اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة من مسجد الصفا، أن “العالم محكوم بإزدواجية المعايير، وأن هناك تجاوزا لكل الأعراف والقوانين الدولية التي للأسف توظف لخدمة المشروع الأميركي والغربي على حساب المنطق الانساني والشرعية الدولية وحقوق وقضايا الشعوب والأوطان، على مساحة هذا العالم”.
وقال: “في سنة 2020 فرضت أوروبا عقوبات على روسيا لاتهام المخابرات الروسية بتسميم المعارض الروسي نافالني، وازدادت العقوبات على روسيا بسبب حربها مع أوكرانيا، وفي سنة 2023 في ذكرى وفاة مهسا اميني فُرض على ايران حزمة عقوبات بحجة قمع المتظاهرين، وفَرضت أميركا عقوبات على كوريا الشمالية لقيامها بتجارب على صواريخ باليستية عابرة للقارات، ومنذ سنة 2011 والعقوبات مستمرة على سوريا والسبب ان الدولة السورية تعامل المعارضة بعنف، وفَرضت الخزانة الأميركية عقوبات على اشخاص وشركات صينية لاتهامها بادارة شبكة مشتريات لصالح برامج ايران الصاروخية والعسكرية، وقد طالت العقوبات الأميركية الكثير من الشخصيات والدول بحجج واهية واتهامات كاذبة”.
أضاف: “وغزت أميركا العراق لاتهام النظام بامتلاكه سلاح دمار شامل، أما أن تمتلك إسرائيل سلاحا نوويا يهدد المنطقة بأسرها، فله مبررات بقاموسهم الاجرامي، وأن تقصف القوات الأميركية والاسرائيلية سوريا، فهذا في نظرهم حق مكتسب. وأن تخرق إسرائيل القرار 1701 يوميا في لبنان، وليس آخره الغارة التي قصفت ضاحية بيروت الجنوبية، يعتبر ذلك في نظرهم دفاعا عن النفس.”
وتابع: “وأما حرب الابادة الجماعية والمحارق التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة من قتل للأطفال والشيوخ وتدمير كل شيء واسقاط البيوت على اصحابها باطنان من القذائف والصواريخ المتفجرة ومعظمها اميركي الصنع، وقد تجاوز عدد الضحايا الـ ٢٢٠٠٠ الف ضحية، فلم نر لا ادانات ولا أدنى عقوبات”.
ورأى انها “العدالة الخرقاء التي تساوي بين الجزار والضحية. فقانونهم اذا كنت حليفا لأميركا افعل ما شئت، واقتل كما شئت وغير ذلك إرهاب”.
وتابع: “من هنا نتمسك اكثر واكثر بخيار المقاومة واعتبارها السبيل الوحيد للدفاع عن ارضنا وشعبنا ومقدساتنا، وان الحرية التي تعطيها اميركا وحلفاؤها بالدبلوماسية، هي منتهى الذل والعبودية.
أميركا عدو للانسانية بكل ما للكلمة من معنى، بدأ قيام دولتهم على قتل السود والهنود الحمر أصحاب الارض الحقيقيين، مرورا بالدعم اللامحدود لإسرائيل ونشر الفساد والقبيلة بتشريع كل شيء مخالف للاديان السماوية ومخالف للقيم الإنسانية، بإصدار قوانين تشرع اللواط والسحاق ونشر الرذيلة”.
ولفت الى انه “علينا كلبنانيين أن ندرك هذه الوقائع وأن نتكل على أنفسنا في ادارة شؤوننا ومعالجة أزماتنا وعدم تعليق كامل قضايانا وشجوننا على حبل الأزمات الاقليمية والدولية، وهذا يستوجب مبادرات من الأطراف للوصول الى قواسم مشتركة وهي موجودة بالتأكيد. ودعا الى التفاعل مع أي مبادرة تفضي الى إنتخاب رئيس للجمهورية تمهيدا لانتظام عمل المؤسسات لتسهيل أمور الناس واعادة ثقتهم بدولتهم”.
ودان “التفجير الإرهابي الذي تعرضت له الجمهورية الإيرانية وسقوط عدد من الشهداء عشية ذكرى قاسم سليماني”، متوجها “بالتعزية للشعب الإيراني وقيادته الحكيمة”، مستغربا “الصدفة المنظمة غير البريئة بين اغتيال رضائي في سوريا وقادة حماس في بيروت وضرب الحشد الشعبي في العراق والتفجير الإرهابي في ايران التي تميط اللثام وتكشف المستور”.