غزة (العالم) 2023.09.21 – حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من توقف عمل أقسام غسيل الكلى في المستشفيات خلال بضعة أيام جراء النقص الحاد وغير المسبوق في المعدات الطبية الضرورية لاستمرار الخدمة، وذلك بفعل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد الطبية اللازمة.
في أحد أقسام مشفى الرنتيسي بغزة يمكث مرضى الكلى من الأطفال بشكل دوري.. ولكونهم مجرد أطفال، لا يدركون مدى خطورة الأمر بعد نقص المستهلكات الطبية بفعل اشتداد الحصار، بالإضافة إلى معاناة عوائلهم الذين طالبوا بضرورة مساندتهم.
وتعكس المشاهد داخل القسم حالة من الأسى والحسرة في وجوه المرضى وعائلاتهم.. فالترقب الشديد في عيون المرضى يشي بحالة الخوف المنتشرة في زوايا هذا المكان بقسم الكلى، لكونهم باتوا رهينة لإجراءات الاحتلال وحصاره، وهو ما جعل وزارة الصحة الفلسطينية تدق ناقوس الخطر وتطالب بالتحرك العاجل لإنقاذهم .
ففي غزة عقدت الوزارة مؤتمرا حذرت فيه من تداعيات نقص اللوازم الطبية الضرورية لمرضى الكلى بفعل اشتداد الحصار ومنع دخولها من معابر غزة، مؤكدة أن أقسام الكلى قد تتوقف عن العمل خلال أيام، بفعل نفاذ المخازن من فلاتر غسيل الكلى وأنابيب نقل الدم
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة : “مرض الفشل الكلوي في قطاع غزه باتوا الآن بين سندان الحصار ومطرقة نقص الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لإتمام جلسات غسيل الكلى في مستشفيات قطاع غزة، نحن نتحدث عن بدء العد التنازلي لإغلاق خدمات غسيل الكلى في مستشفيات قطاع غزة.”
بينما أوضح مسؤول قسم الصيدلة بوزارة الصحة د. علاء حلس : “عندما نتحدث عن وقف الغسيل فهو موت محقق أكيد للمريض، عندما يتوقف الغسيل تتراكم السموم والسوائل داخل الجسم، وتزداد نسبة البوتاسيوم في الجسم والتي توقف القلب، وبالتالي نتحدث عن أيام بسيطة ما بعد توقف الغسيل وفقدان عدد كبير من مرضانا.”
وتقدم وزارة الصحة خدمة غسيل الكلى في 6 مراكز موزعة في محافظات قطاع غزة بواقع 13 ألف جلسة غسيل شهريا، وهي خدمة حساسة منقذة لحياة مرضى الفشل الكلوي، وتوقفها يعني أن 1100 مريض بالفشل الكلوي أمام خطر حقيقي ومضاعفات صحية تهدد حياتهم.