اخبار اقليمية

توترات بين رئيسَي الأركان والموساد بعد عرض تقرير عملية “البيجر”

كشفت صحيفة “هآرتس” سبب اعتراف رئيس الموساد، ديفيد برنياع، رسمياً، بمسؤوليته عن عملية “أجهزة الاستدعاء – البيجر” ضد حزب الله، ورأت أنه يخدم غرضاً واضحاً، هو “العلاقات العامة”.

ورأت أنّ ذلك “يرفع مكانته، ويعزز معنويات المنظمة، ويخدم، بصورة غير مباشرة، مصالح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو”.

ومع رفع نتنياهو سريّة العملية قبل شهر، بهدف ترويج نفسه، حين ألمح إلى أن حكومته كانت وراء العملية، “اغتنم رئيس الموساد الفرصة للسماح للعالم بإلقاء نظرة خاطفة على الأنشطة السرية”، بحسب “هآرتس”.

وقالت الصحيفة إنّ تفاصيل عملية أجهزة النداء كانت، في السابق، خاضعة لسيطرة صارمة من جانب الرقيب العسكري، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، لكن برنياع سهّل التعاون الحصري مع برنامج “60 دقيقة” عبر قناة “سي بي أس”، ظناً أنّ ذلك سيعزز “قوة الردع الإسرائيلية، ويُدير حرباً نفسية ضد الخصوم”.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ قرار برنياع أدهش كبار المسؤولين السابقين في الموساد. وعلّق أحدهم، في حديث إلى “هآرتس”، قائلاً “إن هذا مجرد تباهٍ من أجل التباهي، ومن المؤكد أنه لا يخدم كرادع”.

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّ “هذه الخطوة تصرف الانتباه عن مسؤوليته (برنياع) عن إخفاقات السابع من أكتوبر”، مضيفةً أنّها “تخدم نتنياهو سياسياً، بحيث تصوّره منتصراً في الحملة ضد حزب الله”.

وقالت “هآرتس” إنّ نظام الرقابة “يبدو، في كثير من الأحيان، يعمل أداة لتعزيز مصالح المؤسسة الأمنية ورئيس الوزراء”، في حين يظنّ البعض أنّه يعطي الأولوية للأمن القومي.

وفي هذا السياق، أشارت إلى أنّه “كان من الواضح للمجتمع الدولي، عندما انفجرت أجهزة النداء، أنّ إسرائيل كانت وراء ذلك. لكن كما هي العادة، كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية مكبَّلة بالرقابة”، وأُرغِمت على الاعتماد على العبارة المستهلكة “وفقاً لتقارير أجنبية”.

وتساءلت صحيفة “هآرتس” عن الهدف الاستراتيجي من نشر مثل هذه العملية، والذي “يبدو كأنه تمرين في ترويج الذات، أكثر من كونه جهداً محسوباً لتعزيز الأمن الإسرائيلي”.

وكشفت أنّ تقرير الـ”سي بي أس” ساهم في التوترات بين رئيس الموساد ورئيس أركان الأركان، هرتسي هاليفي، وأدى، بالتالي، إلى زيادة التوتر في العلاقات داخل المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية، لأنّه يؤكد أنّ “الفضل في العملية يعود إلى الموساد وحده”.

وفي الـ17 من أيلول/سيبتمبر 2024، شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً إلكترونياً، بحيث انفجرت آلاف أجهزة “البيجر” اللاسلكية، التي يستخدمها مدنيون ومجاهدون من حزب الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي الجنوب والبقاع، وصولاً إلى سوريا، الأمر الذي أدّى إلى ارتقاء عشرات الشهداء، وإصابة أكثر من 3000 جريح، معظم إصاباتهم في العيون والأيدي والبطن.

واعترف نتنياهو، في 10 تشرين الثاني/نوفمبر، بحسب هيئة البثّ الإسرائيلية، بأنّ “عمليتي تفجير أجهزة البيجر واغتيال (السيد) حسن نصر الله تمّتا على الرغم من معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية”.

الميادين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى