رأى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد خلال كلمة القاها في مؤتمر ومعرض “انا لبنانية عربية”، ان “المبادرات الجديدة التي تشرق في كل مرة نقترب فيها من الشعور بالإحباط أو الجمود تفرحنا وتفاجئنا. تأتي في وقتها تماما، لتعيد استنهاض العمل والأمل فينا، لكنها تكون أكثر إشراقا حين تأتي من سيدات لبنان الرائدات في اختراع الإضافة في كل مرة. إنها إضافة جوهرية لا تكتمل الحياة العامة من دونها، إنها ضرورة، وبحضورها الدائم والفاعل تكشف قصور النخب المستحكمة على فهمها وقبول دورها، إنها طاقة لا تزال مخفية لمن لم يمتلكوا بعد التكامل في رؤيتهم للمجتمع أولا، وللحياة العامة ثانيا”.
وقال:”نحن نؤمن بالمرأة، بجوهرها، وحضورها، ودورها. ونؤمن بأن هذا الوجود الدائم لها في ميادين الفعل والإنتاج والإبداع، حاجة للمجتمع والدولة. واقعنا اليوم يقول إن حضور المرأة الثمين، يواجه معوقات كثيرة، تجعل من نمط التعاطي العام معها تعطيلا للطاقات التي يمكن الاستفادة منها. وكم أنه مؤسف أن تتحول هذه الأنماط التعطيلية إلى الحال الدائمة في وطننا، مع الشباب والمرأة، ثم مع الاستحقاقات والمبادرات، والأفكار الجديدة وكل ما/ومن ينتج ويعمل ويتطلع إلى المستقبل. كأنها لعنة العيش في الماضي، ومعاملة الحاضر بالمياومة، وإهمال المستقبل”.
وتابع:”أما هنا، فتفعلن شيئا مختلفا، وتبادرن إلى الإضافة المفيدة. وقد وجدتم نقطة محددة، بفائدة عالية، وبآثار تراكمية للمستقبل، التقطتم الفكرة، وصقلتموها، وها هي الآن تخرج لتطلق زخما جديدا يعبر عن رؤية جميلة للمستقبل. ولا بد لي هنا من التعبير عن الشكر والتقدير لجمعية السيدات الرياديات، ولرئيستها مديحة رسلان التي لا تهدأ، تعمل دون كلل لاطلاق المبادرات والافكار في خدمة الاقتصاد والوطن، تزاملنا في الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز، فكانت لها بصمات جميلة في رفع صورة لبنان”.
واضاف:” أنا لبنانية، أنا عربية، حركة تحكي أدوارا مختلفة للمرأة تمزج الهوية بالعمل، تتألق فيها المرأة بأبعاد متعددة التربية، التعليم، الابتكار، الانتماء والبناء. اختصارا، إنها تعبير عن المرأة الواعية والمبادرة. الواعية لأن الإنسان لا يكفي أن يعيش في عصره، بل عليه أن يحضر عصره، أن يفهمه وأن يختار مساحة إبداعه فيه، وهذا ما أراه فيكن اليوم. أما عن المبادرة التي تطلق هنا، فهي تعبير عن مزج التعليم بالتسلية والترفيه فإنها مسار جديد لاستقبال المعرفة والتفاعل معها، حيث أن دمج الترفيه بالتعليم، يرتبط أولا بتحفيز اكتساب المعلومة. لكنه يجري في عملية تبادلية تتيح التفاعل العاطفي مع الإدارة التعليمية .فتكون معرفة أكثر سهولة، وأعمق أثرا. إننا نتحدث عن لغة عصر جديد، لا بد لمن سيعيش فيه أن يتقن لغاته”.
واشار الى ان “لغة العصر تعبر الحدود، وتطغى فوق اللغات المحكية. إنها فضاء كامل من التقنية والعلوم والمعارف وأساليب العيش، وفوق كل شيء، هي الدينامية الجامعة لكل هذه الحركات المتداخلة، لفهم الزمن الذي نعيش فيه، ونحن نريد لأجيالنا أن يفهموا عصرهم، وان يتقنوا لغته وأن ينطلقوا أبعد. والتعلم الترفيهي مرتبط بإنتاج العلوم، المقدمة الكترونيا وبصريا وشعوريا. التعليم الآن ليس معرفة فقط. إنما معايشة، وهذا موجود في هواتفنا وحواسيبنا وفي الشبكة، إنه عصر الفضاء الاجتماعي الذي نتعلم فيه بالمعايشة”.
وتابع:”سابقا كان الكتاب، تفتحه فنأخذ منه، الآن هناك الذكاء الاصطناعي، بيئة جديدة من علوم متحركة ومركبة، لا أساتذة واضحين لها، المعلمون فيها يتعلمون مع طلابهم، لغة العصر هي أن نتعلم معا. أما في الشأن العام، فإن بلدنا لايزال يدور في دوامة الأزمات، وهي متعددة ومتشعبة وعميقة، تهدد صورته ودوره، ومستقبله. نتطلع إلى القوى الفاعلة في هذه الدولة، أن تنهي أولا الفراغ الرئاسي، وتنتخب رئيسا، تعود معه الحياة الوطنية إلى التوازن، وتعود معه المؤسسات إلى الانتظام، وتعود معه الدولة إلى الشعور بنفسها، والتصرف كدولة. هذه هي حالنا اليوم، أمة أضاعت توازنها، فقدت أحزابها التواصل مع المستقبل، لا تعرف تفسير ما حصل، ولا تريد تحمل مسؤولية ما سيأتي”.
وختم:”نتطلع في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى حياة سياسية مختلفة، تكون حياة وطنية حقيقية، تدور حول الوطن، تحمل ضمنيا الرغبة بالتضحية من أجل الأجيال الجديدة، والوطن الجديد، ومن أجل مكانه ومكانته بين الأمم، بينما تدور الحياة السياسية في بيئة مؤامراتية حول الصراع على السلطة والسطوة، وتوريث الأبناء، وتسخين الأجواء واستخدام الدين والعنصر والمنطقة والله في سبيل الحكم، كما نتطلع إلى دور أوسع دائما للمرأة، إنها اللطف الذي نتنظره، كما نقول بالعربية، وبالعربية يقال: قالت العرب. لذلك فإن قولكن “أنا عربية” يتسق تماما مع الهوية واللغة والعصر والمستقبل”.