عناوين الصحف

الديار: «اسرائيل» تعربد جنوبا: سقوط الضمانات الدولية واستفزاز للمقاومة

كتبت صحيفة “الديار”: في زمن الديبلوماسية لا المقاومة، تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي انتهاك السيادة اللبنانية، ولا من رادع ولا من «يحزنون».

بلغ الاستفزاز للمقاومة بالامس ذروته بالتوغل في وادي الحجير الذي لم يجرؤ جنود الاحتلال على دخوله لمتر واحد خلال المواجهات، عاثوا فسادا لساعات ثم انسحبوا.

اكتفت «اليونيفيل» بتسجيل الخرق وتدوينه ، لجنة المراقبة «شاهد ما شفش حاجة»، وهي في اجازة الاعياد ولن تلتئم الا في السنة الجديدة! الجيش على سلاحه لكن لا قدرة لديه، ولا يملك بين يده اوامر اشتباك، فكان ضباطه وجنوده في موقف لا يحسدون عليه وهم يراقبون عن قرب استباحة جنود الاحتلال للكرامة اللبنانية.

اما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي فيبدو دون «حيلة»، ف»الرسالة» الخبيثة هي اولا واخيرا ردا على اجتماعه قبل ساعات «بالخماسية» ولجنة المراقبة.

رئاسيا، ومع دخول الاستحقاق الرئاسي دائرة البرودة الى ما بعد العام المقبل، وفيما تشكو القوات االلبنانية عدم تعامل اي طرف خارجي وداخلي جديا مع ترشيح رئيسها سمير جعجع للرئاسة، تخضع فرص دخول قائد الجيش العماد جوزاف عون الى قصر بعبدا لاختبارها الجدي الاول من «البوابة» السعودية التي فتحت له ابوابها، وارسلت له طائرة خاصة اقلته الى الرياض، لتقييمه كمرشح رئاسي لا كقائد عسكري، واذا كانت مجرد الزيارة مؤشرا لافتا تعزز حظوظه الرئاسية، الا ان تبني المملكة لترشيحه يبقى خاضعا لدفتر شروط مرتبط «بسلة» حكم متكاملة للعهد الجديد، يسوق لها مستشار وزير الخارجية للشؤون اللبنانية الامير يزيد بن فرحان الذي التقى القائد في الرياض وسيكون في بيروت قبل موعد الاستحقاق في ال9 من الشهر المقبل.

وستكون الايام المقبلة مفصلية لمعرفة موقف المملكة من ترشيح عون حيث يمكن تلمس المؤشرات من المواقف المفترضة لعدد كبير من النواب ينتظرون «كلمة السر» السعودية ليبنى على الشيء مقتضاه.

استفزاز المقاومة!

وامام مشهد دخول الدبابات والجرافات الاسرائيلية وجنود مشاة الى وادي الحجير بالامس، وصفت مصادر حكومية الخروقات الاسرائيلية بانه «صلافة» وتحد يعرض التفاهم للخطر الجدي. ووفقا لتلك الاوساط حصل لبنان على تاكيدات اميركية بان اسرائيل لن تبقي جيشها في الاراضي اللبنانية بعد ال60 يوما، لكنها اشارت الى ان اسرائيل تحاول استفزاز المقاومة لدفعها الى الرد لخلق ذرائع للتملص من الاتفاق، لكن ثمة مؤشرات جدية بان حزب الله الذي يراقب ميدانيا ما يحصل يتصرف بقدر عال من المسؤولية ولن يستدرج الى اي رد فعل قبل انتهاء المهلة.

هل تخرج الامور عن السيطرة؟

ماذا بعد؟ مصادرمعنية بالتطورات اكدت «للديار» ان اتفاق وقف النار تعرض بالامس الى اخطر اختباراته، وهو اهتز بقوة، وان كان لم يقع، لكن تكراره يهدد بجدية بخروج الامور عن السيطرة، والامر يحتاج الى تغيير في مقاربة الجهات الرسمية للملف والقيام بخطوات اكثر جرأة تجاه الدول الضامنة، لان حكمة حزب الله لن تستمر طويلا، امام لامبالاة وتواطؤ لجنة مراقبة وقف النار، والدول الراعية للاتفاق، فالمقاومة لن تتخلى عن واجباتها، وتملك الجهوزية الكاملة للمبادرة في الوقت المناسب الى فعل ميداني يعيد التوازن الى معادلة الردع، مهما كانت التداعيات، لانها تبقى اقل كلفة من السماح للعدو بالعربدة في القرى الحدودية، وما لم ياخذه بالحرب لن يسمح له بان يحققه خلال وقف النار، فالمقاومة لم ولن تتخلى عن حماية لبنان وهي مسؤولية حملتها عن كل مدعي السيادة وعليهم اثبات جدارتهم اليوم قبل فوات الاوان، حيث يشعر كل لبناني شريف اليوم بان المقاومة وحدها هي القوة القادرة على وضع حد لهذه الانتهاكات، وهي لن تخذلهم كما هي العادة.

لا انسحاب بعد الـ 60 يوما؟

وكانت قوات الاحتلال قد استبقت توغلاتها، بالترويج الى احتمال «تمديد بقاء قواتها» في الجنوب.

وفي هذا السياق، لفتت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية الى أنه إذا لم ينجح الجيش اللبناني في السيطرة الكاملة على جنوب لبنان نهاية الفترة الزمنية المحددة لوقف إطلاق النار فسيتعين على الجيش الإسرائيلي البقاء هناك! ويبدو ان اسرائيل لا تعير اي اهتمام الى الاتفاق بحد ذاته، وما يهمها هو التفاهم الجانبي الذي حصل بينها والولايات المتحدة والذي اعطاها الحق في التحرك ضد اي هدف، اينما كان، ترى فيه تهديدا محتملا. وهذا بالضبط، ما تفعله اليوم.

مشروعية المقاومة

في المقابل، شككت مصادر مطلعة في مخاطرة حكومة نتانياهو بالبقاء على اراض محتلة في الجنوب بعد الـ60 يوما، ولفتت الى انها تعرض كل ما تعبره مكاسب للخطر، فهي ستمنح حزب الله مشروعية المقاومة واستئناف القتال في مناطق تعتبر محتلة، وهو قادر على التكيف مع الوقائع الميدانية ولديه القدرة على تكبيد جنودد الاحتلال خسائر فادحة، كما سيفقد المستوطنين الامن مجددا، ما سيزيد من المشاكل الداخلية لرئيس حكومة الاحتلال. واذا كانت الخروقات الفاضحة اليوم تعكس لا مبالاة تل ابيب بنص الاتفاق، واضعة هيبة المسؤولين اللبنانيين، والجيش اللبناني، والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا «واليونيفيل» على المِحك، فانها بعد الـ60 يوما ستوفر حجة قوية لحزب الله للتحرك عسكرياً مجددا وعدم تنفيذ البنود المتصلة بانسحابه من منطقة جنوب الليطاني، على قاعدة المساواة.

التوغل في وادي الحجير

وكانت قيادة الجيش قد اعلنت ان العدو الاسرائيلي يواصل تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية.

في هذا الإطار، توغلت قوات تابعة للعدو الإسرائيلي في عدة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير – الجنوب، وقد عزز الجيش اللبناني انتشاره في هذه المناطق، فيما تتابع قيادة الجيش الوضع بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.

انفجارات… وتجريف… وخطف

وقبل انسحابها رفعت جرافات اسرائيلية سواتر ترابية بين وادي الحجير ووادي السلوقي. وسمعت اصوات انفجارات في المنطقة. وكانت تقدمت آليات الجيش الإسرائيلي عبر وادي الحجير جنوبا، حيث قامت بعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة خلال تقدمها. كما قامت القوات الاسرائيلية بخطف المواطن حسام فواز من بلدة تبنين، خلال توجهه الى مركز عمله في مركز الكتيبة الاندونيسية التابعة لـ «اليونيفيل» في بلدة عدشيت القصير – قضاء مرجعيون.

لكن بعد ساعات، افيد ان «اليونيفيل» تسلمت والصليب الأحمر اللبناني فواز بعد اختطافه وهو مصاب. كذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص بالأسلحة الرشاشة من مارون الراس باتجاه مدينة بنت جبيل، وسُجّل تحليق منخفض للمسيرات في المنطقة.

وعلى الأثر، أقفل الجيش اللبناني الطريق المؤدية إلى وادي الحجير، بدءًا من مركزه عند جسر قعقعية الجسر.

كما توجهت دورية تابعة لـ «اليونيفيل» إلى مفرق القنطرة حيث تتواجد قوة إسرائيلية.

وإثر التوغل الإسرائيلي بشكل مفاجئ باتجاه بلدة القنطرة، نزح منها الأهالي إلى بلدة الغندورية. وبعد الظهر، افيد بانسحاب آليات الجيش الإسرائيلي من وادي الحجير باتجاه أطراف وادي السلوقي بعد تجريف عدد من الاراضي.

حزب الله: تطور خطر

وفي هذا السياق، اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، إن توغل قوات العدو الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية وصولا إلى وادي الحجير، يشكل تطورا شديد الخطورة وتهديدا جدياً لإعلان الإجراءات التنفيذية للقرار 1701 وتقويضا للصدقية الواهنة للجنة المشرفة على تنفيذه. أضاف: «إن هذا التطور الذي يظهر تعاطيا إسرائيليا خارج أي التزام أو إجراءات، وكأن لا وجود لأي تفاهم أو التزامات، يوجب على الدولة اللبنانية حكومة وجيشا وجهات معنية، إعادة تقويم الموقف بصورة فورية، ومراجعة الآداء الحالي الذي أظهر فشلا ذريعا في الحد من الإمعان الإسرائيلي في استمرار الأعمال العدائية على المستويات كافة بما فيها التوغل في الأراضي اللبنانية وقتل واعتقال المدنيين اللبنانيين.

بيان «رفع عتب» من «اليونيفيل»

من جهتها اكتفت قيادة «اليونيفيل» باصدار بيان «رفع عتب» اكدت فيه أن «أي أعمال تهدد اتفاق وقف الأعمال العدائية الهشّ، يجب أن تتوقف».

وقالت ان اليونيفيل تستمر في حثّ الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدد ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام».

وعبر البيان عن القلق إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكاً للقرار 1701. وطمانت «اليونيفيل» اللبنانيين ان جنود حفظ السلام المهام المنوطة بهم، بما في ذلك رصد الانتهاكات للقرار 1701 وإبلاغ مجلس الأمن عنها؟!

بري لن يرضخ للضغوط

رئاسيا، اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل «قائمة وفي موعدها واشار الى انه لا يتقبل الضغوط من أي أحد، ووفق مصادر نيابية رد بري على أصوات في الداخل وفي الخارج تدعوه إلى تأجيل موعد الجلسة لإفساح المزيد من الوقت وإجراء مشاورات أطول للتوصل إلى انتخاب رئيس، بالقول «الجلسة منقولة مباشرة وسأبذل كل الجهود لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد في دورات متتالية حتى لو امتدت لأربعة أيام مع التشديد على الكتل عدم تطيير النصاب» (86 نائبا) .. وسئل ألا تخشى من الخروقات الإسرائيلية في الجنوب وممارسة ضغوط عليك وعلى البرلمان لفرض مرشح على النواب الـ 128؟يجيب بري: «لا نقلل بالطبع من الخروقات الإسرائيلية في الجنوب وتجاوز القرار 1701 ولن نسكت عليها.

أما في موضوع الرئاسة فأنا نبيه بري الذي لا يتقبل سياسة الرص(الضغوط) وسنعمل على انتخاب رئيس من دون أي فروض علينا.

اختبارات رئاسية

وفي ظل البرودة الراهنة ، تتوجه الانظار الى الرياض، بانتظارما ستؤول اليه محادثات قائد الجيش جوزاف عون مع مسؤولي المملكة، حيث سيتحدد موقفها ازاء ترشيحه، وقد التقى بالامس وزير الدفاع السعودي بحضور المسؤول الجديد عن الملف اللبناني يزيد من فرحان. وقد اعلنت قيادة الجيش ان قائد الجيش العماد غادر لبنان إلى المملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة من نظيره السعودي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي.

وسيتناول البحث التعاون بين جيشَي البلدين وسبل دعم المؤسسة العسكرية، بخاصة في ظل التحدّيات التي تواجهها حاليًّا.

البخاري يتحرك رئاسيا

هذا في الرياض، اما في بيروت فقد التقى رئيس المجلس التنفيذيّ لـ»مشروع وطن الإنسان» المرشح الرئاسي النائب نعمة افرام السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وبحث معه الاستحقاق الرئاسيّ في لبنان «بما يحمله من فجر جديد نتوقّعه لهذا الوطن، ومن إيجابيّات مرتقبة لزمن تأسيسيّ للبنان الجديد» حسب تعبير افرام.

…والاميركيون؟

يرتقب عودة السفيرة الاميركية ليزا جونز الى بيروت مطلع العام المقبل، وكذلك المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين حيث سيحملان موقفا واضحا من ادارة بايدن للمرشح المرغوب به الوصول الى بعبدا في ظل رغبة ادارة الرئيس دونالد ترامب بتاجيل الاستحقاق وهو امر تجاريه بها «القوات اللبنانية» وبعد قوى المعارضة.

«عتب» قواتي على المعارضة

وقد عبر عضو كتلة «الجمهورية القوية» جورج عقيص عن «عتب» القوات اللبنانية على المعارضة لانها لم تتبن ترشيح جعجع، عاكسا عدم ارتياح قواتي «لتطنيش» الخارج لهذا التوجه، وقال « الخطيئة في ظل المتغيرات اليوم هي انتخاب رئيس «نص نص» والمشكلة الكبرى هي انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني لا يكون على قدر تطلّعات اللبنانيين. وقال عقيص: غداة سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد كنت أتمنّى أن تعلن الكتل المعارضة استعدادها لترشيح جعجع للرئاسة لأنّه يستطيع أن يُحدث صدمة إيجابية في الدولة إضافة إلى أنّ التطوّرات أثبتت أنّ خطه السياسي هو من فاز وأمر الترشّح متروك لجعجع فقط. وفي موقف غير متسق مع الواقع، قال « انه من مصلحة «الثنائي الشيعي» أن يكون جعجع هو رئيس الجمهورية المقبل لأنّه يستطيع أن يمدّ اليد للمصالحة الوطنية لأنّه القوي في بيئته ويستند إلى شعبية تعرف أنّه لن يتنكّر لنضاله».

اول اتصال رسمي… واول اشتباك؟!

في هذا الوقت، سجل اول اشتباك مسلح على الحدود اللبنانية –السورية، تزامنا مع اول اتصال رسمي بين البلدين، فخلال تنفيذ دورية للجيش مهمة استطلاع في منطقة وادي الأسود في خراج بلدة ينطا – راشيا عند الحدود اللبنانية – السورية، أطلق مسلحون مجهولون من الجانب السوري النار على الدورية فردّ عناصر الدورية على مصادر النيران، ووقع اشتباك أصيب خلاله أحد العسكريين، ونُقل إلى أحد المستشفيات للمعالجة، واكدت قيادة الجيش ان الوحدات العسكرية المنتشرة في القطاع اتخذ تدابير أمنية مشددة، وتجري المتابعة اللازمة للحادثة..

من جهة ثانية، وفي اول تواصل رسمي لبناني مع النظام السوري الجديد، أجرى الوزير بوحبيب مساء امس الاول اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري أسعد حسن الشيباني هنأه فيه بمناسبة تعيينه وزيراً للخارجية والمغتربين وإغتنم بوحبيب المناسبة ليؤكّد تمسّك لبنان بوحدة سوريا، و سلامة أراضيها، واستقلالها، وحق شعبها بتقرير مصيره، وتطلّع لبنان الى أفضل علاقات الجوار مع الحكومة الجديدة في سوريا. كذلك أعرب عن رغبته بزيارة سوريا، فرحب الوزير الشيباني بالزيارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى