أعلن عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب الدكتور علي المقداد أن “تقديمات حزب الله الصحية في منطقة البقاع خلال الفترة الممتدة ما بين مطلع عام 2022 ونهاية شهر آذار الماضي، بلغت قيمتها حوالي 73 مليار ليرة وأكثر من 4 ملايين و 500 ألف دولار، استفاد منها 552591 مريضا”.
جاء ذلك خلال رعايته “اللقاء الصحي الخاص” في قاعة اتحاد بلديات بعلبك، تحت عنوان: “المؤازرة الصحية لأهلنا في منطقة البقاع”، بحضور رئيس الاتحاد شفيق قاسم شحادة، مدير مستشفى دار الحكمة النائب السابق الدكتور جمال الطقش، مدير مستشفى البتول علي شاهين، مدير مستشفى الهرمل الحكومي الدكتور سيمون ناصر الدين، مدير مستشفى بعلبك الحكومي الدكتور عباس شكر ممثلا بالدكتور علي الخطيب، قاسم فرج ممثلا قيادة منطقة البقاع في”حزب الله”، مسؤول الهيئة الصحية الإسلامية عباس معاوية، مسؤول الرعاية الصحية في البقاع بلال قطايا، مدير مديرية مؤسسة “جهاد البناء الإنمائية” في البقاع المهندس خالد ياغي، عن الصيادلة الدكتور وائل حسن والدكتور حسن حجازي، ممثل الدفاع المدني علي شبشول، ممثل ملف التكافل الشيخ حيدر مظلوم، وممثل المهن الحرة في الحزب حبيب أمهز.
ورأى المقداد أن “الرهان خلال جائحة كورونا كان بأن تشهد منطقتنا عشرات آلاف الوفيات بين المصابين بالفيروس، مقارنة بالوضع الذي ساد في دول أوروبا المتحضرة والتي لديها الإمكانيات والتجهيزات الهائلة، التي كانت تدفن فيها الجثث بالجرافات، ولكن الإيمان وحسن التدبير والإرادة الخيرة، والتوفيق بأن يكون على رأس وزارة الصحة العامة آنذاك الوزير الصديق الدكتور حمد حسن، بما لديه من خبرة ومهنية، وما يتمتع به من حيوية وهمة عالية، جعلت لبنان من أفضل دول العالم في مواجهة الجائحة. وهذا لم يات من العدم ولم يعتمد على إمكانيات مادية هائلة، بل كانت ركيزته الإيمان والإنسانية والعطاء والعقيدة وصواب الرأي ودقة العمل، وتلبية نداء سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله من قبل جيش من المتطوعين والمتطوعات في الهيئه الصحيه الاسلاميه والرعاية والمستشفيات والمراكز الصحية والدفاع المدني والمختبرات، فشكلنا فريقا من 24 ألف متطوع، واصبحت مستشفيات منطقة بعلبك الهرمل ملاذا للمرضى الذين أتوا من كل المناطق اللبنانية لتلقي العلاج في مستشفيات ومراكز بعلبك الهرمل الاستشفائية”.
وتابع: “اعتبرنا الجائحة عدوا ونجحنا بفضل هذه العقول النيرة، والعقيدة الإسلامية الإنسانية، وروح الأخوة والتضامن والتكافل. ولابد من التنويه بالتجاوب الكبير والتضحيات الجسام التي قدمتها مستشفيات بعلبك الهرمل الحكومية والخاصة، والتي قاومت باللحم الحي، وقدمت كل ما تستطيع لحماية أهلنا، كما لا ننسى ما قدمته قيادة منطقة البقاع في حزب الله خلال هذه المعركة، وما زالت تقدم الكثير وفاء لأهلنا وتحصينا لمجتمعنا، بحيث جعلت الأولوية لمواجهة الجائحة، فقدمت مادة المازوت للمستشفيات وقدمت المساعدات المادية والعينية لمؤسسات الدولة الصحية والخدماتية، ولم تتوان عن تقديم المساعدة لأي مريض يحتاجها، وما زالت حتى اليوم تقف إلى جانب المؤسسات الرسمية وموظفيها تأمينا لاستمرارية تقديم الخدمات، وتوزع المحروقات مجانا على مولدات الآبار لاستخراج المياه في مختلف المناطق اللبنانية، دون أي تمييز، فليس لدينا أعداء في لبنان، لدينا خصوم في السياسة، ولكننا كنا إلى جانب بيئتهم خلال الأزمات، وما نقدمه ليس منة، بل هو من منطلق الواجب تجاه الناس”.
وقدم النائب المقداد عرضا شاملا لكل التقديمات الصحية في منطقة البقاع خلال 15 شهرا، من قبل المؤسسات والجهات التالية: “الرعاية الصحية، الهيئة الصحية الإسلامية، جهاز الدفاع المدني، الملف الاجتماعي والقطاعات، مكتب التكافل الاجتماعي، وحدة الاستشفاء، وقيادة منطقة البقاع”.
قطايا
وبدوره أشار قطايا إلى أننا “في رحاب ذكرى التحرير الكبير عام 2000 ودحر الاحتلال الصهيوني، ثم كان النصر في حرب تموز عام 2006، وصولا إلى حرب القصير التاريخية في مثل هذه الأيام، وتحرير كل تلال القلمون وجرود السلسلة الشرقية من الإرهاب التكفيري، حيث رسم خيرة شبابنا بدمائهم سورا منيعا يحمي بقاعنا الحبيب وكل الوطن وأهلنا وعرضنا ومؤسساتنا، يحمي بقاع المزارعين والكادحين والمضحين والعلماء والأدباء والأطباء والفكر والعلم، بقاع الخير والكرم والضيافة والعفة والاخلاق الحميدة، بقاع خزان المقاومة وبحرها الهادر”.
وأضاف: “بالإصرار والعزيمة استطعنا معا تخطي مرحلة انهيار النظام الصحي حين غابت كل الجهات الضامنة، وتخلت الدولة عن مسؤولياتها، وأصبحت صحة المواطن في مهب عاصفة الازمة الاقتصادية، حيث صار الدواء عملة نادرة ومفقودة أحيانا، والتجهيزات الطبية بأسعار خيالية مقارنة مع رواتب الموظفين، وفاتورة الاستشفاء أصبحت خيالية وحكرا على الميسورين. هنا بكل فخر وبناء على قرار القيادة الحكيمة للأمين العام السيد حسن نصر الله وبتوجيهات من مسؤول منطقه البقاع الدكتور حسين النمر، كان القرار بالعمل للحد من تداعيات هذا الانهيار، والوقوف الى جانب أهلنا لنعبر سويا هذه الأزمة، فتم تشكيل خلية متابعة ووضع مخطط عمل يشمل عدة مستويات: الرعايه الصحية الاولية، تأمين الدواء البديل باسعار ممكنة ومعقولة، تامين مقومات استمرارية المستشفيات الحكومية ودعمها، تأمين استمرارية عمل مراكز الدولة المتعلقة بالاستشفاء والعلاجات للأمراض المزمنة والمستعصية، الشراكة مع المستشفيات الخاصة، والتعاون لعدم ترك اي مريض بحاجة إلى علاج وغير قادر، وتواجدت فرق الدفاع المدني في كل الميادين، وقدمت الأمانة العامة وقيادة المنطقة والقطاعات مساهمات لتأمين العلاجات اللازمة للمرضى، لأن الهدف عدم ترك أي مواطن غير قادر دون علاج، وهنا نؤكد أننا لم نرفض أي طلب مساعدة مستحقة، ولبينا نسبيا كل الطلبات ضمن الإمكانيات، وحرصنا على تطال المساعدات أوسع شريحة ممكنة”.
وختم قطايا: “مهما قدمنا وعملنا، فإننا لن نستطيع إيفاء أهلنا المحبين حقهم. هؤلاء الأوفياء الشرفاء الذين ما بخلوا يوما في العطاء، واجبنا الوقوف إلى جانبهم وأن نكون في خدمتهم”.