أخبار لبنان

جهوزية مستشفيات الجنوب «تتحسن تدريجياً»: الكشف على الأضرار مستمر

مع انتهاء مهلة الـ 60 يوماً لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، ووسط استمرار احتلاله لبعض المناطق الحدودية، يصرّ أهالي الجنوب على العودة إلى قراهم المدمّرة جراء العدوان رغم كلّ التحديات. وفي هذا المشهد، تبرز مستشفيات المنطقة كخط دفاع أساسي في إطار تلبية احتياجات الأهالي الطبيّة الطارئة.

ومع الأضرار الجسيمة التي طالت المرافق الصحية جرّاء العدوان، أصبحت إعادة إعمار المستشفيات ضرورة ملحّة لضمان استمرار الرعاية الطبية جنوباً.

في السياق، شرحت محافظ النبطية، الدكتورة هويدا الترك، في حديثٍ لموقع «الأخبار»، أنّ «المساعدات المخصصة للمستشفيات الحكومية المتضررة من جراء الحرب، يتم تنسيقها بشكلٍ مركزي عبر وزارة الصحة»، لضمان توزيع عادل ومتوازن للمساعدات وتفادياً للفوضى، وذلك وفقاً لتعميم صادر عن وزير الصحة فراس الأبيض، بحسب الترك.

وأوضحت أن «دور المحافظة خلال الحرب وما بعدها تمحور حول التنسيق مع وزارة الصحة لاستقطاب المساعدات»، مشيرةً إلى أن «الجهوزية الاستشفائية تتحسن تدريجياً بفضل دعم المنظمات الدولية ووزارة الصحة».

وكشفت الترك أن «غرفة إدارة الكوارث الحكومية» في المحافظة، استحدثت ثلاث غرف عمليات تتوزّع على أقضية النبطية، وتضمّ ممثلين عن الصليب الأحمر والدفاع المدني و«مجلس الجنوب» والبلديات واتحاد البلديات، بهدف جمع المعلومات وتقديمها للجهات الإغاثية لضمان استجابة فعالة لأي حالة طارئة.

«مجلس الجنوب» يكشف على الأضرار:

من جهته، يواصل «مجلس الجنوب» عمليات الكشف عن الأضرار التي لحقت بالمستشفيات في المناطق الجنوبية نتيجة الحرب الإسرائيلية، في إطار خطة لإعادة الإعمار تشمل المباني المتضررة التابعة للدولة ومن ضمنها المستشفيات الحكومية.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس المجلس هاشم حيدر، أن «لجاناً متخصصة تقوم بالكشف على المنشآت المتضررة، وقد بدأت الإجراءات العملية لإعادة تأهيل مستشفيي بنت جبيل وتبنين عبر مناقصة قيد التلزيم»، ضمن نظام الشراء العام، وفقاً للمعايير الإدارية والفنية المعتمدة.

وأوضح أن أعمال الترميم ستتم وفقاً للمهل الزمنية المحددة في دفتر الشروط الخاص بالمناقصة.

وأشار حيدر إلى أن تكلفة إعادة إعمار «مستشفى تبنين الحكومي» تقدر بنحو 250 ألف دولار، بينما تبلغ تكلفة ترميم «مستشفى بنت جبيل الحكومي» حوالى 200 ألف دولار، بسبب الأضرار الناتجة من العدوان الإسرائيلي.

وفي سياقٍ متصل، كشف حيدر أن لجان المجلس باشرت اليوم عمليات «الكشف الميداني على مستشفى بيت ليف»، لتقييم الأضرار التي لحقت به تمهيداً لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

«مستشفى تبنين» صمد بوجه العدوان

ورغم العدوان الإسرائيلي الذي استهدف محيط «مستشفى تبنين الحكومي» في بنت جبيل، استمر المستشفى في عمله بكامل طاقته الاستيعابية، مقدّماً الرعاية والخدمات الطبية لجرحى العدوان وسكان المنطقة، داعماً صمود الأهالي في قراهم.

وأكد مدير المستشفى، الدكتور محمد حمادة، لموقع «الأخبار»، أن «المستشفى استمر في تقديم الخدمات الطبية والجراحية والاستشفائية طوال 66 يوماً من العدوان الإسرائيلي على لبنان، بجهود 85 موظفاً طبياً و12 طبيباً متخصصاً».

وخلال هذه المدة، استقبل المستشفى 1275 جريحاً و417 شهيداً، ولا يزال يواصل استقبال ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية حتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وفقاً لما كشفه حمادة.

وأشار إلى أن «قسمَي العلاج الكيميائي والأطفال توقفا عن العمل بسبب القصف المعادي العنيف، فيما تعرّض محيط المستشفى لـ 12 استهدافاً، ما تسبّب في أضرارٍ كبيرة في البنية التحتية، شملت تحطم الزجاج والنوافذ والقرميد، إضافة إلى تضرّر ألواح الطاقة الشمسية والأسطح المستعارة». كما تعرّض جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وجهاز ثكنة تفجير الحصى عن بعد لأضرارٍ كبيرة.

ولفت مدير المستشفى إلى أن عملية ترميم الأقسام المتضررة في المستشفى بدأت بتمويل من الصليب الأحمر الدولي عبر وزارة الصحة.

في السياق، باشرت الوزارة بالتعاون مع «منظمة الصحة العالمية» إصلاح آلة تصوير بالرنين المِغناطيسي (MRI) وجهاز تفتيت الحصى، إضافة إلى تجهيز قسم العلاج الكيميائي الذي دمّر كليّاً جراء الحرب.

تشقّقات كبيرة في «مستشفى مرجعيون»

ومتحدّياً الظروف الصعبة التي فرضها العدوان الإسرائيلي، وبعد توقفه عن الخدمة لمدّة شهرين خلال الحرب، استأنف «مستشفى مرجعيون الحكومي» عمله عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.

في السياق، أكد مدير المستشفى، الدكتور مؤنس كلاكش، لموقع «الأخبار»، أن «المستشفى يعمل في كل أقسامه رغم الأضرار التي لحقت به جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي».

وأوضح كلاكش أن «القصف المعادي أدّى إلى تشققات كبيرة في المبنى وتسرب المياه، ما أثّر في البنية التحتية وأدّى إلى الحاجة الملحة إلى أعمال الترميم والصيانة».

وأعرب كلاكش عن تعويله على دعم وزارة الصحة لاستكمال أعمال الصيانة وتأمين المعدات الطبية اللازمة، لضمان استمرار المستشفى في أداء دوره وخدمة الأهالي في مرجعيون والمناطق المجاورة.

وفيما أفادت وزارة الصحة هذا الشهر بأن عملية ترميم الأقسام المتضررة في المستشفى بتمويل من الصليب الأحمر الدولي «جارية حالياً»، أوضحت أنها تعمل على إصلاح جهاز قسطرة القلب (Cath Lab) وجهاز الموجات فوق الصوتية (Ultrasound Machine) في المستشفى.

«مستشفى ميس الجبل» تحت الاحتلال

أمّا بالنسبة إلى «مستشفى ميس الجبل الحكومي» الذي يقع عند الحدود الجنوبية مباشرةً، فأفاد مديره حسين ياسين موقع «الأخبار» بأن «المستشفى لا يزال تحت الاحتلال» ولا معلومات عن حالته، وذلك نتيجة تمديد اتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 شباط الحالي، ورفض العدو الانسحاب من بعض المناطق الحدودية حتى اللحظة، ومن ضمنها ميس الجبل.

وكانت إدارة المستشفى قد أعلنت في تشرين الأول إخلاء المستشفى ووقف العمل في كل أقسامه، نتيجة الاستهدافات الغادرة من قبل العدو التي طالته والعاملين فيه.

الاخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى