يواصل قادة الكيان السياسيون والعسكريون الحديث صراحة عن خطط لمواصلة العمليات العسكرية في لبنان، بهدف مركزي يتمثّل في منع حزب الله من إعادة ترميم قدراته العسكرية.
وفي هذا السياق، قال رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إن عمليات جيشه ستستمر، «ولن نسمح بإطلاق الصواريخ من لبنان لا برشقات صغيرة ولا بتهاون، والدولة اللبنانية مسؤولة عما يصدر من أراضيها».
فيما أكّد قائد المنطقة الشمالية في جيش العدو أوري غوردين أن قواته «تعمل بقوة شديدة ضد كل تهديد لسكان الشمال، وسنواصل العمل لرصد وإحباط كل تخطيط ونية ولن نسمح لحزب الله بترميم نفسه».
وفيما لا يزال عدد كبير من سكان المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان يرفضون العودة قبل توفير متطلبات الإعمار والعناصر الأمنيين للحماية، كشفت صحيفة «دافار» الإلكترونية، عن «ثغرات جدّية» في خطط حماية مستوطني شمال فلسطين المحتلة القاطنين على مسافة تراوِح بين 5 و9 كيلومترات من الحدود مع لبنان.
وأوضحت أنه «لا توجد لدى إسرائيل أي خطة جدّية لحماية هذه التجمّعات الاستيطانية، كما لا توجد ميزانية مخصّصة لتعزيز تحصين هذه المنطقة التي يعيش فيها حوالي 100 ألف مستوطن من دون أي حماية، وذلك بعد عام كامل من تعرّضهم لنيران حزب الله».
ولفتت إلى أنه رغم تحديد «خط المواجهة» الشمالي على بعد 9 كيلومترات من الحدود، لا تملك الحكومة حالياً خطة واضحة لاستكمال وتعزيز التحصينات في هذه المنطقة.
ونقلت «دافار» عن مصدر مطّلع على تفاصيل الخطة قوله: «بالنسبة إلى المسؤولين الماليّين في الحكومة، فإن القرار بشأن الدرع الشمالي قد انتهى، ولو سألتهم لقالوا إنهم غير مطّلعين على أي نية لوضع ميزانية إضافية، ولا يعلمون متى سيحدث ذلك».
وتساءلت الصحيفة عن سبب اختيار مسافة 5 كيلومترات كحدّ فاصل للتحصين، واصفة إياه بـ«خط التمييز»، إذ لا يوجد سبب منطقي لاختيار هذا الرقم باستثناء «سهولة تسويقه».
وأكّد المصدر نفسه للصحيفة أن «وزارة المالية وضعت خطتها بناءً على مبلغ مالي ثابت، لا وفقاً للحاجات الأمنية الفعلية، وأن تقسيم المسافات جاء على هذا الأساس وليس بناءً على معطيات أمنية واضحة».
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه «كان بإمكان وزارة المالية تمويل جميع المستوطنات حتى مسافة كيلومترين بالكامل، وترك البقية بمنح مالية أقل»، مؤكّدة أن الجميع يعلمون أنه من الناحية الأمنية البحتة لا يوجد فرق حقيقي بين هذه المناطق، إلا أن السؤال الذي لم يُطرح بعد هو: «لماذا ترفض الدولة استثمار كامل الـ5 مليارات شيكل لتعزيز حماية هذه المنطقة في الوقت الحالي؟».
وبعد أكثر من 4 أشهر على دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» في تحقيق نشرته أول أمس، أن حزب الله تمكّن خلال الحرب الأخيرة من استهداف غرف المراقبة العسكرية الإسرائيلية المنتشرة عند الحدود مع لبنان، «ما اضطر الجيش إلى نقل الجنديات المراقِبات إلى قواعد عسكرية خلفية».
كما كشفت عن نجاح الحزب في استهداف قاعدة فرقة الجليل الموجودة على الحدود في برانيت، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى نقل مقرّها إلى قاعدة مستحدثة في منطقة خلفية، إلا أن القاعدة الجديدة تعرّضت للاستهداف أيضاً.
وكشفت الصحيفة أنه حتى بعد انتهاء الحرب، لن تعود الجنديات المراقِبات الى المواقع الحدودية، بل «سيتمّ تجميع كل المراقبات المسؤولات عن متابعة قطاع حدود لبنان (التابع لفرقة الجليل – الفرقة 91) في موقع واحد خلفي».
وقد تمّ اتخاذ هذا الإجراء في إطار الدروس المستفادة من عملية «طوفان الأقصى».