كان خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله شاملاً بمناسبة الذكرى السادسة لتحرير الجرود، خاصة في الملف العسكري والأمني مع العدو الإسرائيلي، والملف السياسي الذي كان لافتاً حديث نصر الله فيه عن الحاجة الى الوقت بالحوار مع التيار الوطني الحر، والتشديد على أن النتائج لا تعني انتهاء المشكلة الرئاسية، لأن هذه المشكلة بحاجة الى ما هو اكثر من توافق الحزب مع التيار على إسم المرشح الرئاسي.
بعيداً عن السياسة، لا بد من التوقف عند رسائل السيد نصر الله المتعلقة بملف التمديد لقوات الطوارىء “اليونيفيل”، حيث أكد بأن حزب الله غير معنيّ بما يصدر عن الأمم المتحدة بهذا الخصوص، فهو يطبق السياسة التي تناسبه في جنوب لبنان، وفي خطاب أمين عام حزب الله كانت الرسائل واضحة وضوح الشمس.
بحسب مصادر سياسية مقربة من حزب الله، فإن الأمين العام رسم في خطابه خطوطاً حمراء، عنوانها الأساسي التمسك بالمعادلات القائمة حالياً، وهو سبق أن أعلن عنها في وقت سابق، لكن اليوم، نتيجة الضغوط المفروضة من قبل الولايات المتحدة و”إسرائيل”، التي تبدأ في لبنان ولا تنتهي في سوريا، أراد أن يوجه رسائل جديدة بهذا الخصوص.
في هذا الإطار، قد تكون الرسالة الأبرز إلى مجلس الأمن الدولي، الذي يبحث في هذه الأيام تمديد ولاية اليونيفيل لعام إضافي، وهذه الرسالة في الأصل موجهة إلى الدول التي تشارك في القوة الدولية العاملة جنوب لبنان، بأن مهمة عناصرها لن تكون آمنة في حال المس بقواعد العمل المعمول بها منذ العام 2006، حيث أن الأهالي، بكل ما تعنيه هذه الكلمة، سيتصدون لذلك وسيرفضون تحوّل القوة الدولية الى قوة تجسس، بغض النظر عن محاولات وزارة الخارجية التصدي للمشروع.
من يتابع علاقة اليونيفيل وأهالي الجنوب، يدركون ما قصده نصر الله بـ”الأهالي”، خاصة أن المقاومين هم من الاهالي، وجنود حزب الله هم من الأهالي، وهنا لا حاجة لاستخدام السلاح لمواجهة اليونيفيل، وفي التاريخ الحديث شواهد كثيرة على كيفية تصدي “الأهالي” للدوريات التي تخرج عن نطاق عملها، أو المهام التي تدخل في خصوصيات القرى، فكيف الحال إن أرادت هذه القوة مواجهة المقاومة في عقر دارها جنوباً، ولا شكّ بحسب المصادر أن الدول العاملة في اليونيفيل تُدرك أن كلام السيد نصر الله لا يكون كلاماً بالهواء، وسيكون للرسالة وقعها في المستقبل القريب.
وتذكر المصادر أن تمديد عمل اليونيفيل العام الماضي شهد تعديلات على المهمة، لكن المتابع على الأرض يُدرك أن التعديلات لم تجد طريقها للتنفيذ، بسبب رسائل غير علنية أرسلها حزب الله الى المعنيين، لكنه هذه المرة قرر إرسال الرسالة بشكل علني.
أما بالنسبة إلى الرسائل المتعلقة بالإغتيالات، فهي ليست جديدة أيضاً، إلا أن كلام السيد نصرالله يعود إلى التهديدات التي كان قد أطلقها رئيس الوزراء “الإسرائيلي” قبل أيام، وطالت أحد القيادات الفلسطينية المقيمة في لبنان، حيث تؤكد المصادر أن حزب الله لن يقبل بتبديل قواعد اللعبة أو توازن الردع مع “تل أبيب”، الأمر الذي يحرص حزب الله على تثبيته مهما كان الثمن، وبالتالي ينبغي التعامل مع ما يعلنه في هذا المجال بشكل جدي، وتكشف المصادر أن حزب الله أبلغ جديته بالرد على أي اعتداء، لقيادات حركة حماس المستهدفين، والذين تلقوا نصائح بمغادرة لبنان.