مقالات
ليلة رأس السنة يزيّنها «العرّافون»: القنوات اللبنانية تلعب مع ليلى وميشال!

كلما مرّت القنوات اللبنانية في ضائقة مالية تقف عائقاً أمام تقديمها سهرةً مميزة لوداع عام واستقبال آخر، تسحب ورقة «العرّافين» وتفتح الهواء لهم من دون حسيب ولا رقيب.
فقد بات «العرافون» جزءاً من الطقوس الثابتة في برمجة المحطات المحلية ليلة رأس السنة، إلى درجة أنّ المتابع لم يعد يُفاجأ بإطلالتهم.
دخلت القنوات في نفق تكرار البرمجة سنوياً، ولم تعد قادرة على ابتكار برامج جديدة تجذب المشاهد. لقد باتت تتّكل على حضور «العرافين» لرفع نسبة المشاهدة عبر توقعات سياسية واغتيالات وحروب يُتوقع اندلاعها هنا وهناك. ترتفع أسهم العرافين ليلة وداع العام، ويتم تسجيل توقعاتهم لتُستخدم لاحقاً كمادة إعلامية دسمة فور وقوع أي حدث سياسي في العالم العربي.
برمجة نمطية منذ الصباح
تدور القنوات المحلية في الدائرة نفسها. إذ تبدأ صباح غد الأربعاء ببثّ برامج ألعاب وترفيه وتوزيع الجوائز المالية والعينية، قبل أن تنتقل إلى السهرة التي تُعرض بعد نشرة الأخبار وتقوم على استضافة العرافين. ويُختتم اليوم الطويل بسهرة فنية متواضعة يغلب عليها حضور الفنانين اللبنانيين، لتبقى الليلة عادية، من دون مفاجآت تقلب المعادلات.
«الجديد»: لقاء مع ليلى عبد اللطيف وسهرة فنية
في هذا السياق، تبدأ قناة «الجديد» برمجة سهرة رأس السنة باكراً عبر برنامج «خلّي عينك عالجديد» القائم على تلقي الاتصالات وتوزيع الهدايا. وهذه الفقرة باتت ثابتة في جدول القناة، وتحثّ المشاهد على الإجابة على هاتفه بعبارة «ألو الجديد». أما مساءً، فتخصّص القناة التي يديرها تحسين خيّاط مقابلة حصرية تجريها ليلى عبد اللطيف مع الإعلامي نيشان. أصبح هذا اللقاء من الطقوس السنوية، وهذه المرة ستُصوّر الحلقة بين أماكن مفتوحة في الخارج واستديو القناة.
ففي البرومو الترويجي، يظهر نيشان يتناول البوشار مع ليلى في إحدى صالات السينما، وهما يشاهدان مشاهد التغيّرات. تتوقف ليلى عند كل محطة للحديث عن سوريا ولبنان والعالم العربي، قبل أن تنتقل إلى الاستديو لمتابعة المزيد من التوقعات. هذه الحيلة تعمل على تسويق ليلى عبد اللطيف كوجه حصري للتوقعات، رغم تعرّضها للسخرية في السنوات الأخيرة بسبب فشل عدد كبير من تنبؤاتها.
من جهتها، تتولى المغنية اليمنية أروى تقديم سهرة رأس السنة على «الجديد»، حيث تستضيف مجموعة من الفنانين والممثلين في سهرة تستمر حتى ساعات الصباح الأولى. وتُعدّ هذه الإطلالة بمنزلة تمهيد لبرنامج فني جديد ستقدمه على القناة في الربيع المقبل.
mtv: حلقة ميشال حايك… حدث سنوي
على الضفة نفسها، تخصّص قناة mtv يوماً طويلاً لوداع 2025 ببرامج ترفيهية وتوزيع الجوائز في المناطق اللبنانية وفي الاستديو. ومساءً، تعرض القناة حلقة خاصة مع «العرّاف» ميشال حايك، الذي بات من الثوابت في برمجة القناة ليلة رأس السنة.
وسط موسيقى تشويقية واستديو ضخم، يطل حايك ليستعرض بداية توقعاته التي أطلقها العام الماضي، ثم ينتقل لعرض توقعاته للعام الجديد. نشرت القناة برومو ترويجياً للحلقة التي تقدمها رانيا زيادة أشقر، حيث يقف ميشال حايك أمام مرآة تستعرض توقعاته السابقة التي تحققت وتوهم المشاهد بأن حايك يملك كل الحقائق والأسرار.
lbci وotv على الخط نفسه
بدورها، تعرض قناة lbci يوماً طويلاً لاستقبال العام الجديد، يبدأ صباحاً بفقرة ألعاب ترفيهية يقدمها الممثل اللبناني وسام حنا، وتتخللها اتصالات وتفاعل مع المشاهدين من مختلف المناطق اللبنانية. يأخذ حنا استراحة صغيرة، ثم يعود بسهرة مسائية متواضعة تستمر لساعات الصبح الأولى.
أما قناة otv، فتبث يوماً مليئاً بالنشاطات وأجواء العيد، وتحجز مكاناً لـ «العرّاف» مايك فغالي الذي يحاوره جورج عقل مساء (20:30)، ليطلق توقعاته على طريقته المعتادة. بعد ذلك، يطلّ يوسف حداد وكارن ديركالوستيان في سهرة فنية خاصة، يستقبلون خلالها نجوماً من مجالات مختلفة، وتستمر حتى ساعات الصباح الأولى.
«تلفزيون لبنان» غائب عن السمع
رغم كل التحضيرات، يغيب «تلفزيون لبنان» نفسه عن المنافسة، مكتفياً بعرض حفلات أرشيفية أحيَاها فنانون أمثال غسان الرحباني، وتانيا قسيس، وآدم وغيرهم، من دون إنتاج سهرة خاصة أو مباشرة.
يختفي عنصر الإبهار عن سهرات التلفزيونات اللبنانية لاستقبال عام 2026، لتحلّ محلّه اللقاءات الفنية، فتبدو السهرة عادية كأنها أحد أعياد السنة.
زكية الديراني-الاخبار
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.



