آلاف المستوطنين يتظاهرون في فلسطين المحتلة رفضاً للتعديلات القضائية، ورئيس “الشاباك” السابق، نداف أرغمان، يحذّر من حرب داخلية في “إسرائيل”.
تظاهر الآلاف من المستوطنين، اليوم الخميس، في عدة مناطق ضد خطّة التعديلات القضائية في حكومة بنيامين نتنياهو.
وتوجّه المستوطنون إلى القدس المجتلة، فيما سُمي “ليلة المواجهة”. وأغلق المتظاهرون عدّة شوارع مركزية في “تل أبيب” وحيفا ورعنانا، تعبيراً عن رفضهم مواصلة التعديل الرامي إلى إلغاء ذريعة “عدم المعقولية”، والتي تسمح للمحكمة العليا بإلغاء قرارات حكومية.
ويشهد كيان الاحتلال، منذ نحو 28 أسبوعاً، احتجاجات غير مسبوقة ضدّ التعديلات القضائية، التي تصرّ حكومة نتنياهو على إقرارها، مع استمرار التحذيرات من أنّها تسفر عن “شرخ خطير في الداخل الإسرائيلي”.
وجاءت التظاهرات بالتزامن مع مؤتمرٍ صحافي عقده نتنياهو، دافع خلاله عن خطّة التعديلات القضائية، وشنّ هجوماً على المُعارضة الإسرائيلية والمتظاهرين، الذين اتهمهم بـ “الإخلال بالنظام العام”.
وقال نتنياهو إنّ هناك من يحاول الانقلاب على الحكومة بعيداً عن التعديل القضائي، متهماً رئيس الأركان ووزير الأمن الأسبق بالتحريض الأساسي على العصيان.
وادّعى أنّ الائتلاف سعى للحوار وإجراء مفاوضات مع المعارضة، “لكنّه قُوبل بالرفض”، الأمر الذي سارع إلى نفيه حزب “المعسكر الوطني” بقيادة بيني غانتس.
بدوره، ردّ رئيس المعارضة، يائير لابيد، على تصريحات نتنياهو، قائلاً: “ما رأيناه هذا المساء هو رئيس حكومة يُفكك إسرائيل بدلاً من أن يوحّدها”، مُضيفاً أنّ “نتنياهو يكذب بدلاً من أن يقول للمواطنين الحقيقة”.
وتتجدد الاحتجاجات في كيان الاحتلال ضد التعديلات، إذ بدأ المحتجون إغلاق عدد من الطرق الرئيسة في “تل أبيب”، فيما سمّوه “يوم المواجهة”، كما أغلقوا الطريق إلى مبنى وزارة الأمن.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ شرطة الاحتلال اعتقلت 29 متظاهراً ضد التعديلات القضائية، قبل يومين.
قائد سلاح الجو الإسرائيلي على وشك البكاء
وقال المراسل العسكري في “القناة الـ13” الإسرائيلية، أور هيلر، إنّ من اجتمع بقائد سلاح الجو الإسرائيلي يؤكد اليوم بأنّه كان “على وشك البكاء”.
وشدّد المراسل على أنّ التقدير والفهم في المؤسستين الأمنية والعسكرية، هما أننا سنرى “المئات من الطيارين ينضمون إلى الـ200، الذين أعلنوا أنّهم سيتوقفون عن التطوّع، وهذا يعني إلحاق ضرر مُهم بقدرة “الجيش”، في مقابل التحذيرات التي تأتي من الشمال”، وخصوصاً من الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وفق المراسل العسكري.
وتتسع ظاهرة رفض أداء خدمة الاحتياط بسبب خطة التعديلات القضائية، إذ أعلن عدد من طياري سلاح الجو، وغيرهم من أفراد الطواقم الجوية، قبل أيام، أنّهم لن يؤدوا الخدمة، متهمين نتنياهو بـ”قيادة إسرائيل نحو الدكتاتورية”، بينما قال بعض الطيارين: “ما لم يتمّ وقف تمرير الخطة، فلن ينفَّذ أيّ هجوم على المنشآت النووية في إيران”.
وتحدّث الإعلام الإسرائيلي كثيراً عن تفاقم أزمة جنود الاحتياط رافضي الخدمة، احتجاجاً على مشروع التعديلات القضائية، وتناول مخاطر ذلك على جاهزية “الجيش”.
رئيس الشاباك السابق: نحن في بداية حرب داخلية
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس، أنّ كلام رئيس “الشاباك” السابق، نداف أرغمان، أثار عاصفة، بعد أن وصف خطّة التعديلات القضائية بأنّها “تسمح بوقف التطوع في الخدمة”.
وقال إنّني “أخشى جداً حرباً داخلية طاحنة تضرب إسرائيل”.
وأضاف أنّه في حال تمّ تمرير التعديلات القضائية، فسيكون هناك من يقول: “نحن لن نشارك في قوّة أمنية لدولة ديكتاتورية، وسنرى مغادرة، وسنرى فوضى”.
وقبل أيام، نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية استطلاعاً للرأي، أجراه معهد “المركز الإسرائيلي للديمقراطية”، بشأن الاحتجاجات وتمهيداً لاستكمال التشريع، المتعلق بتقليص بند المعقولية (مشروع قانون يحدّ بعض سلطات المحكمة العليا للاحتلال).
ووفقاً للصحيفة، فإنّ الاستطلاع أظهر أنّ 45% من المستوطينين يعتقدون أنّ هناك احتمالاً كبيراً في المستقبل المنظور يُنذر باندلاع حرب داخلية عنيفة في “إسرائيل”.
وكشف الاستطلاع أنّ 43% من ناخبي الليكود يعتقدون أنّه يجب التخلي عن التعديلات القضائية “من أجل تعزيز الوحدة الوطنية”، بينما رأى 70% من المستطلعين أنّ التظاهرات أمام منازل المسؤولين المنتخبين مشروعة.