كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: كثر الكلام عن توافق مبدئي بين الكتل المعارضة وتكتل لبنان القوي حول اسم الوزير السابق جهاد أزعور، وما يعزز هذا الاعتقاد التسريبات غير المؤكدة عن اللقاء الذي تم بعيداً عن الإعلام بين أزعور ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في حارة حريك قبيل زيارة أزعور الى السعودية، إضافة الى سلسلة لقاءات أخرى عقدها في لبنان، والحديث عن إبلاغه رسالة واضحة بأنه يرفض أن يكون مرشح تحدٍّ.
مصادر مواكبة للتحركات كشفت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن التوافق على أزعور بين التيار الوطني الحر والمعارضة أصبح قاب قوسين وأدنى، وأن رئيس التيار النائب جبران باسيل الذي كان ينتظر إشارات إيجابية تصب في مصلحته في الإطلالة الأخيرة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تفاجأ بتمسك نصرالله بترشيح فرنجية، ودعوة المعارضة للحوار حول الاسم الذي يرونه مناسباً دون الإشارة اليه ولو تلميحاً رغم تأكيده مراراً بأنه لن يقبل برئيس جمهورية يستفز حزب الله، وان نصرالله برأي باسيل تجاهل ذلك بقصد أو بغير قصد.
وتلفت المصادر المواكبة الى أن زعيم التيار البرتقالي تبلّغ معلومات شبه مؤكدة أن البطريرك مار بشارة الراعي الذي سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الثاني من حزيران يحمل معه لائحة بأسماء مرشحين للرئاسة من بينهم عضو تكتل لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان، ولهذا السبب أعلن موافقته المبدئية على أزعور.
وفي سياق المواقف، رأى عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب أحمد رستم أن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية توافقا من حيث المبدأ على ترشيح أزعور، إلّا أنَّ الامور ما زالت ضبابية بانتظار ما قد يطرأ من مستجدات، وإمكانية أن يحدّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي موعداً لجلسة انتخاب الرئيس في الخامس عشر من حزيران أو قبل هذا التاريخ في حال سارت الأمور على هذا النحو.
رستم لفتَ في حديثٍ لـ”الأنباء” الإلكترونية الى أنَّ كتلة الاعتدال الوطني لا يهمها الاسم بقدر ما تهتم في الموضوع الانقاذي، فالبلد منهار والناس لم تعد تحتمل الفراغ في السلطة، معتبراً أنَّ تبني الكتلتين المسيحيتين الكبيرتين لترشيح أزعور وحده لا يكفي، بانتظار إعلان باقي الأطراف عن موقفها، مذكراً أنَّ كتلة الاعتدال الوطني على مسافة واحدة من الجميع ولم تقرر بعد موقفها إلى أن تتضح الصورة أكثر، مشيراً الى وجود فرق كبير بين أن يكون أزعور مرشحَ إجماعٍ وطني، وتسوية سعودية أو مرشح تنافسي ويريد خوض الانتخابات بمواجهة سليمان فرنجية.
وعن زيارة أزعور الى السعودية، أملَ رستم أن تجيب هذه الزيارة عن كل التساؤلات التي نطرحها كنواب مستقلين “فنحن في الكتلة ستة نواب ولدينا حلفاء آخرين بين النواب المستقلين، والمهم بأي مرشح أن يؤمن ثلثي النواب في الجلسة الأولى و65 صوتاً في الجلسة الثانية”، مشيراً إلى أنَّ برّي لن يدعو الى جلسة انتخاب قبل أن يتأكد من أن ترشيح أزعور جدّي وما إذا كانت الكتل ذاهبة الى التلاقي فعلاً وليس قولاً، واذا كانت الجلسة ستعطي ثمارها أم لا.
من جهته، وصف النائب السابق ماريو عون في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية أن موافقة باسيل على ترشيح أزعور هروب إلى الأمام من واقعٍ صعب داخل التيار الوطني الحر، ففي حال اتخذ موقفاً بتسمية أحد المرشحين سريعاً، فإنه حتماً أمام مشكلة داخلية، وخطر قد ينتج عنه هزة بداخل التيار البرتقالي، إذ إنَّ البعض في التيار يتساءل منذ فترة ما إذا كان بداخل التيار أشخاصاً يصلحون للترشح للرئاسة غير جبران باسيل، وهو ما دفعه للموافقة على أزعور.
واعتبرَ عون أنه من المتوقع وصول مخطط باسيل الى حائطٍ مسدود، لأن أزعور لن يترشح بمواجهة فرنجية فهو يريد أن يكون مرشح إجماع وتوافق وليس مرشحاً تنافسياً، أما في حال وافقَ أزعور على الترشح فلن يحصل على أكثرية من 65 صوتاً، مستبعداً انتخاب رئيس الجمهورية في وقت قريب وكل ما يفعله باسيل هو شراء الوقت، خصوصاً مع وجود تمايز كبير لدى بعض نواب التيار أمثال الياس بوصعب وابراهيم كنعان والآن عون وغيرهم لكنهم تأخروا كثيراً بالإعلان عنها والتأكد من نوايا باسيل.
لا شيء مضمون حتّى الساعة إذاً، والواضح أنه على الرغم من التحركات، إلّا أنّ بوادر الإتفاق على رئيسٍ عمّا قريب لا زالت ضئيلة، وسط الضياع الحاصل والغموض الذي يتعمّده البعض، ليبقى لبنان على عتبة انتظار مفاجآت الأيام القادمة.