أخبار عربية

أبو عبيدة.. آن للفارس أن يترجل

الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، ترجّل شهيداً، فكان وداعه بحجم ما مثّل، رمزًا للمقاومة، ولساناً للكرامة، وصوتاً لا يُنسى في زمنٍ اختلطت فيه الأصوات.

لم يكن أبو عبيدة مجرد ناطق باسم السلاح، إنما كان ضمير غزة النازفة، ووجه القضية حين غابت الوجوه، خلف القناع، كان إنسانًا يحمل همّ الأسرى، ويتلو بيانات الوجع بلغة النصر.

في استشهاده افتقدته الميادين، وبكته البيوت الصامدة، وظلّت كلماته آخر ما يعلّق عليه الناس أملهم، “وإنّا لنراكم في ميدان الوغى.. ثابتين كالجبال”.

وكالة شهاب رصدت مواقع التواصل الاجتماعي والرثاء الكبير لصاحب الكوفية ورسول الضيف بكل حزن وألم، أبو عبيدة ليس إنسان عاديًا هو صوت القضية الفلسطينية الحاضر، وحال من يرثيه بكلماته قائلاً “هو نحن ونحن هو”.

المعلق الرياضي حفيظ دراجي نشر تغريدة له على موقع “اكس” نعى فيها صاحب الكوفية قائلاً: “عاش حياة الكرام، ومات موت العظماء، فأشرف موت هو الموت في سبيل الله، وفي سبيل الوطن، وقضية المسلمين، القدس”.

وتابع تغريدته “رحلت، لكنك لن ترحل، فأنت حي في قلوب الشرفاء، لأنك كتبت تاريخا لا يُنسى”. واستشهد في تغريدته بالآية القرآنية التي تتحدث عن الشهادة، ﴿وَلا تَحْسَبَنَ الذِين قتِلوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.

أما الإعلامي خالد صافي نعى الناطق باسم القسام في تغريدة له على موقع “اكس” قائلاً: “عشرون عامًا والكوفية هي الوجه والصوت، والحقيقة اليوم يسقط اللثام ليروي التاريخ قصة “أبو عبيدة” الذي عاش بطلاً في الظل ورحل رمزًا في النور الرجل الذي أنصت له الملايين ولم يعرف وجهه أحد”.

وواصل حديثه “تحول ابن مخيم جباليا شمال غزة إلى أشهر ناطق إعلامي في القرن الواحد والعشرين؟”.

ورثى صافي أبو عبيدة بكلمات حزينة قائلًا: “روح خالدة وصوت صادح بالحق ستظل ذكراك فينا ما حيينا يا أبا عبيدة وسيعلم الناس صنيعك وبطولاتك حين تُروى حكايتك أيها البطل المجاهد، سلامٌ عليك يا أبا عبيدة”.

الأسير المحرر الصحفي يوسف شرف تحدث في تغريدة له نشرها على موقع “اكس” قائلًا: “ارتقى الشيخُ المؤسِّس أحمد ياسين، فتوهموا أن الفكرة تُدفن… فإذا بها تكبر، وتتجذّر، وتدوّن السابع من أكتوبر فصلًا أسود في ذاكرة أعدائها ومجيدًا في تاريخها”.

وتابع حديثه “وارتقى أبو عبيدة، فليدركوا متأخرين: أن الرصاص لا يقتل المعنى، ولا الاغتيال يهزم العقيدة؛ بل يصهرها نارًا”.

وأوضح أنه “كلما ارتقى قائد، نهض ألف قائد، وكلما ظنّوا الراية ارتقت معه، اكتشفوا أنها انتقلت إلى أيدٍ أصلب، وقلوبٍ لا تعرف التراجع، هذه معركة فكرة، والفكرة إذا وُلِدت من دمٍ وإيمان، لا تُغتال، ولا تُهزم، ولا تموت”.

وفي حديث ابن مخيم جباليا وأحد أقارب أبو عبيدة يقول بلال ريان: “من مخيم جباليا، مخيم الشهداء، مخيم عماد عقل ونزار ريان، خرج حذيفة سمير الكحلوت وأنس جمال الشريف، الأول صوت المقاومة، والثاني صوت غزة”.

وتابع تغريدته” كتبوا أسماءهم بالدم لتبقى فلسطين حيّة، ولتظل القدس البوصلة، وتركوا لنا العهد، أن نبقى على الطريق ما حيينا، بإذن الله”.

أما هذا النعي على مواقع التواصل كان له جانب أخر فهو من شقيق أبو عبيدة الذي يكبره، الداعية صهيب الكحلوت يقول على حسابه على موقع “اكس”، “أخي الحبيب حُذيفة، أقرب الناس إلى قلبي وفكري وعقلي، هو أخي الذي يصغرني في السن مباشرة، لكن عظمته في نفسي أعظم وأكبر، أشعر بها من صميم قلبي، واليوم ألهج بها وأكتب عنها”.

وتابع الحديث في تغريدته “كُنتُ قريباً جدًا منه في الصغر، فهو صديق الطفولة والفتوة في الغُربة، كنا نحفظ القرآن معا، نتدارس معا، ننام متجاورين، نلهو كثيرًا معًا، نتنافس ونتشاكس، نخرج في الرحلات واللقاءات و “الشقاوات معا” لكنه شب عن الطوق مُبكرا، وانشغل عنا في مرحلة الثانوية والجامعة، ثم انشغل كلُ منا بما كان يحمله من هم، فكنت أقتنص من وقته اللحظات لأحادثه، وربما عاد من مهماته منهكا متعبا، فأصحو صباحًا فلا أجده إلى أن تطور عمله وتزاحمت مهماته، وفرضت ظروف عمله عليه قلة اللقاءات، وقد كان كتومًا جدًا، لا نعرف عنه شيئاَ”.

وتمنى صهيب في تغريدته “لقد كنت انتظر انتهاء الحرب لأجالسه وأسامره، فقد كنت لشدة شوقي إليه أراه في منامي كثيرا وأعانقه وأقبله، لكن حالت دوننا الظروف والحوائل، فرحت برسالة خطية منه قبيل استهدافه بفترة قصيرة يسأل عني وعن أحوالي، وكان مما كتبه لي: “دعائي لك لا ينقطع””.

وأوضح صهيب شقيق حذيفة “لم أشبع منك في حياتي يا حبيبي، رحلت سريعا، فبكيتك كما لم أبك أحدا قبلك، فهل لنا لقاء؟ اللهم اجمعنا في جنتك ودار كرامتك”.

أما الناشط محمد العيلة قال في تغريدته ناعيًا الناطق أبو عبيدة، “سيّدنا الناطق بإسم الحق الشهيد: حذيفة سمير الكحلوت – أبو إبراهيم ابن مخيمنا مخيم جباليا، سيرفع زملاؤك يومًا صوتك وصورتك في باحات المسجد الأقصى بإذن الله”. وأنهى تغريدته بكلمات الوداع والرثاء “وداعًا أبو عبيدة.. إلى رحمة الله ورضوانه”.

في حديثه عن الشهيد الناطق أبو عبيدة قال الناشط حمدي أحمد، إن القائد المغوار أبو عبيدة كان رجل المحراب في الدعوة وفي المعركة لم يكتفي بالمنبر كما فعل الكثير وواصل حديثه أن أبو عبيدة لم يحرض بالقتال الطائفي بين الأمة إنما حمل السيف على عدو الأمة الكيان “الإسرائيلي”.

وفي رثاء ونعي أبو عبيدة قال الصحفي الفلسطيني محمد هنية على حسابه في موقع “اكس”، “نبكيك كما تبكي الأم ولدها.. إلى رحمة الله ورضوانه” وتابع “نحن من طين أرضك، أبناء حارتك ومن دمك.. نطقت باسمنا وأنت ابن مخيمنا وخيمتنا، تحدثت عن جوعنا وسط تضور أمعاءك، صرختنا علت الكون بحنجرتك.. أمام عالم ظالم”.

الشهيد القائد حذيفة الكحلوت “أبو عبيدة”، هو الناطق العسكري الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، منذ عام 2006، اشتهر ببياناته القوية التي كانت تُبث في أحلك اللحظات لتبعث الأمل والثقة في قلوب الجماهير الفلسطينية والعربية.

واستشهد بعد أكثر من عقدين في صفوف كتائب القسام، قاد خلالها الإعلام العسكري بتميز وحنكة، وكان الواجهة الرسمية للمقاومة في معارك كبرى كـ”العصف المأكول” و”سيف القدس” و”طوفان الأقصى”.

وتميّز أبو عبيدة بحفاظه على السرية الكاملة لهويته رغم مكانته الرفيعة، وكان صوتًا يصدح بالثقة والثبات، ورسالة حرب نفسية أربكت الاحتلال في كل ظهور.

المصدر: شهاب

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى