شيع أهالي بلدة الزبابدة جنوب جنين جثمان الشهيد الفتى عثمان أبو خرج بعد أن ارتقى متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في البلدة فجر اليوم أثناء عملية اعتقالات شنت في البلدة.
تتبدل الأدوار في فلسطين.. الأم تحمل نعش ابنها الشهيد بعد أن سلّمت بأن رصاصة اخترقت رأسه الذي حمل على مدار ١٧ عاماً قضايا أصغر من طموحه في نيل الشهادة وأكبر من أحلامه في أن يكبر.
وقال القيادي في الجهاد الإسلامي طه الشرقاوي لقناة العالم:”المقاومة حاضرة وشعبنا الفلسطيني لازال يقدم الدماء وهذه الدماء لن تثني شعبنا عن مواصلة طريق الجهاد والمقاومة وهذه الدماء توحدنا وترص صفوفنا في مواجهة هذا المحتل. الکل هنا في بلدة الزبابدة تحت مظلة الشهيد موحدون ومؤکدين علی طهر خيار الشهيد ودماءه وانها ستکون ان شاء الله وقوداً لتحرير الأرض وصون العرض واقامة الفرض ان شاء الله”.
في هذه البلاد.. يُسمي الناس أبناءهم تيمناً بأقاربهم الشهداء والأسرى، فيصير الطفل شاباً وقبل أن يصير في عمر قريبه يرتقي شهيداً. الحكاية إذاً مستمرة.. لن يتوقف نزيف الدم في هذه الأرض ما دام كيان الاحتلال لا يستثني أحداً من نيران بندقيته.
وقال عاطف أبوخرج والد الشهيد عثمان:”کان لي اخاً أسير قبل 21 عام، أحد قادة کتائب شهداء الاقصی وکان مطارد ونجا من عدة عمليات اغتيال وبعدما القت قوات الاحتلال القبض عليه، رزقني الله مولوداً اسميته باسم أخي عثمان، وعندما کبر ابني صار أعند من أخي والکل يعرفونه ولم يری جيش الاحتلال ظهره لانه لم يکن يخاف منهم. قبل أيام اتوا الی بيتنا وفتشوه، فکان يضحک علي ويقول: هل تخشی هؤلاء الانذال؟”
ورسم أهالي البلدة حول مکان ارتقاء الشهيد خارطة فلسطين علها تغطي شلالات الدماء المستمرة.
الشهداء في هذه البلاد يشيعون من كل الأعمار، وبكافة أشكال المقاومة، من يحمل السلاح ومن لا يحمله، من يرمي الحجر ومن يستيقظ إلى عمله صباحاً، ومن جنين شمالاً حتى غزة جنوباً.
اجتمع الناس اليوم في بلدة الزبابدة لتشييع جثمان الشهيد عثمان الذي سُمي علی اسم عمه الأسير إيماناً منهم بأن النضال مستمر في كل أرض فلسطينية.