلتين.

وبقيت تلك الطرقات طويلاً صالحة للسير مع بعض أعمال الصيانة الدورية البسيطة وغير المكلفة – كانت تنفذها وزارة الأشغال و»النافعة»- وبعضها ما زال حتى اليوم. وهذا، إن دلّ على شيء، فعلى أهمية سهر مالك الطريق على سلامته، ما يرسخ مسؤولية الحكومات المتعاقبة القيام بتأهيل شبكة الطرق بما يوفر للناس الأمان والسلامة المرورية.

ويستطرد المهندس: «هذا لا يتوقف فقط عند حدود الصيانة والتأهيل، إنما يجب أن يتوسع ليشمل التخطيط والتطوير والتحديث لملاقاة الضرورات والأصول الهندسية.

فكما تُفرض على الآليات معاينة ميكانيكية للسيارات والمركبات التي تسير على الطرقات، كذلك كان يجب أن يكون هناك معاينة سلامية للطرقات لكي تكون صالحة للسير».

كم هناك من الأمور الموجبة التي تخطتها الإدارة والوزارات ولم يبال بها مسؤول. سمير زعاطيطي يتابع حال الطرقات بقلق.

البارحة وصلته صور عن طريق الوردانية قرب محمية الباروك. إنها بالويل. «الصخر كربوناتي قاسٍ متماسك وتحته «مارلي» هش (صلصال وكربونات) وبوجود المياه ينتفخ الصخر المارلي فيزيد حجمه ويتحول الى وحل ويتحرك نحو الأسفل. وانزلاق الوحل كل شتاء يترك فراغات تحت كتلة الصخر القاسي فتنهار أجزاء منه وتتدحرج. ما يحصل هو أمر طبيعي اما الأمر اللاطبيعي فهو ان لا صيانة ولا من يحزنون.

ما يتحدث عنه الجيولوجي هو أن مشكلتنا الأولى هي «عدم وجود فهم لماهية تصرف المادة الصلصالية في الشتاء» ويستطرد: «المشكلة تكمن في اختلاط المادة بالمياه لذا تكون المعالجة في منع المياه من الوصول إليها أولاً. لأنه إذا تبللت وتشبعت بالمياه فإن قطرات المياه ترشح منها كما يرشح العرق من جلدنا وتؤدي الى ظهور حفر».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى