مع استمرار الغارات الجوية الأميركية البريطانية على اليمن، بدأ “أنصار الله” دراسة تنفيذ خطة “مثلث الأقصى”، من خلال إغلاق الممرات المائية الثلاثة الرئيسية في الشرق الأوسط: باب المندب، ومضيق هرمز، وقناة السويس، ما سيؤدي الى وقف إمدادات النفط والغاز التي تغذي الكيان الصهيوني من قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا.
والسؤال الذي يُطرح ماذا إذا نُفّذت الخطة؟.
يكتسب كل من مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس أهمية خاصة للتجارة العالمية، وهي ممرات بحرية تتحكم فيها أساساً دول عربية، حيث يعبر الأول يومياً 35% من صادرات النفط العالمية، منها 85% من صادرات النفط الآسيوية و20% من صادرات الغاز، في حين يمر بالمضيق الثاني 10% من تجارة النفط وفق وكالة الطاقة الدولية و12% من حجم التجارة الدولية، 98% من هذه النسبة عبر قناة السويس.
ونظراً لهذا الارتباط بين هذا الثلاثي – المضيقان وقناة السويس – فقد اكتسبت المنطقة العربية أهمية استراتيجية استثنائية لا تتمتع بها أية منطقة أخرى، سواء في الجانب الاقتصادي أو العسكري أو الجيوسياسي، وهو ما يفسّر الاستنفار الدولي عند تعرض هذا الثلاثي لتهديدات تتعلق بالإغلاق أو بسلامة المرور، والتي ستكون تكاليفها باهظة على أوروبا وآسيا بشكل خاص، ومنطقة الخليج العربي والبلدان العربية بشكل عام، ويكبّد “إسرائيل” خسائر إضافية إلى جانب خسائرها في الحرب على غزة، وضربة إستراتيجية للتعاملات التجارية، إذ أن بدائل الشحن البحري مكلفة للغاية ولا يمكن للاقتصاد الإسرائيلي تحملها على المدى البعيد..
تعتبر الأزمة الحالية الخطر الجيوسياسي الأكبر الذي يهدد سوق الطاقة العالمية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا فى فبراير 2022، فهل سينجح نشاط الوفود الدولية والإقليمية التي تحكمها المصالح الجيوسياسية في وقف الحرب في غزة لدرء هذا الخطر الجيوسياسي؟.