بعد طول انتظار، يطل الأمين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصر الله يوم الجمعة لإلقاء خطابه الأول منذ 7 الجاري، أي تاريخ عملية “طوفان الأقصى”، وهذا ما كان منتظرا لمعرفة إلى أين ستذهب الأمور في لبنان، بما أن قرار الحرب والسلم هو بيد الحزب، كما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
رغم أن إعلام الحزب وضع صمت أمينه العام في إطار “التكتيك” الإستراتيجي لإدارة المواجهة أو المعركة مع إسرائيل، إلا أن هناك عدة أسباب دفعت نصرالله لكسر صمته “الكلامي”، وفي طليعتها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يصر على مواصلة جرائمه بحق الفلسطينيين، ولعله الإسرائيلي الوحيد الذي ليس له أي مصلحة بوقف الحرب.
عدة تساؤلات رافقت “صمت” السيد، تحولت لاحقا إلى مطالب نادت بضرورة كسر حاجز الصمت، والتحدث عما يتحضر له الحزب، هل هناك حرب شاملة مع إسرائيل؟ هل سيتكرر سيناريو العام 2006؟ هل لا تزال المواجهة بين الحزب وإسرائيل ضمن قواعد الاشتباك؟
لا شك في أن إطلالة السيد نصرالله يوم الجمعة أتت في موعدها، فهو المسؤول الأول أمام اللبنانيين عما سيحدث في قادم الأيام، كما أنه المعنى الأول في تثبيت معادلة “وحدة الساحات” التي ليس من الضروري أن تتوحد عسكريا، بعض الساحات شهدت تحركات شعبية، وأخرى ديبلوماسية وبعضها عسكرية بالمعنى الضيق للكلمة كلبنان مثلا.
ثم أن الأمين العام للحزب، ليس بوارد التحدث عن قرارات “حزب الله”، نعم سيهدد إسرائيل وسيدعم الشعب الفلسطيني وحركة “حماس” لكنه لن يكشف عن نوايا الحزب، فليس نصرالله من سيقدم للعدو الإسرائيلي تطمينات هو بأمس الحاجة لها.
لكن أيضا، لن يذهب نصرالله في خطابه إلى حد الإعلان عن حرب مفتوحة مع إسرائيل، وقد قدم تطمينات لعدة مسؤولين لبنانيين أن الحزب يأخذ بعين الاعتبار الوضع في لبنان والحالة المالية والاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد والعباد، لكن دون أن يشكل ذلك نقطة ضعف للبنان أمام إسرائيل.
كما أن الأمين العام للحزب لن يخمد النيران المشتعلة في الجنوب، يرى أن من واجبة مساندة الجبهة المفتوحة في قطاع غزة، وبمجرد أن قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي مستنفرة على الحدود مع لبنان، فهذا بحد ذاته يريح المقاومين في قطاع غزة، وهذا الأمر لن يغيره الحزب، طالما أن إسرائيل تواصل اعتداءاتها المروعة بحق الشعب الفلسطيني.
أبرز ما سيتطرق إليه نصرالله يوم الجمعة هو قوة لبنان بمواجهة إسرائيل، وذلك في إطار الرد على حفلات التهويل التي تقام يوميا، والتي أفقدت اللبنانيين صوابهم. وصحيح أن لبنان لا يريد الحرب، لكن في الوقت نفسه هو قادر على خوضها في حال فرضت عليه، هذا ما سيؤكده السيد نصرالله