اخبار اقليمية

الكيان الصهيوني يسعى لفصل جبهتي غزة وإيران لتعميق العدوان!

حذر الدكتور توفيق طعمة، الباحث في الشأن الأمريكي وقضايا الشرق الأوسط، من محاولات الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة فصل مساري الحرب في غزة وإيران، والتعامل مع كل ملف بمعزل عن الآخر، محذرًا من أن هذا التوجه يهدف إلى تحييد الضغوط الدولية عن العدوان على القطاع، واستكمال سياسة القتل والتجويع لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للاحتلال.

وأوضح طعمة في تصريح لوكالة شهاب للأنباء، أن طهران قد تدرج العدوان الإسرائيلي على غزة ضمن شروطها في أي مفاوضات محتملة لوقف الحرب مع “تل أبيب”، وهو أمر يتوقع أن ترفضه الولايات المتحدة.

وقال إن “الاحتلال يسعى عمدًا لتغييب ملف غزة حاليًا، تجنبًا لأي التزامات قد تفرضها مفاوضات مستقبلية مع إيران أو ضغوط من أطراف إقليمية ودولية”.

أهداف معلنة وخفية وبشأن الحرب الإسرائيلية على إيران، أشار طعمة إلى أن الأهداف المعلنة تتضمن تفكيك البرنامج النووي الإيراني ونقل عمليات تخصيب اليورانيوم إلى خارج البلاد.

لكنه لفت إلى وجود أهداف خفية وغير معلنة، أبرزها السعي لإسقاط النظام الإيراني عبر تدخل عسكري مباشر بمشاركة أمريكية، ثم فرض نظام جديد موالٍ بالكامل للكيان الاسرائيلي، الذي تسعى لتكريس دوره كقوة عظمى تتحكم بمستقبل المنطقة.

ونبّه طعمة إلى أن بعض دول المنطقة بدأت تستشعر خطرًا جديًا من التصعيد الإسرائيلي، محذرًا من أن نجاح الكيان الإسرائيلي في تحييد إيران سيشجعها على توسيع دائرة العدوان. وأضاف: “نتنياهو لا يتحدث فقط عن تغيير الشرق الأوسط، بل تغيير شكل العالم، وهو تصريح يعكس التوسعية التي تقود هذه الحرب”.

باكستان تركيا وسوريا في دائرة الخطر وفي تقييمه للمشهد الإقليمي، أشار الباحث إلى أن تركيا وسوريا وباكستان باتت ضمن دائرة الاستهداف الإسرائيلي المحتمل، مشددًا على أن باكستان على وجه التحديد بدأت تستشعر الخطر، وعبّرت عن دعمها الصريح لإيران لمنع انهيار نظامها وتفادي حالة من الفوضى على حدودها.

ترامب والمهلة.. الخدعة والتراجع وحول الموقف الأمريكي، كشف طعمة أن الرئيس دونالد ترمب منح إيران مهلة أسبوعين للعودة وقبول ما وصفه بـ”وثيقة استسلام”، ملوّحًا بأن واشنطن ستدخل الحرب في حال الرفض، وهو ما قد يُنظر إليه كجزء من مناورة سياسية أكثر من كونه تهديدًا حقيقيًا.

وأشار إلى وجود انقسام واضح داخل الولايات المتحدة، على المستويين الشعبي والرسمي، حول الانخراط المباشر في الحرب، وهو ما قد يدفع ترمب – في حال قرر العودة للمشهد السياسي أو كان في موقع القرار – إلى التراجع أو إتاحة فرصة جديدة للتفاوض.

واعتبر طعمة أن شخصية ترمب “يصعب التنبؤ بها”، إذ لا يستشير غالبًا من حوله في اتخاذ القرارات، مما يزيد من ضبابية الموقف الأمريكي خلال الأيام المقبلة.

إجماع إسرائيلي هش وفي السياق ذاته، قال طعمة إن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، استغل العدوان على إيران لإحداث حالة من الإجماع داخل المنظومة السياسية الإسرائيلية، بما في ذلك المعارضة، مما عزز استقرار حكومته الائتلافية.

إلا أنه اوضح أن هذا التماسك قد لا يصمد في حال استمرار الحرب لفترة أطول من المتوقع، خاصة إذا تصاعدت الخسائر البشرية والاقتصادية، في ظل”الرد الإيراني النوعي”، الذي استهدف عمق الكيان وأدخل جزءًا من المعركة إلى داخل الكيان الإسرائيلي.

وختم طعمة بالقول إن مستقبل هذا التصعيد “مرهون بقدرة إيران على الصمود والاستمرار في الرد، وبمدى تحمل الداخل الإسرائيلي لكلفة حرب مفتوحة ومعقّدة الجبهات.

شهاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى