متفرقات

منبر أم أداة؟ جدل متصاعد حول قناة الجزيرة

تشهد العلاقة بين قناة الجزيرة القطرية وكلٍّ من الاحتلال الإسرائيلي ومحور المقاومة توترًا متزايدًا، لكن من زاويتين متناقضتين؛ ففي الوقت الذي تهاجم فيه تل أبيب القناة بزعم “التحريض”، يرى محور المقاومة أن الجزيرة تؤدي دورًا خطيرًا في تبييض صورة الكيان ونقل روايته إلى الرأي العام العربي والدولي، مستندة إلى تمويل قطري وعلاقات سياسية تخدم هذا التوجّه.

وفي هذا السياق، كتب الصحافي الإسرائيلي نداف أيال في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية اليوم منتقدًا أداء القناة، في تصريح يعكس حجم التأثير الذي تُسببه تغطيتها في المنطقة:

“قبل أكثر من شهر، استُبدل محررون ووُضعت قيادة عليا لـ”الجزيرة”. وكان الأمل أن هكذا يخف الخط التحريري الهجومي ضد إسرائيل، ذاك الذي ينتج بتمويل الدولة القطرية في أرجاء العالم الإسلامي. لم يحصل هذا. ففي هذا الأسبوع فقط، اشتكت محافل إسرائيلية من تغطية زائدة لـ”الجزيرة” لمواطنين سوريين يدعون إلى الجهاد ضد إسرائيل (في الوقت الذي تحاول فيه الدولتان الوصول إلى اتفاق امني). التغطية في “الجزيرة” ذات مغزى استراتيجي لمكانة إسرائيل في المنطقة.”

ويرى محور المقاومة أن هذا الكلام لا ينفي جوهر المشكلة، بل يؤكدها؛ إذ يعتبر أن الجزيرة، رغم خطابها المعلن، تقوم عمليًا بإعادة إنتاج الرواية الصهيونية ضمن قالب إعلامي “مهني”، من خلال:

– المساواة بين الضحية والجلاد في التغطيات.

– استخدام مصطلحات غربية تُخفف من توصيف جرائم الاحتلال.

– إتاحة مساحات متكررة لخبراء ومسؤولين صهاينة أو مقرّبين من المؤسسات الغربية الداعمة للكيان.

كما تتهم قوى في محور المقاومة القناة بأنها مموّلة من دولة قطر التي ترتبط بعلاقات سياسية وأمنية غير مباشرة مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي للاحتلال، ما يجعل القناة – بحسب هذا التوصيف – جزءًا من منظومة إعلامية ناعمة تخدم بقاء الكيان وتسوّق روايته في المنطقة.

في المقابل، تكشف الانتقادات الإسرائيلية المتكررة للجزيرة، ومحاولات إغلاق مكاتبها ومنع بثها، عن صراع على التأثير لا على المضمون فقط، إذ تقرّ وسائل إعلام عبرية بأن تغطية القناة تُحدث أثرًا واسعًا في الرأي العام، حتى عندما تختلف التقديرات حول اتجاه هذا الأثر.

ويؤكد متابعون أن هذا التناقض في المواقف – بين من يتهم الجزيرة بالتحريض، ومن يتهمها بخدمة الكيان – يعكس دور الإعلام كأداة مركزية في الصراع، حيث لم يعد الصراع محصورًا في الميدان العسكري، بل امتد إلى الرواية، والمصطلح، والصورة.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى