شدد رئيس “التيار الوطني الحر”، النائب جبران باسيل، على ضرورة أن يركز “حزب الله” على القضايا الداخلية في لبنان بدلاً من التدخل في الشؤون الإقليمية.
وفي تصريحات أدلى بها في مقابلة مع وكالة “رويترز” من باريس، أكد باسيل أن لبنان يحتاج إلى “حزب الله” كطرف أساسي في الساحة السياسية، ولكنه دعا الحزب إلى الالتزام بقواعد اللعبة السياسية اللبنانية، مع التركيز على سيادة البلاد والحفاظ على استقلالها.
وقال باسيل: “لا نريد اختفاء حزب الله، نريدهم أن يكونوا شركاء في الوطن اللبناني، متساوون معنا في الالتزام بالقواعد والحفاظ على سيادة لبنان”، مشيراً إلى توافقه مع الحزب في مسائل الدفاع عن لبنان ودعمه للقضية الفلسطينية، لكنه شدد على أن هذا الدعم يجب أن يكون سياسيًا ودبلوماسيًا، وليس عبر العمل العسكري.
وأضاف، “نحن نتفق معهم في الدفاع عن لبنان، لكن يجب أن يتم ذلك ضمن إطار السياسة والدبلوماسية، وليس من خلال تدخلات عسكرية خارجية”.
ووجه باسيل رسالة صريحة لحزب الله قائلاً: “يجب عليهم أن ينأوا بأنفسهم عن “محور المقاومة” المتحالف مع إيران وأن يركزوا على الأولويات الوطنية اللبنانية”.
وكان باسيل قد وصل إلى باريس للاجتماع مع مسؤولين فرنسيين لمناقشة الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، إلا أنه لم يفصح عن تفاصيل اجتماعه مع مسعد بولس، المبعوث الإقليمي للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الذي رافق الأخير في زيارته إلى باريس في نهاية الأسبوع الماضي.
وفي ملف آخر، أكد باسيل رفضه لترشيح قائد الجيش اللبناني، العماد جوزاف عون، لرئاسة الجمهورية.
وقال باسيل: “اختيار العماد عون للرئاسة سيكون مخالفاً للدستور ولا يحظى بإجماع من جميع الأحزاب اللبنانية”.
وأوضح باسيل أن موقفه يأتي “لأننا لا نراه مناسبًا لهذا المنصب”، مؤكدًا أن لبنان يحتاج إلى “مرشحين قادرين على لم شمل اللبنانيين”.
وأضاف أنه يرفض الخوض في تسمية أي مرشح بعينه، إلا أنه شدد على ضرورة وجود شخصية قادرة على التوحيد ولا تسبب انقسامات في الساحة السياسية اللبنانية.
تأتي تصريحات باسيل في وقت حساس بالنسبة للبنان، الذي يواجه أزمة سياسية خانقة مع تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ أكثر من عام.
وتستمر الانقسامات الداخلية بين الأحزاب السياسية، فيما يتصاعد الجدل حول تأثيرات التدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية، لا سيما مع تنامي النفوذ الإيراني عبر “حزب الله” وبعد الحرب التي دارت بين حزب الله وإسرائيل وأدت إلى تدمير الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية.
وفي هذا السياق، تسعى بعض القوى اللبنانية إلى تعزيز استقلالية القرار اللبناني وتقليص التدخلات الإقليمية التي أثقلت كاهل الدولة اللبنانية على مدى السنوات الأخيرة.