أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي أن على واشنطن رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشددًا على أن إيران لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة إلا من موقع متكافئ ومن دون ضغوط وتهديدات.
وفي مقابلة صحفية، شرح عراقتشي موقف إيران في ردها على سياسة الضغط التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال: “إذا دخلنا في مفاوضات في ظل فرض الطرف الآخر أقصى قدر من الضغط، فإننا سنكون قد دخلنا المفاوضات من موقع الضعف ولن نحقق شيئًا”، وأضاف إن “الأمر لا يتعلق بالعناد أو المثالية، بل يتعلق بالخبرة. ويجب أن نثبت للطرف الآخر أن سياسة الضغط غير فعالة، حتّى نتمكّن بعد ذلك من العودة إلى نفس مستوى اللعب”.
وتابع عراقتشي: “إستراتيجيتنا في الصبر لا تعتمد على الصبر السلبي، بل على الصبر الممزوج بالمبادرة.. نحن لا نتبع سياسة سلبية على الإطلاق، حيث نجلس ونراقب القرارات التي يتخّذونها نيابة عنا؛ لا، بل لدينا حتّى خطط وترتيبات للمفاوضات النووية المحتملة.
المفاوضات التي تجري بشكل غير مباشر. تم إنشاء القناة في الدول الأوروبية الثلاث.. نحن نعمل مع السيد غروسي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهناك فكرة جديدة لحل القضايا التي ندرسها”.
وقال: “لقد لعب الأوروبيون دور الوسيط الجيد في جولة المفاوضات النووية الماضية، ويمكنهم أن يلعبوا دورًا جيدًا الآن أيضًا.. ونحن نواصل هذه المفاوضات مع الأوروبيين، وبالتوازي مع ذلك، نستمر في المشاورات الوثيقة مع روسيا والصين، ولكن في نهاية المطاف، يجب على أميركا أن ترفع العقوبات، وسندخل في مفاوضات مباشرة عندما نكون على قدم المساواة، خاليين من الضغوط والتهديدات، ونحن على ثقة من أن المصالح الوطنية للشعب سوف يتم تأمينها”.
وأضاف: “يمكننا خفض التكاليف.. إنها ليست طريقة غريبة، بل حدثت مرارًا وتكرارًا عبر التاريخ.
إن الدول التي لم تكن راغبة في التحدث مع بعضها البعض بشكل مباشر تحدثت بشكل غير مباشر.
ومن ثمّ فإن التفاوض غير المباشر ممكن.
ليس الأمر مستحيلًا، وهذا النموذج ليس مُعترضًا عليه حقًا.
المهم هو أن تتوافر الرغبة في التفاوض والتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف في ظل ظروف متساوية، ولا يهم شكله بعد الآن”.
ودافع عراقتشي عن “المشاركة البناءة مع العالم على أساس المبادئ الأساسية؛ الشرف والحكمة والمصلحة”، وقال: “في الأشهر الأولى من توليه وزارة الخارجية، بدا من الضروري اتّخاذ خطوات ذات مغزى لمنع اندلاع حرب إقليمية شاملة واستخدام لغة خاصة بالحرب.. الحرب الشاملة لها لغتها ونبرتها الخاصة، والسياسة الخارجية للبلاد دخلت هذا المجال بسبب ظروف الحرب”.
وأوضح: “لقد تم تدريبي كدبلوماسي على التفكير الوطني، وسوف أتحرك في هذا الاتّجاه.. سأذهب وأقوم بواجبي أينما أعتقد أنه يخدم المصالح الوطنية للبلاد، في نيويورك أو كابول أو بيروت”.