اخبار اقليمية
بين الضُّغوط والمراوغة.. مصير المرحلة الثَّانية من صفقة غزَّة على المحكِّ

في تطور جديد ومثير، تشير مصادر صحفية عبرية إلى محاولات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعطيل المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، التي تُجريها حكومته مع المقاومة الفلسطينية.
ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التوترات الداخلية والخارجية التي تُمارَس على نتنياهو، لا سيما من حلفائه في الائتلاف الحكومي، ما يضع مستقبل الصفقة في مهب الريح.
وبحسب التقارير، يسعى نتنياهو إلى إعادة النظر في شروط الصفقة، وسط خلافات داخل حكومته واحتجاجات متزايدة من عائلات بعض الأسرى الإسرائيليين، وهي خطوة قد تُعقّد مسار المفاوضات بشكل كبير وتؤدي إلى تداعيات سياسية وأمنية خطيرة. ويبقى السؤال:
هل ستتمكن الأطراف المعنية من تجاوز هذه العقبات والوصول إلى حل وسط؟ التمديد مطروح الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة.
قال إن نتنياهو يتأرجح على حبل الصفقة بين صمت تكتيكي وضغوط متعددة الاتجاهات، مضيفًا أن المرحلة الثانية من الصفقة قيد البحث.
وأوضح عفيفة، خلال حديث صحفي خاص لوكالة “شهاب”، أن تمديد المرحلة الأولى من الصفقة بات مطروحًا.
مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى لانتزاع مزيد من التنازلات من حركة حماس، بينما يحاول نتنياهو الهروب من استحقاق إنهاء الحرب.
وأضاف أن الإعلان الأخير لحركة حماس لم يخرق الاتفاق، لكنه أيضًا لم يلبِّ شهية نتنياهو وترمب لإطلاق سراح جميع المختطفين دفعة واحدة.
وتابع عفيفة حديثه قائلًا: “في المشهد الإسرائيلي، الحسابات دقيقة: الهدوء حتى مرور الدفعة السادسة، ثم ضغط إضافي عبر الوسطاء قبيل الدفعة السابعة. مناورة أخرى في سباق مع الزمن، حيث لا يريد نتنياهو هدم الجسور قبل استكمال الأوراق التي لا يزال يحاول ترتيبها على طاولة المفاوضات”.
إفشال المرحلة الثانية من جانبه، قال السياسي الفلسطيني جمال زحالقة إن الرئيس الأمريكي ترمب تجاوز نتنياهو، متبنيًا “رؤية ثورية” لغزة تشمل الترانسفير، موضحًا أن هذا الموقف هو ذاته الذي تبناه “الكابينت” الإسرائيلي.
وكشف زحالقة، في تدوينة له، أنه رغم محاولات قطر ومصر لإنقاذ الموقف، يسعى نتنياهو لإفشال الصفقة الحالية، لا سيما المرحلة الثانية المتعلقة بإعادة الجنود الأسرى، مبينًا أن نتنياهو يخشى من تبعات فشلها على مستقبله السياسي. وأضاف أن هناك تنسيقًا وثيقًا بين نتنياهو وترامب.
حيث تُعدّ المواقف الإسرائيلية أولًا، ثم تُعلنها واشنطن، مشددًا على أن الطرفين متفقان على كل شيء قبل الإعلان عنه رسميًا. وتابع زحالقة حديثه قائلًا: “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى من نوايا نتنياهو، وتحذّر من عواقبها”.
وأوضح أن احتمال تنفيذ المرحلة الأولى يبقى قائمًا، مشددًا على أن نتنياهو يسعى لإفشال المرحلة الثانية، في ظل مواجهته ضغوطًا داخلية محتملة. تعطيل الاتفاق أما الصحفي الفلسطيني أحمد حسام، فقد أوضح أن قناة “كان” العبرية أوردت خبرًا مفاده أن نتنياهو رفض إدخال كرافانات وآليات هندسية إلى قطاع غزة، رغم أن الاتفاق مع حماس ينص بوضوح على إدخالها، مشيرًا إلى أن هذا التعنت ليس جديدًا، بل هو استمرار لسياسة المماطلة وفرض المزيد من المعاناة. وقال حسام، خلال تدوينة له، إن هذا القرار يؤكد مرة أخرى أن “إسرائيل” لا تلتزم حتى بالاتفاقات التي توقعها، مشيرًا إلى أن ما يريده نتنياهو هو تحقيق إنجازات شخصية له.
وأضاف: “رغم النص الصريح في الاتفاق مع حماس على إدخال كرافانات لإيواء عشرات الآلاف من المشردين في غزة، يرفض نتنياهو مجددًا تنفيذ هذا البند، ليؤكد أن المعاناة الإنسانية ليست سوى ورقة ضغط في حساباته السياسية”.
وتُظهر التطورات المتسارعة أن مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة التبادل تواجه تحديات جسيمة قد تُفضي إلى فشلها إذا لم يتم التوصل إلى حلول وسط تُرضي جميع الأطراف، ومع استمرار الضغوط السياسية والشعبية على الحكومة الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية، يبقى مستقبل الصفقة غامضًا.
في ظل هذا المشهد المتوتر، سيتحدد في الأيام المقبلة ما إذا كانت الأطراف ستتمكن من تجاوز العقبات الحالية أم أن الصفقة ستتوقف عند هذا الحد.
وكالة شهاب
المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع "صدى الضاحية" بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و"الموقع" غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.


