أخبار عربية

عرقلة متعمدة.. كيف يجهض نتنياهو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة؟

شهدت محاولات إنهاء الحرب أو التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع قطاع غزة، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، مراوغات إسرائيلية من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإفشال تلك المحاولات.

وبعد التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع قطاع غزة وبدء عملية تسليم الأسرى، بات رئيس حكومة الاحتلال يتلكأ ويدفع بذرائع مختلفة للتهرب من استحقاقات وقف النار، وكان آخرها رفض مناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق ووقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي إن نتنياهو جاد في محاولة عرقلة المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار مع قطاع غزة، لأن كل ما يتعلق باستحقاقات هذه المرحلة يتعارض مع ما يريده.

وأضاف ياغي، في تصريح خاص لوكالة شهاب، أن المرحلة الثانية تؤدي إلى إنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة، وبالتالي لا يوجد شيء اسمه “نصر مطلق”، بل على العكس، سينقلب إلى فشل كبير، لذا، يريد نتنياهو استعادة الأسرى الإسرائيليين دون تقديم أي استحقاقات تتعلق بوقف الحرب.

وأوضح أنه لا توجد خيارات أمام نتنياهو إلا العودة إلى الحرب أو الالتزام بما تم الاتفاق عليه، مشيرًا إلى أن خيار العودة إلى الحرب يثير تساؤلات حول شكلها، خاصة أنه لا يمكن تحقيقه إلا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ولفت إلى أن نتنياهو غير قادر على اتخاذ هذا الخيار دون دعم داخلي قوي، غير أن هذا الدعم يتناقض مع رغبته، حيث إن أكثر من 67% من الشارع الإسرائيلي يطالب باستقالته، والغالبية العظمى في الداخل تؤيد استمرار صفقة تبادل الأسرى.

وبيّن ياغي أن من بين معضلات العودة إلى الحرب عدم جهوزية الجيش من حيث القدرات البشرية والمعدات، إذ يحتاج إلى تدريب وإعادة تأهيل، إضافة إلى رفض العديد من جنود الاحتياط العودة إلى القتال، نظرًا لكون الأهداف سياسية وليست أمنية.

واستدرك بالقول إنه على الرغم من ذلك، فإن سيناريو الحرب وارد، ويبدو أن نتنياهو يحضّر له بشكل مكثف، ويريد أن يبدأه بضربة قوية تستند إلى معلومات استخبارية، إذ إن اللجوء إلى هذا الاتجاه سيمنح الجيش دفعة قوية في عملياته داخل قطاع غزة. أما المسألة الثانية، فتتعلق بمحاولة فرض التهجير القسري لسكان القطاع.

وفي ذات السياق، قال المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد إن المماطلة والتسويف والتهرب التي تمارسها حكومة الاحتلال منذ اليوم الأول لبدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق ليست بالأمر الجديد، خاصة أن إسرائيل معروفة بمماطلتها وتهربها من تنفيذ الاتفاقيات.

وأضاف شديد، في تصريح خاص لوكالة شهاب، أن إسحاق رابين سبق أن قال قبل 30 عامًا، خلال اتفاق أوسلو، إنه “لا توجد تواريخ مقدسة، ولا توجد مضامين أو نصوص مقدسة”.

وأوضح شديد أن الحالة الحالية تهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أولها وأهمها الحفاظ على تماسك الحكومة، حيث أصبح ذلك هو المحدد الأهم والأقوى بالنسبة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. كما يسعى إلى طمأنة الشارع الإسرائيلي بأن الأمور مستمرة، وإن لم تكن بالوتيرة المطلوبة.

وتابع: “في الوقت نفسه، يراد ممارسة ضغط تفاوضي قوي، سواء على حركة حماس أو على الوسطاء”.

وكالة شهاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى