عناوين الصحف
الأنباء: لبنان يطوي قطوعاً تكرارُه مرجّحٌ… إلا إذا تلاقت إرادة الحوار وحكمة الإدارة!
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: قد يكون لبنان تجاوز قطوع حادثة الكحالة… ربّما… لكن المؤكد أن لبنان لم يتجاوز محنته بعد ولم تنته الاحتمالات المفتجرة على ما هو مثل هذه الحادثة بل وأخطر منها، والأسوأ أن أصوات العقل والحكمة بات قلة قليلة فيما أصوات التحريض ارتفعت، ولكأن هناك من يريد عن سابق تصور وتصميم رمي الزيت على النار، وإذكاء الفتن المتنقلة.
كل ذلك ألا يستدعي من الجميع على ضفتي التوتر المحلي وانعكاساته على ضفاف التوتر الخارجي، ألا يستدعي من هؤلاء المعنيين أخذ خطوات جريئة تتخطى كل الحسابات وكل السقوف وتذهب الى انقاذ البلاد واستخلاص العبر، وإنهاء الشغور الرئاسي بتوافق محلي ينهي شلل المؤسسات ويفتح الباب أمام الإجراءات الجد ضرورية لوقف انهيار الدولة.
وفيما شيّع حزب الله في الغبيري أمس العنصر الذي قضى في الكحالة، يشيّع اليوم أبناء البلدة اليوم فادي البجاني الذي سقط أيضاً في الحادثة، فيما بقيت مواقف البعض مما جرى تتحرك بعيدا عن منطق التهدئة الذي يحتاجه البلد أكثر من حاجته لتوتير الشارع.
مسؤول التواصل والإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور طالب الدولة بأن “تحسم أمرها لأن الناس بعد حادثة الكحالة تعتبر أن لا وجود لدولة تحميها كي لا ستضطر للأمن الذاتي”، كما قال، معتبرا أنه “لو كان على رأس الدولة رئيس جمهورية ينتمي إلى فريق الممانعة لكان رفض فتح تحقيق بالحادث على عكس الرئيس السيادي. ولهذا يصر حزب الله على رئيس ممانع من اجل ان يبرر ما يفعله”.
وغمز جبور من قناة البيان الذي أصدره النائب جبران باسيل على خلفية حادثة الكحالة بالاشارة ان “حزب الله ذهب إلى خيار الاسم ولم يذهب الى الفريق الذي يشكل ضمانة له.
وهذا ما كان يفعله العهد الماضي الذي كان يغطي حزب الله”، ورأى جبور أن “الأحداث التي جرت أظهرت أن البيئة المسيحية ضد باسيل وضد بيئة حزب الله، فيما باسيل يريد أن يتحالف مع حزب الله لأجل رئاسة الجمهورية لأن تحالفه معه وفّر له الكثير. ومنطق المقايضة الذي يطرحه باسيل سبق أن اختبرناه في عهد الرئيس ميشال عون، وهو الذي أوصل البلد الى ما وصل إليه”.
في المقابل فإن التيار الوطني الحر كان أصدر بياناً امس علق في على حادثة الكحالة، واعتبر ان هناك “قصوراً من جانب حزب الله والقوى الأمنية، واستغلالاً من المزايدين”، فيما اعتبرت كتلة “الوفاء للمقاومة” أن ما حصل هو نتيجة “التحريض والتعبئة الحاقدة”.
وبين هذا الموقف، وذاك، يستمر لبنان الدولة والمؤسسات والمواطنين في دفع الأثمان الباهظة والتي اذا ما تواصلت وتيرتها سوف ترتفع كلفتها أكثر فأكثر، إلا إذا تلاقت الإرادة لحوار فعّال والإدارة الحكيمة لواقع الحال، فبذاك فقط تنجو البلاد.
تم نسخ الرابط