مقالات

البقاع يواجه ازمة خطيرة.. “طريق الموت” بانتظار الأموال

ليست المرة الأولى التي تطرح فيها جهوزية وصيانة طريق ضهر البيدر على طاولة البحث، او تعود الى الاعلام من باب العواصف والأمطار الطوفانية والتشققات التي تحصل على هذه الطريق الدولية مع كل عاصفة، التي بات اليوم “مشروعا” تسميتها بـ”طريق الموت”.

ونظراً لخطورتها تم منع مرور الشاحنات عليها وتحويلها الى طريق ترشيش عبر المتن، ما رفع صوت الأهالي في المنطقة هناك أيضاً، نظراً لما يتركه مرور الشاحنات من تشققات على طرقات هي أصلا مهترئة، اذا جاز التعبير.

بالعودة الى طريق ضهر البيدر، فقد شهدت هذه الطريق العديد من المشاريع والخطط كونها شريانا دوليا يربط بيروت ليس فقط بالبقاع بل بالعالم العربي، وبقيت جميعها في الأدراج، حتى الأوتوستراد العربي الذي كان يربط بيروت بالبقاع توقف في محطات عدة ولم يستكمل تنفيذه.

“اليوم بات البقاع أجمع أمام أزمة حقيقية مع توقف وصول الشاحنات الى هناك، فشاحنات البنزين والمازوت والخضار غير قادرة على الوصول الى البقاع مع اقفال طريق ضهور الشوير” على ما يؤكد النائب بلال الحشيمي لـ”لبنان 24″ ، فطريق ضهور الشوير- ترشيش غير مؤهلة لاستيعاب هذا الكم الكبير من الشاحنات، كما ان طريق كفرسلوان ترشيش تعاني من الأمر نفسه، ما يؤكد اننا واعتبارًا من الاسبوع المقبل، قد نشهد أزمة حقيقية في البقاع وقد يعلو الصوت نظراً لاختفاء مواد حيوية من الاسواق.

وأكد الحشيمي ان “الحل الوحيد والسريع اليوم هو العمل على استكمال الاوتوستراد العربي بشقه في منطقة ضهر البيدر والذي يصل شتورا وبوارج وجديتا وعنجر، وهو بحاجة الى عمل سريع والى شق طرقات لوصل الجسور الموجودة”، مشدداً على ان “الأموال لا تزال موجودة في مجلس الانماء والاعمار وبالتالي يمكن البدء بالعمل سريعاً لتجنيب منطقة البقاع كارثة قد لا تحمد عقباها”.

واذ أكد العمل مع كل الكتل للخروج من هذه الأزمة، لفت الى ان اجتماعات عدة عقدت في الايام الماضية مع الوزير جورج بوشكيان ومجموعة من المتخصصين لايجاد حل سريع لهذه الطريق الحيوية”، مشيراً الى ان “نتائج الاجتماع ستكون محور بحث في الايام المقبلة مع السلطات المعنية للبدء السريع في انجاز هذه الطرقات.”

و اعرب عن استيائه مما وصلت اليه الطريق لناحية عدم وجود انارة او اشارات ضوئية او عواكس أثناء الضباب الكثيف، مؤكداً ان هذه الطريق الدولية مهملة كما غيرها من الطرقات لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، ومتمنياً الشروع فوراً بتطبيق القانون الذي تم التصويت عليه لناحية فتح نفق في منطقة ضهر البيدر بحوالي 4 الى 5 كلم بطريقة BOT ومشيراً الى ان هذا هو الحل الأفضل والأنسب لتخفيف الأعباء على البقاعيين ولحل أزمة هذه الطريق، من دون ان تتكلف الدولة اي أموال وفي ظل وجود العديد من الشركات التي أبدت استعدادها لتنفيذ هذا المشروع على نفقتها الخاصة.

الحلول موجودة ولا أموال

من هذه النقطة انطلق مؤسس “جمعية اليازا” في لبنان زياد عقل، ليؤكد أن النفق هو واحد من أفضل الحلول لطريق الشام – ظهر البيدر ، وهو نفق عاريا – شتورة، مشيراً الى ان المشروع عمره اكثر من ٦٠ سنة والعديد من الشركات الأجنبية كانت تريد ان تلتزمه عبر طريقة الـ BOT ولكن قصر نظر مسؤولينا اوصلنا لهذا الاهمال والمشاكل السنوية والتي لا تنتهي

واكد عقل في حديث عبر “لبنان 24” ان مشكلة الطرقات لا تقتصر فقط على ضهر البيدر، بل انها تشمل كل طرقات لبنان فمع كل شتوة تظهر المشاكل أكثر فأكثر وتتظهر الأزمات يوماً بعد يوم، لنكتشف ان طرقات لبنان باتت جميعها عبارة عن خنادق وحفر وغير صالحة للسير على الاطلاق، الا ان الأمر مربوط بالأموال غير المتوفرة اليوم لاعادة الصيانة .

اذاً، طريق ضهر البيدر على الرغم من “الترقيعات” التي تجري اليوم لناحية دعم الطريق لمنع انزلاقها اكثر، ستبقى “طريق الموت”، لأن الوضع بات في غاية الخطورة وعلى الوزارات المعنية التعاون مع البلديات لإيجاد الحلول المناسبة لها وكونها حيوية وتربط البقاع ببيروت، فحياة المواطنين والسائقين بخطر، ولا بد من رصد الأموال اللازمة لإجراء أعمال الصيانة.

نايلة عازار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى