أخبار نسمعها هذه الايام، ما كان بمقدورنا حتى تخيلها، قبل عقدين او ثلاثة ، فنسمع ان أمريكا تبعث كبار مسؤوليها الى لبنان لتهدئة “التوترات” بين حزب الله والكيان الاسرائيلي، بينما يستنجد الكيان الاسرائيلي بالامم المتحدة، من اجل وقف “التوترات” على الحدود مع لبنان.
ما الذي جرى في المنطقة، لتنقلب الامور هكذا رأسا على عقب؟، من كان يتصور ان تدخل امريكا بكل ثقلها، لمنع حصول حرب بين حزب الله والكيان الاسرائيلي؟، هل امريكا خائفة على اللبنانيين، ام على “اسرائيل”؟، اليست هي من كانت تحرض الكيان الاسرائيلي في كل حروبه ضد لبنان، بل وتصر على مواصلتها حتى “القضاء على حزب الله”؟.
موقع “أكسيوس” الأميركي كشف عن ان امريكا تكثف جهودها لتهدئة التوترات المتزايدة بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله. ونقل الموقع عن مصادر أميركية و”إسرائيلية” قولها إن آموس هوكشتاين، كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الطاقة والبنية التحتية، سيصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت الأربعاء، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين. ونقل الموقع عن مصدر أميركي مطلع على القضية أيضا، إن هوكشتاين سيعمل على تهدئة التوترات على الحدود.
اللافت ان بريت ماكجورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، وباربرا ليف، كبيرة دبلوماسيي وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، التقيا بوزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، في نيويورك يوم امس الثلاثاء، وناقشوا معه “التوترات” على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وفقا لمصادر في الكيان الاسرائيلي.
واللافت اكثر هو انه قبل يوم من ذلك الاجتماع ، اي يوم الاثنين الماضي، طالب وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تدخل المنظمة الدولية لوقف “التوترات” على الحدود مع لبنان!!.
من الواضح انه عندما تكشف مصادر امريكية عن ان إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تعمل على منع “اندلاع الأعمال العدائية”، فهذا يعني ان امريكا خائفة على الكيان الاسرائيلي، من اي حرب قادمة مع حزب الله، فالمقاومة في لبنان هي في اقوى مراحلها، والكيان الاسرائيلي في اضعف مراحله، وإلا لما تدخلت امريكا بهذا الشكل الفاضح.
المضحك في الموضوع هو ان بعض وسائل اعلام في الكيان الاسرائيلي ذكرت أن “الحكومة الإسرائيلية” للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينيت” ستعقد اجتماعا مطلع الشهر المقبل، لبحث سيناريوهات الحرب الشاملة على أكثر من جبهة!!.
هذا الخبر المضحك، لم يقنع حتى الاعلام في الكيان الاسرائيلي، الذي سخر من نتنياهو، وطالبه ان يكف عن عنترياته، التي لم تعد تخيف احدا، فلبنان اليوم يعيش عصر نصرالله، عصر الانتصارات الكبرى، انتقاما لكل ضحايا هذا الكيان الغاصب، من اللبنانيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين.