مراسل الميادين، يفيد بانتشار الهدوء الحذر في مخيم عين الحلوة في صيدا جنوبي لبنان، وذلك بعد جولة عنيفة من الاشتباكات بين حركة فتح وعناصر متطرفين.
أفاد مراسل الميادين، مساء اليوم الثلاثاء، بأنّ الهدوء الحذر ساد محاور مخيم عين الحلوة، في صيدا جنوبي لبنان.
بالتزامن، أكّد القيادي في حركة فتح منير المقدح للميادين أنّ “هناك توافق رسمي لبناني فلسطيني على أهمية وقف إطلاق النار، ومن ثم متابعة قضية اغتيال القائد الأمني أبو أشرف العرموشي”.
وبيّن المقدح أنّه “يجري طرح كل القضايا تحت الطاولة، لكنّ مسألة سلاح المخيمات في هذه الظروف لا أحد يستطيع طرحها”.
كما أشار القيادي في حركة فتح أنّ “هناك هجمة على المخيمات الفلسطينية وعلى قضية اللاجئين”، قائلاً إنّ “من يطلق النار ربما يكون بندقية مأجورة من الخارج”.
وفي وقتٍ سابق الثلاثاء، رفعت هيئة العمل الفلسطيني الغطاء عن مرتكبي عملية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني في صيدا، مؤكّدةً أنّها “فعل إجرامي يخدم أجندات الاحتلال الصهيوني، واستهداف للكل الفلسطيني”.
ودعت الهيئة إلى تثبيت وقف إطلاق النار وسحب المسلحين فوراً، معلنةً تشكيل لجنة ميدانية للتحقيق في جريمة الاغتيال.
كذلك، دانت الهيئة أعمال التحريض والتشويه كافة، والتي تستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان، مشددةً على تمسّكها بالأمن والاستقرار وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية بكلّ مؤسساتها الأمنية.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت في المخيّم، بين “فتح” ومسلّحين متطرفين، بعد عملية اغتيال استهدفت مسؤولاً في إحدى التنظيمات، يدعى “أبو قتادة”، حيث أصيب بإطلاق نار مباشر.
وتجدّدت الاشتباكات في المخيّم في اليومين الماضيين، بعد اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا، أبو أشرف العرموشي، و4 من مرافقيه.
ونقل مراسل الميادين عن مصدر في حركة فتح تأكيده أنّ “قرار اغتيال العرموشي اتخذ قبل فترة”، وأنّ “تثبيت وقف إطلاق النار مرهون بتسليم الجهات التي قامت بعملية الاغتيال”.
وكانت الفصائل الفلسطينية، قد توصّلت إلى وقف فوري لإطلاق النار، بين جميع الأطراف في مخيّم عين الحلوة، يوم الأحد، وذلك بعد اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك في مقر حركة أمل في حارة صيدا، لكن الاشتباكات استمرت على الرغم من الاتفاق، فيما شهد المخيم حركة نزوح من جرّاء الاشتباكات.
فصائل المقاومة الفلسطينية: لتصويب البنادق نحو الاحتلال فقط
بدورها، أكّدت فصائل المقاومة الفلسطينية رفضها الأحداث المؤسفة التي تجري في مخيم عين الحلوة من اقتتال داخلي.
وفي بيان أصدرته اليوم عقب اجتماعها الدوري، رأت الفصائل أنّ هذه “الأحداث المأساوية تخدم الاحتلال، وهي جزء من جهود أدوات الفتنة الداخلية والخارجية، التي تسعى لإثارة القلاقل والخلافات في المخيمات الفلسطينية، خاصةً في لبنان، لضرب قضية اللاجئين”.
ودعت فصائل المقاومة أصحاب القرار إلى تحمّل مسؤولياتهم في رأب الصدع وتطويق الأزمة والاحتكام للحوار، “وتكريس الجهود لتصويب البندقية باتجاه الاحتلال”.
كذلك، دعت إلى تحشيد كل الطاقات، بشرياً وعسكرياً، لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وحماية قضيته من التصفية، وخاصة حق العودة.
بدوره، أكّد أمين سر حركة فتح في صيدا، ماهر شبايطة، على موقف فصائل المقاومة “لأننا نعلم أنّ المخطط هو ضرب المخيمات”.
يُذكر أنّ الجيش اللبناني لا يدخل المخيّمات الفلسطينيّة، تاركاً مهمّات الأمن للفلسطينيين أنفسهم داخلها.
ويؤوي مخيّم عين الحلوة أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مُسجّلين، علماً أنّ آلاف الفلسطينيّين انضمّوا إليهم في السنوات الأخيرة، هرباً من الحرب في سوريا.