قالت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الجمعة, إن: “تل أبيب متخوفة من أن تصدر محكمة العدل الدولية قراراً بوقف الأعمال القتالية في قطاع غزة”، فيما رجح مسؤولون إسرائيليون أن “تندلع حرب قريبة محدودة مع حزب الله في لبنان”.
حيث قالت الهيئة الرسمية في بيان مقتضب، إن: “تل أبيب تخشى صدور قرار من المحكمة في لاهاي يأمر بوقف الأعمال القتالية في غزة”، دون تفاصيل أخرى.
ومطلع كانون الثاني الجاري، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية أمام “العدل الدولية”، تتهم فيها تل أبيب بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب شرسة منذ نحو ثلاثة أشهر، بينما عينت إسرائيل، الخميس، خبيراً بريطانيّاً بالقانون الدولي، لتمثيلها أمام المحكمة بالقضية المرفوعة ضدها.
فيما قال مسؤولون إسرائيليون، إنّ تل أبيب تعتقد أنه: “في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق لإبعاد قوات “حزب الله” عن الحدود اللبنانية، فقد تندلع “حرب محدودة” بين الجانبين”.
وقال مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، لهيئة البث (رسمية)، لم تسمهم، إننا: “على وشك استنفاد محاولات التوصل إلى اتفاق، لأن حزب الله لا يعبر للوسطاء عن رغبته في التوصل إلى مثل هذا الاتفاق”.
وأضاف المسؤولون, “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يقضي بإبعاد حزب الله عن الحدود اللبنانية، فقد تندلع حرب محدودة بين الطرفين”.
وأشاروا إلى أنّه “في حال اندلعت هذه الحرب مع حزب الله، فقد يؤدي ذلك إلى حد التصعيد الشامل في المنطقة كافة”.
وفي كانون الأول الماضي، توعد وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، “بإبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني جنوبي لبنان، سواء بترتيب سياسي دولي أو بتحرك عسكري”.
بخلاف ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، في 17 كانون الأول الماضي، إنه: “لن يمنع نشوب حرب مع لبنان سوى تنفيذ القرار الدولي 1701 بإبعاد مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني”.
وفي 11 آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 1701، الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، بعد حرب استمرت 33 يوماً بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي.
ويدعو القرار إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل).
و”تضامناً مع قطاع غزة”، يتبادل “حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً متقطعاً منذ 8 تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود.
ومنذ 7 تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الجمعة “22 ألفاً و600 شهيد و57 ألفاً و910 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.