منذ أسابيع انتقل العدو الإسرائيلي الى مرحلة جديدة من الحرب على المحور، عنوانها العمليات الأمنية الكبيرة والاغتيالات، في لبنان وسوريا والعراق وداخل الجمهورية الاسلامية في إيران أيضاً، والاميركي يعول على هذه المرحلة لخفض التوتر على الجبهات المساندة لغزة، ولكن يبدو أن الجبهات تتجه الى التصعيد، مع تكثيف عمليات الاغتيال التي تقوم بها اجهزة الموساد الاسرائيلي.
أمس، في البازورية تم استهداف سيارة رباعية الدفع من قبل مسيرة اسرائيلية، ما أدى لاستشهاد شخصين داخلها، وذلك بعد ساعات قليلة جدا على عملية الاغتيال الكبيرة التي حصلت في دمشق لقادة في الحرس الثوري الايراني، ما يُنذر باشتداد مرحلة العمليات الأمنية، وما يُرافقها من مخاطر توسع الجبهات وهو ما كنا
أشرنا إليه سابقا.
على الجبهة اللبنانية يعتمد حزب الله تكتيكات جديدة أثبتت نجاحها مؤخراً بالحفاظ على الكثافة النارية، وتقليص أعداد الشهداء بصفوف الحزب، كما أن التحضيرات داخل حزب الله لا تزال قائمة ومستمرة تحسباً لأي مواجهة كبرى، ولاستمرار المواجهات القائمة حالياً أيضاً، وتُشير المصادر الى أن الحزب لم يستهلك شيئاً من ترسانته العسكرية والصاروخية، وما استعمله من صواريخ تم تعويضها بشكل كامل، بالإضافة الى وصول أنواع جديدة ومتنوعة من الأسلحة، وبالتالي فهو مستعد لمرحلة مقبلة قد تكون أكبر وأشد خطورة.
بالنسبة الى المصادر فالإسرائيلي نفسه لا يعلم ما قد يجري في المستقبل القريب، رغم أن تعويله على وقف الجبهة مع المقاومة في لبنان يُفترض أن يكون قد انتهى بعد كل محاولات التهديد التي حملها المبعوثون الدوليون الى لبنان والاقتراحات المرفوضة التي حملها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة الى بيروت، ولكن يمكن التأكيد على أن احداً لا يملك القدرة على قراءة مستقبل الحرب في المنطقة، ولذلك فإن كل استعدادات المقاومة قائمة لمواجهة أي تطورات.
يُدرك حزب الله خطورة ان تشعر اسرائيل بأن سلطتها على الأراضي اللبنانية كبيرة، بحيث يمكنها تنفيذ عمليات اغتيال في أي وقت، لذلك تؤكد المصادر أن عمليات الاغتيال سيُرد عليها بطريقة جديدة من العمل العسكري، او ربما باستعمال أنواع جديدة من الأسلحة، بما يوجه رسائل جديدة للاسرائيليين.
إذا يبدو بحسب المصادر أن الجبهة مستمرة على سخونتها، وهنا لا يمكن الحديث عن تصعيد او تهدئة، فالأمور باتت مربوطة بحرب داخل الحرب، مسرحها يبدأ في إيران ولا ينتهي في سوريا، ولكل عملية رد عليها، ومن ثم رد على الرد، فرغم رفض الحرب من قبل أهم الأطراف المعنية بها، إلا أن خطورة عمليات كهذه تكون باستهداف شخصيات كبيرة لا يمكن بعدها الاكتفاء بردود مماثلة، ولو كان هذا الأمر غير متوقع في المرحلة الراهنة التي تشهد عملية ضبط نفس غير مسبوق من قبل محور المقاومة، لأن هذا المحور قد اتخذ قرارا استراتيجيا كبيرا وهو عدم الانجرار خلف الرغبات الاسرائيلية بإشعال المنطقة.