اخبار اقليمية

الرئيس الإيراني: وقف جرائم الكيان الصهيوني يجب أن يكون الأولوية الأهم لدول المنطقة

أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أننا “نشهد ارتكاب سلسلة من المآسي والجرائم في تاريخ البشرية ضدّ الشعب الفلسطيني، إضافة إلى قيام الكيان الصهيوني بشن هجمات وحشية على لبنان وسورية في الأشهر الأخيرة”، وقال: إن “ممارسة الضغوط لوقف جرائم هذا الكيان في غزّة ولبنان وسورية يجب أن تكون أهم الأولويات الإنسانية والأخلاقية لدول المنطقة وأعضاء مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية (دي 8)”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها في اجتماع لاستعراض الأوضاع في غزّة ولبنان على هامش اجتماع القمة لمجموعة “دي 8” المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة.

وقال بزشكيان: “نجتمع اليوم في حين تمرّ منطقة غرب آسيا بوضع حساس ومعقّد وغير مستقر”، وأضاف “الآن، وقد مرّت علينا الأيام الأخيرة من الشهر الرابع عشر من حرب الكيان “الإسرائيلي” على غزّة، نشهد ارتكاب سلسلة من المآسي والجرائم ضدّ الشعب الفلسطيني، وبالإضافة إلى ذلك، فقد ارتكب الكيان ونفّذ هجمات وحشية على لبنان وسورية في الأشهر الأخيرة”.

أضاف: “إن اعتداءات العام الأخير لم تسلب الشعب الفلسطيني حقه في الاستقلال وتقرير المصير والأمن والرفاه والتعليم فحسب، بل حرمته أيضًا، خاصة الأطفال والنساء منهم، من الحق في الحياة والأكل والشرب والمأوى، ومعرفة مصير أفراد أسرهم، والعيش دون سماع أصوات الانفجارات”.

ورأى أن “جرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزّة بلغت حدًا أدى إلى إيجاد جرح عميق في ضمير كلّ الشرفاء”، مشددًا على أنه “ليس من المسموح أي تأخير في مواجهة هذه الجرائم والاعتداءات واسعة النطاق، وينبغي إدراج الإجراءات العاجلة في هذا المجال على جدول الأعمال بالتآزر والتنسيق”.

وأوضح أن “الخطوة الأولى لوقف هذه الاعتداءات هي الضغط على هذا الكيان من أجل وقف إطلاق النار في غزّة ووقف الهجمات على لبنان وسورية”. وأضاف “يجب أن تكون هذه القضية أهم أولوية إنسانية وأخلاقية لدول المنطقة وأعضاء مجموعة الدول الثماني”.

وتابع بزكشيان: “إن خروج المحتلين الصهاينة السريع من غزّة والضفّة الغربية، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزّة، وترتيب الآليات القائمة لعودة الناس إلى أماكن إقامتهم في مختلف مناطق غزّة، وتوفير الترتيبات اللازمة لإعادة الإعمار. كل هذه الأمور يجب أن تبقى من بين المطالب ذات الأولوية لنا وللمحافل الدولية الأخرى”.

وأكد بزشكيان أن إيران ترحّب وتدعم أي اتفاق فلسطيني ـ فلسطيني يحظى بقبول الشعب الفلسطيني وإجماع الفصائل الفلسطينية كافة. وقال: “ينبغي احترام حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني ونضجه الفكري والسياسي لتحديد مستقبله ومصيره”.

وأضاف: “ينطبق الشيء نفسه على لبنان وسورية. ففي لبنان، وبجهود مكثفة لمنع قتل المدنيين والأبرياء، تم أخيرًا إعداد نص وقف إطلاق النار ووافقت عليه المقاومة، رغم بعض التحفظات، بهدف تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية، ولكن مع الأسف الجانب الآخر ينتهك وقف إطلاق النار..”، وطالب بزشكيان “بخلق بيئة آمنة في لبنان وعودة الناس إلى الحياة الطبيعية”، داعيًا “الدول الأخرى لتقديم دعمها سواء في ما يتعلق بالضغط على الكيان الصهيوني للوفاء بالتزاماته أو في مسألة إعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية للشعب والمساعدات الاقتصادية والبنية التحتية للبنان”، ومشددًا على “ضرورة التعامل الفوري مع وضع اللاجئين والمشردين والمساعدات الدولية للبنان”.

وفي ما يتعلق بانتخاب الرئيس اللبناني، قال بزكشيان “إننا نعتقد أيضًا أن هذه القضية هي شأن داخلي يجب إدارته بتوافق داخلي من جميع الفئات السياسية الموجودة على الساحة”.

وأعلن بزشكيان إدانة إيران “بشدة لاعتداءات الكيان الصهيوني على البنية التحتية والممتلكات في سورية”، معربًا عن خيبة الأمل الكاملة إزاء صمت المنظمات والمحافل الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، إزاء اعتداءات هذا الكيان واحتلال أراضٍ سورية، مطالبًا بانسحاب المحتلين الكامل وإعادة الاستقرار والأمن إلى سورية.

وشدد على مشاركة كل الفئات والأطياف السورية في الحكومة المقبلة واحترام حسن الجوار والعلاقات البناءة مع العالم الإسلامي ودول المنطقة، وكذلك احترام المعتقدات والأديان المختلفة في سورية. وقال: “نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأنه يجب احترام المعتقدات الدينية المتنوعة للشعب السوري، ويجب أن يعيشوا معًا يدًا بيد لضمان استقرار وأمن هذا البلد”، وأضاف “نطالب باحترام الملكية الخاصة للناس والأماكن العامة وحماية ممتلكات الحكومة الإيرانية في سورية، ونعتبر أن المسؤولية عنها تقع على عاتق المجموعة التي تحكم دمشق”.

وعرض الرئيس بزشكيان بعض مقترحات جمهورية إيران الإسلامية بشأن قضية فلسطين للنظر فيها واتّخاذ القرار من قبل الأعضاء، وذلك على النحو الآتي:

1 – إنشاء برنامج دعم من قبل مجموعة الثماني في ما يتعلق بفلسطين مع التركيز على تلبية الاحتياجات التنموية وإعادة إعمار فلسطين.

2 – تشكيل فريق اتّصال “دي 8” لمرافقة فريق الاتّصال التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في السعي الدولي لوقف الحرب على غزّة وإرسال المساعدات الإنسانية الدولية إلى هذه المنطقة.

3 – إنشاء صندوق مجموعة “دي 8” لإعادة إعمار قطاع غزّة ولبنان وتأهيل سكانهما.

4 – دعم أعضاء المجموعة لمسألة أن الكيان “الإسرائيلي” كيان عنصري وبذل الجهد المشترك من قبل الدول الأعضاء لإحياء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3379.

5 – تشكيل لجنة قانونية مشتركة من أعضاء المجموعة من أجل تقديم الدعم القانوني لفلسطين في الحملات القانونية الدولية الحالية في محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية ومحاكمة مسؤولي الكيان “الإسرائيلي” باعتبارهم قتلة أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني بريء.

العهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى