تتسارع الخطى السياسية والديبلوماسية الإقليمية والدولية من أجل تطويق أي توسعة للحرب في غزة. وكانت لافتة زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الى واشنطن والتي استجدت نتيجة مخاوف من نشوب حرب إقليمية، الأمر الذي أثاره مع مستشار الامن القومي جيك سوليفان ووزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية انتوني بلينكن والعديد من أعضاء مجلس الشيوخ.
وصار واضحا أن التفلّت في غزة يعني حكما اشتعال المنطقة بأسرها، وهو ما تتهيّأ له واشنطن وقائياً. ذلك أن إدارة الرئيس جو بايدن، وتحديدا وزارة الدفاع، تستعدّ راهنا لاتساع رقعة المواجهات لتشمل كل الشرق الأوسط.
وتعزّز قيادة المنطقة الوسطى الإجراءات الاحترازية تحسّبا من تهديدات محتملة على غرار التهديد الحوثي وتهديدات أخرى رصدتها إبان وصول حاملة الطائرات “جيرالد فورد” قبالة الشواطئ الإسرائيلية، ومن بعدها “يو اس اس أيزنهاور” ومجموعة السفن الحربية التابعة لها. وحضرت القطعتان الحربيتان في سياق تعزيز البحرية وجودها عند سواحل البحر الأبيض المتوسط، ومن ضمن التصور الأميركي الساعي إلى منع تمدّد الحرب في غزة وإبقاء العين خصوصا على حزب الله.
في المقابل، يعمل محور الممانعة على تثبيت معادلة “غزة في مقابل الحرب الاقليمية الشاملة”. هذا يعني أنه يهدد بتوسعة التصعيد إلى كل المنطقة في حال نفذ الجيش الإسرائيلي خطة اجتياح غزة بريا، مع ابداء استعداده ربط النزاع والجنوح نحو التهدئة في حال نجحت الوساطات بإخماد الحرب أو تعليقها.
ويُنتظر أن يكون مجمل هذا المشهد في صلب كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد ظهر الجمعة المقبل، وهي الأولى له منذ بدء الحرب في ٧ تشرين الأول.
وسبقها فيديو الـ١٢ ثانية الذي أظهر نصرالله مارّا أمام راية الحزب.
الأطباء يخفون ذلك! إنها طريقة تعيدك إلى عمر 25 في عمر 40
ولا ريب أن الأيام الفاصلة عن يوم الجمعة ستمرّ ثقيلة في إسرائيل كما في مجمل العواصم المعنية بالحرب في غزة، وبالطبع بيروت في طليعتها.
ذلك أن مجريات المناوشات والمواجهات جنوبا تشي بأن الحزب دخل مرحلة جديدة من العمل العسكري تتسم بتصعيد في وتيرة العمليات ونوعيتها وجغرافيتها، ما يزيد في احتمالات الحرب ويعقّد الوضع. هذا الواقع يزيد في تغييب المعالجات السياسية والرئاسية بحيث باتت الأولويات في مكان آخر.