اعتبر ضابط أمن إسرائيليّ أنّ “حزب الله هو أحد الهيئات الرائدة في العالم في استخدام الصواريخ المضادة للدروع”.
وأوضح الضابط في المجلس الإقليمي بمنطقة الجليل دوتان روخمان أنّ “التغيير الأساسي الكبير الذي يحدث الآن هو أنّ حزب الله حوّل هذه الصواريخ إلى سلاح قنص”، وقال: “الحزبُ يستغل قدرات القنص هذه ليس فقط لإلحاق أضرار بالبنى التحتية، بل أيضاً لتحقيق إصابات جسدية، فهو يطلقها على قوات الجيش التي تعمل من مستوطنات خط الحدود”.
بدوره، قال يهوشع كاليسكي، الباحث البارز في معهد الدراسات الاستراتيجية، إنّ “استخدام حزب الله الأسلحة الدقيقة الآن غير مسبوق، حتى بمقارنة دولية، إذ إنّه استخدام مكثّف ويومي ضد أي شيء يتحرك، أو لا يتحرك، وليس له حماية”.
في هذا الإطار، أوضح كاليسكي أنّ “الجيش الإسرائيلي ليس لديه الأدوات اللازمة لاعتراض هذه الصواريخ عندما تستهدف مجموعات جنود وآليات ومبانٍ على الحدود الشمالية”.
ورأى، بناءً على ذلك، أنّ “حزب الله يعمل بطرق مبتكرة”، مشيراً إلى أنّ “الضربة الدقيقة يوم السبت على قاعدة ميرون دليل على ذلك”.
كذلك، بيّن كاليسكي أنّ النيران الدقيقة لحزب الله “تسمح بإبقاء نيرانه دون عتبة الحرب – وهي العتبة التي تتردد أيضاً إسرائيل حالياً في تجاوزها – في حين أنّه ينجح في فرض الرعب”، لافتاً إلى حقيقة أنّ عشرات الآلاف من المستوطنين لا يستطيعون العودة إلى مستوطناتهم.
حزب الله يُرعب مستوطني الشمال
صحيفة “هآرتس”، لفتت في هذا الخصوص، إلى توسيع “مدى إطلاق الصواريخ المضادة للدروع من لبنان إلى أهداف في عمق إصبع الجليل، بالقرب من مستوطنة بيت هيلل، على بعد 4 كيلومترات من الحدود، وإلى كيبوتس كفار سالد في وادي الحولة، على بعد 6 كيلومترات من الحدود”، مضيفةً أنّ هذه المستوطنات “لم يجرِ إخلاؤها بعد”.
وأضافت أنّ “عنصر الخوف يلعب دوراً مركزياً هنا، فإصابة قاعدة المراقبة الجوية الإقليمية في ميرون، كشفت أنّ حزب الله لديه أيضاً صواريخ مضادة للدروع يبلغ مداها نحو 10 كيلومترات، ممّا يُدخل مستوطنات إضافية تُرى من لبنان في دائرة النيران”
في هذا السياق، قال رئيس مجلس “آشر” الإقليمي إنّه “لا حياة في الجليل الآن”، إذ هجر المستوطنون المنطقة منذ 100 يوم تقريباً، بمن فيهم كثيرون يعيشون الآن تحت نفقتهم الخاصة “وينهارون تحت العبء”، في وقتٍ “يشوب اقتصادهم الغموض”.
وفي وقتٍ سابق، أفاد دافيدوفيتز بأنّ مستوطنة كريات شمونة، وهي أكبر المستوطنات الإسرائيلية شمالي فلسطين المحتلة، ويبلغ عدد مستوطنيها 22 ألف نسمة، تم إفراغها بصورة كاملة تقريباً بأوامر من الجيش الإسرائيلي، إضافةً إلى عشرات من المستوطنات الصغيرة والمزارع الجماعية القريبة من الحدود.