أخبار لبنان

المنسقية العامة لشبكة الأمان للسلم الأهلي تناشد اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل درءًا للمخاطر والأبعاد المصيرية على شعب غزة

وجّهت ” مطالعة عما يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة إلى رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي (ICRC) بواسطة مكتب الصليب الأحمر الدولي في لبنان ، آملة من الصليب الأحمر الدولي التجاوب مع ما تتضمنه مطالعتها من مطالب درءًا للمخاطر والأبعاد المصيرية على شعب غزة، إذا لم يوضع حد فوري ونهائي للعدوان الصهيوني الهمجي،وجاء في نص المطالعة الآتي:

“إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي (ICRC)، الحائزة مرات ثلاث على جائزة نوبل للسلام، في بداياتها عام 1895 من اندفاعة مؤسسها السيد هنري دونان، الى حماية ضحايا النزاعات المسلحة ومساعدتهم‏ ناهيكم عن مساعدة سائر ضحايا حالات العنف الأخرى، والتي أهّلها تاريخها المجيد الحافل، بالاضافة الى أقدميتها على سائر اخواتها “الحمر” الهلال والأسد والشمس، لتحظى بشرف الإرتقاء الى مصارف الدول من خلال اعتمادها بديلاً عن ” الدولة الحامية” أو الطرف الثالث في كل ما يتعلق بأحكام اتفاقيات جنيف الملزمة حتى للدول غير الموقعة عليها، (ملحق رقم 4)‏ فأين هي من هذا التكليف الذي يكاد تغاضيها المريب عنه،(رغم كل ما تعاينه طواقمها الميدانية في غزة من أسباب تدفعنا للتوجه اليها بالتحية وبالتقدير)، يساهم ولو بصورة غير مباشرة في تمادي إسرائيل بجرائم الإبادة الجماعية والفصل العنصري والتطهير العرقي في كامل قطاع غرة. بل لعلنا لا نبالغ إن قلنا بان الانكفاء غير المبرر للمراجع الرئاسية الإدارية والتنفيذية في الصليب الأحمر الدولي عن “تنكب مسؤولياتها كبديل عن الدولة الحامية”، قد يصل إلى درجة المسؤولية التقصيرية من منظور القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وذلك نظراً لأهمية ما أنيط باللجنة الدولية هذه من صلاحيات لأغراض” مساعدة المجتمع الدولي في منع وردع هذه الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والتطهير العرقي المشهودة والموثقة والمتمادية من قبل الكيان المحتل، بحق أصحاب الأرض في غزة وعلى كامل التراب الفلسطيني.

هذا وانه لا يفوتنا أن نستحضر في سياق متصل، ما للصليب الأحمر الدولي من إرث حضاري نتيجة لمساهماته العديدة، ألفية بعد ألفية، في تعزيز حقوق الإنسان وحماية الضحايا وإنقاذهم حيثما كانوا ودونما أي تمييز أو تحيز مجحف أو استنسابي، تماماً على نحو ما يسجل لها وللهلال الأحمر والدفاع المدني وسائر هيئات الإغاثة من عاملين وكوادر طبية محلية وأجنبية، راهنا في غزة، من تضحيات بطولية ومن تقديمات ميدانية بالغة التقدير والاحترام. من هنا فان دعوتنا العاجلة والملحة الى الأطر الرئاسية الإدارية والتنفيذية والرقابية لديها، كل من موقعه وفي إطار مسؤولياته المحددة في الصكوك الدولية عموما وفي الأنظمة الداخلية تحديداً، تكتسي إبعاداً إنسانية مصيرية مستوجبة لممارسة هذه الأطر دورها المنصوص عليه من أجل وقف المجازر الحاصلة في حق  عشرات الآلاف من الجرحى في غرة، أطفالا ونساءً ورجالًا، مع لفتهم لتوجب الحذر من أي إهمال غير مبرر سيما بمعرض الرصد والمتابعة لموضوع سرقة الجثامين والتمثيل بالجثث من قبل إسرائيل.‏ وحبذا لو أن كلا من مجلس رئاسة الجمعية وإدارتها العامة التنفيذية يحرصان على استعادة ذلك الشعور بالطمأنينة وبالأمل الذي طالما شعرنا به عند تداول اسم لجنتهم الدولية، منذ طفولتنا وبمن فينا أبناء غزة، وذلك من خلال تفعيل دور هذه اللجنة بديلاً عن “الدولة الحامية”، كما اسلفنا، في ضوء ما لهذا الدور من أهمية بالغة بجميع المعايير الإنسانية السامية الجابّة لكل ما عداها.

لذلك، جئنا بهذا الكتاب نرفعه لكم مؤكدين دوركم النبيل والإنساني طالبين التحرك السريع لحماية ضحايا النزاعات المسلحة وسائر ضحايا العنف الأخرى وبعامة “مساعدة المجتمع الدولي في منع وردع هذه الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والتطهير العرقي المشهودة والموثقة والمتمادية من قبل الكيان المحتل لفلسطين، ومع ادراك مدى تأثير تقاريركم ومتابعتكم على القرارات الدولية على الرغم من عدم التزامها في الدول صاحبة العقيدة الإجرامية وهي كثيرة مع الأسف، والتدخل السريع ضروري جداً ونتائج العمل اولاً بأول تحد من المعاناة المستمرة. اهتمامكم ومتابعتكم لا بد إلاّ أن تنقذ الإنسانية”.

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى