مقالات

لإنتخاب فرنجية … هل يؤيد بري مطالب باسيل ؟

يُطالب “الثنائي الشيعي” عند كلّ مناسبة، بتطبيق إتفاق الطائف، على الرغم من المآخذ عليه، بما يتعلّق بترجمة البعض من بنوده في العمل السياسي وبحصر السلاح بيد الدولة. وفي الوقت الذي يعمل فيه رئيس “التيّار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل على محاورة “حزب الله”، في محاولة منه لإقناعه بالسير باللامركزية الإدارية والمالية والصندوق الإئتماني، خرج رئيس مجلس النواب نبيه بري ليقول إنّه يدعم كلّ ما ينصّ عليه “الطائف”، رداً باسيل، للسير برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيّة.

على سؤال عن إمكان قبوله بالشروط التي وضعها

ويرى مراقبون أنّ برّي وأغلبية الكتل النيابية مع اللامركزية كما وردت في اتفاق الطائف. وأمام المراوحة السياسية في المجلس النيابي، لا يتبقى أمام رئيس البرلمان سوى الدخول فعليّاً كشريك ل”حزب الله” في الحوار الدائر مع النائب جبران باسيل. فهم “الثنائي الشيعي” تأمين أصوات إضافيّة لفرنجيّة، وخصوصاً من النواب المسيحيين، وهو استطاع أن يُحصل أكثر من 50 صوتاً لرئيس “المردة” في آخر جلسة إنتخاب، وهو رقم جيّد، لأنّ هذه الأصوات ثابتة، وقد ترتفع إذا توافقت حارة حريك وعين التينة مع ميرنا الشالوحي.

وتجدر الإشارة إلى أنّه في السنوات الماضية، كانت العلاقة بين باسيل وبرّي متوترة ولا تزال في الكثير من القضايا السياسيّة، لكن ما يجمعهما حالياً هو إمكانية التفاهم رئاسيّاً على فرنجيّة، إنّ وافق “الثنائي الشيعي” على الشروط التي وضعها رئيس “التيّار”. فالأخير يُريد أنّ يخرج منتصراً في الملف الرئاسي، وأنّ يُظهر للشارع المسيحي أنه استطاع إقناع “حزب الله” و”أمل” بالسير بمطالب يُريدها المسيحيون أكثر من غيرهم في الوطن.

ويُشير المراقبون إلى أنّ “حزب الله” لا يعمل أو يتحاور منفرداً مع “الوطني الحر” بمعزل عن برّي، فرئيس مجلس النواب يتابع الإتصالات التي تجري بين باسيل وقيادة “الحزب”، ويبدي رأيه في الكثير من النقاط الخلافية، وإمكانية عدم تطبيقها أو قبول بقيّة النواب غير الشيعة بها. فقد أعلن السيّد نصرالله بصراحة أنه إذا توصل إلى إتفاق مع باسيل، فإنّ حلفاءه غير ملزمين به، وربما يعارضونه، وخصوصاً من هم خارج كتلتي “الوفاء للمقاومة” و”التنمية والتحرير”.

ويعتبر المراقبون أنّ برّي ملزم كما “حزب الله” بالتوافق مع باسيل، لأنّ لا مرشّح آخر له سوى فرنجيّة، وقد فرضت الأحداث الأخيرة التي حصلت في الكحالة، تقارب “الثنائي الشيعي” أكثر من ميرنا الشالوحي. ويُضيف المراقبون أنّ الحوار مع “التيّار” هو الفرصة الرئاسية الأخيرة كي يحظى أحد المرشحين بأكثر من 65 صوتاً، وكي يضمن “الحزب” و”أمل” وصول فرنجيّة، الذي سيؤمّن الغطاء اللازم لسلاح “المقاومة” في السنوات الست المقبلة.

كذلك، فإنّ هناك خشية لدى الثنائي الشيعي” من مناورة قد يُقدم عليها باسيل، لإسقاط ترشيح فرنجية، إن لم يتم التوافق معه حول اللامركزية، فرئيس تكتل “لبنان “القوي سبق وخدع “المعارضة” عندما دعم جهاد أزعور، وكان يعلم أنه لن يتخطى الـ60 صوتاً، وأنّ النصاب سيتم تطييره في الجولة الثانية في وقتها، وعاد ودخل الآن في حوار مع “حزب الله”، في محاولة منه لتحسين وضعه السياسي وشروطه الرئاسية.

وإن حصل التوافق بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك و عين التينة، فإنّ هذا الأمر سيكون إنتصاراً مهمّاً للقوى “الممانعة”، وسيُعزّز العلاقة بين باسيل وبرّي، وقد يرفع من حظوظ الأوّل رئاسيّاً بشكل كبير لاحقاً، إنّ حافظ على تحالفه مع “حركة أمل”.

كارل قربان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى