نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، الأربعاء، تحقيقًا يكشف عما وصفته بأنه “أخطاء استخبارية” أدّت إلى الإعلان عن “أخبار غير صحيحة بشأن اغتيال قادة في حماس”، وعنونت التحقيق بـ”الاستخبارات أخطأت والإرهابيون عادوا إلى الحياة”.
وأثار ظهور عدد من قادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على قيد الحياة بعدما أعلن جيش الاحتلال عن اغتيالهم خلال الحرب، جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن قائد كتيبة الشاطئ في القسام، هيثم الحواجري، الذي أعلنت إسرائيل اغتياله في ديسمبر/كانون الأول، ظهر مؤخرًا في فيديو خلال إطلاق سراح أحد الأسرى.
كما ظهر حسين فياض قائد كتيبة بيت حانون في جنازة بشمال غزة، رغم ادعاء جيش الاحتلال اغتياله في مايو/أيار 2024، وهو ما يؤكد، وفقًا للصحيفة أن المعلومات الاستخبارية كانت خاطئة.
وأضافت “قائد كتيبة تل السلطان في رفح، محمود حمدان، الذي كان مسؤولًا عن حماية يحيى السنوار، بقي على قيد الحياة رغم إعلان إسرائيل عن تصفيته، وتم القضاء عليه لاحقًا في اشتباك آخر”.
وفي سياق ذلك، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن تقاريره حول عدد الشهداء بين قادة كتائب القسام، خلال الحرب على غزة، كانت غير صحيحة ومبالغا فيها.
وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إنه “من الجائز أن نرى لاحقا أيضا قادة آخرين في حماس، الذين اعتقدنا أنه جرى تصفيتهم، وسيظهرون فجأة”، حسبما نقلت عنهم صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الأربعاء.
وادعت المصادر في تبرير هذه الأخطاء أنه “في حماس أيضا لا يعرفون أحيانا نتيجة مهاجمة قائد في صفوفهم، وعملية استيضاح نتيجة هجوم لا يكون دقيقا بنسبة 100% دائما. فبعضهم هوجموا داخل أنفاق أو في بيوت انهارت على سكانها”.
وذكرت الصحيفة أنه في الجيش الإسرائيلي والشاباك “اعترفوا بهذا الخطأ المحرج”، وادعوا أن الإعلان الذي أصدروه قبل عدة أشهر حول استشهاد قادة في كتائب القسام “استند إلى معلومات استخباراتية، اتضح الآن أنها خاطئة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “بدون علاقة لأخطاء المعلومات الاستخباراتية المحرجة، التي اكتُشفت في الشهر الأخير، اعترف الجيش أنه لا يزال في حماس قادة كبار في أنحاء قطاع غزة، ويشكلون جزءا مركزيا في ترميم الحركة التي لا تزال تسيطر في غزة بغياب بديل آخر. وإضافة إلى محمد السنوار، بقي على قيد الحياة قادة ميدانيون كبار، بينهم قائد لواء رفح، محمد شبانة، وقائد لواء مدينة غزة، عز الدين حداد”.
وحسب الصحيفة، فإن ضباطا في الجيش الإسرائيلي انتقدوا طوال الحرب “الأعداد الخيالية” لقادة القسام الذين جرى الإعلان عن استشهادهم، وبينهم قادة ميدانيون، الذين “ادعى جهاز الأمن صباح مساء أنه تمت تصفيتهم”.
واعترفت مصادر في الجيش الإسرائيلي بأنه “جرى إبلاغ الجمهور الإسرائيلي بأن فرقة قتالية قامت بتصفية نحو 60 مخربا في بيت لاهيا خلال أسبوع، أو 150 في الشجاعية وما إلى ذلك، من دون التحقق من ذلك بالكامل. وعندما تتحدث مع قادة الكتائب والألوية (الإسرائيليين)، يكونون صريحين بإضافة ملاحظة: ’رأينا جثث بعضهم بأعيننا، وبعضهم الآخر وفقا لتقديرات”، وفق ما نقلت عنها الصحيفة.
وأضافت المصادر في الجيش الإسرائيلي، حول تضخيم عدد الشهداء في صفوف كتائب القسام، أنه “هناك غزيين أيضا، وبينهم غير مسلحين كثيرين، الذين كانوا يجرون في شارع أو في منطقة قتال ولا يفترض أن يتواجدوا فيها، وأطلقنا النار نحوهم وأصبناهم ورأيناهم يسقطون من بُعد، انطلاقا من إدراكنا أنهم مخربون. وأضفناهم إلى تقدير كفاءات العدو اليومية تحت بند الذين تمت تصفيتهم، من دون أن يدقق أحد من يكونون أو حتى إذا قُتلوا حقا أم أصيبوا فقط”.
وتابعت الصحيفة أنه “في إسرائيل يعترفون أيضا بأنه عشية وقف إطلاق النار، تبقى لحماس حوالي عشرة آلاف مسلح على الأقل، وهم جزء من قرابة 30 ألفا الذين كانوا في صفوفها في 7 أكتوبر، وبعضهم قادة قوات، وذلك إضافة إلى مئات كثيرة من المسلحين الجدد الذين تم تجنيدهم وتدريبهم بشكل سريع مؤخرا”.