ما زالت المعركة تسير في الاتجاه الصحيح حيث تتقدم آليات العدو تدريجيًا نحو مثواها الأخير على أيدي المجاهدين داخل غزة.
لا أحد يُنكر أن المعركة كبيرة وتحتاج عدة عوامل للإنتصار وأهمها:
١- تماسك الجبهة العسكرية لفصائل المقاومة داخل قطاع غزة وهذا هو الحال بحسب مصدر قيادي في الفصائل الفلسطينية.
٢- اصطياد جنود العدو بعد استدراجهم الى كمائن ميدانية والقضاء عليهم عبر استخدام الأسلحة المناسبة.
٣- اطالة أمد المعركة في الميدان والذي يسبب أزمة للعدو مقابل صمود للمقاومة وتكبيد العدو خسائر يومية.
انطلاقًا من الميدان الذي بدأ يتعقد اكثر فأكثر امام حكومة العدو الاسرائيلي، ينطلق مسار الانتصار الذي تبحث عنه الفصائل الفلسطينية من أجل اعادة رسم خريطة القضية من جديد.
هذا الكلام يلتقي مع فحوى ما ذكره الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، والذي ربط دور المقاومة في جنوب لبنان بالنتائج الميدانية التي ما لبثت أن أظهرت حجمًا جديدًا من الخسائر في صفوف العدو بعد اجباره على التزام بما يلي:
١- عدم التجرؤ على قصف المدنيين في جنوب لبنان بعد الحادثة الأخيرة التي أدت الى استشهاد الفتيات الثلاثة وجدتهم.
٢- عدم قدرة العدو على الرد ميدانيًا على العمليات النوعية الأخيرة التي نفذتها المقاومة والتي كبدت العدو خسائر كبيرة، والتزامه بعدم التمادي عارفًا بأنَّ ارتكابه لأي حماقة سيودي به نحو كتلة نار في الجنوب اللبناني لا تبقي ولا تذر.
٣- ارتفاع خسائر العدو البشرية مقابل انخفاض خسائر المقاومة التي تعاملت مع التقنيات الحديثة للعدو بدقة عالية.
عامل الوقت الذي فرضه تماسك المقاومة في قطاع غزة بالاضافة الى تنامي عمليات المقاومة في جنوب لبنان أثبت بأنَّ حسابات حقل اللهب والاجرام الذي انتهجه الصهاينة غير حسابات البيدر لدى محور المقاومة، انطلاقًا مما يلي:
١- لم ينجح العدو الاسرائيلي خلال اجرامه وقتله للمدنيين في تحديد شكل المعركة العسكرية في المنطقة في مواجهة محور المقاومة.
٢- أثبتت ساحات المقاومة وغرف عملياتها بأنها تجيد ادارة المعركة دون أن تعطي للعدو الاشارة الميدانية التي يبحث عنها، فكانت ساحات الصراع خارج اطار حساباته أو حسابات الأميركي الذي وجد نفسه محاطًا بنيران المحور متورطًا بإجرام حكومة العدو المجرمة.
لقد غرق العدو الاسرائيلي مرة جديدة في الميدان، اعتقد أنه يواجه فصائل المقاومة وحيدة في قطاع غزة فجاءه الرد من محور المقاومة في الميدان.
جميع هذه العوامل التي استعرضناها تؤكد بدون أي شك بأنَّ محور المقاومة يتجه الى تحقيق انتصار واسع في الميدان، والوقت كفيل باثبات ذلك خلال أيام.