ما أن أعلن وقف إطلاق النار حتى عاد مطار رفيق الحريري يعج بالمغتربين الذين لم ولن يتركوا بلدهم في كل الظروف مهما كانت صعبة، هؤلاء المغتربون الذين كانوا سنداً لأهلهم ووطنهم أثناء الأزمة الاقتصادية وساهموا في إنعاش السياحة والاقتصاد من خلال الدولارات التي أدخلوها إلى البلد، ها هم في الظروف الأمنية التي شهدتها البلاد على مدى شهرين يعودون إلى لبنان لمساندة أهاليهم و دعمهم بعدما خسر الكثير منهم منازلهم.
ربما عدد الوافدين لن يكون كالسنوات السابقة لعدة أسباب أولها أن عدد الشركات التي عاودت تسيير عملها انخفض عن السنوات السابقة بشكل كبير، فبعدما كان يقتصر العمل خلال الحرب على شركة الطيران الأوسط التي بقيت صامدة بالرغم من كل الظروف، بدأت شركات الطيران بمعاودة تسيير أعمالها بعد وقف إطلاق النار لكن لم يتجاوز عددها حتى الآن ٤ أو ٥ شركات مع توقع ارتفاع عددها قبل فترة الأعياد .
ففي حين كان عدد الشركات التي نسير رحلاتها الى لبنان في السابق بين ٥٠ و ٦٠ شركة وهذا يعني أن العرض لن يكون على مستوى الطلب وبالتالي سينخفض عدد الوافدين الى لبنان الذي كان بلغ عددهم في السنة الماضية حوالى ١٣ ألف وافد يومياً بينما العام الحالي لا يتجاوز عدد الوافدين ٥٠٠٠ وافد يومياً جميعهم من المغتربين ومن غير المتوقع ان يأتي سياح عرب او أجانب خلال فترة الأعياد كما أفادت المصادر لجريدة الديار.
على أمل أن تستقر الأوضاع الأمنية ويعود السياح والمغتربون كما كانوا في السابق ويعود لبنان منارةً للسياحة كما كان في السابق وتعود السياحة إلى ما كانت عليه والتي وصلت مساهمتها في الاقتصاد حوالى ٦ مليار دولار في السنة الماضية بينما هذه السنة لن تتجاوز مليارين ونصفا كما أفادت المصادر للديار.
حول الحركة في المطار كشف المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن في حديث للديار أن عدة شركات طيران بدأت بمعاودة رحلاتها وبلغ عدد الذين استأنفوا رحلاتهم حوالى ٤ شركات وهم : الملكية الأردنية والعراقية والخطوط التركية والشركة ألأثيوبية ومن المتوقع خلال اليومين المقبلين أن تعاود شركة الطيران العربية تسيبر رحلاتها.
كما كشف الحسن عن أن شركة الطيران القطرية ستسير رحلتين يومياً ابتداءً من التاسع من الشهر الجاري والخطوط التركية تسير حالياً رحلتين يومياً وابتداءً من ١١ من الشهر الجاري ستبدأ بتسيير ٤ رحلات يومياً، والشركة الإلمانية ستعاود تسيير رحلاتها في التاسع من الشهر الجاري وستقوم بتسيير رحلتين يومياً، وطيران الاتحاد من أبو ضبي تبدأ رحلاتها في ١٨ من الشهر الجاري ٤ رحلات أسبوعياً، لافتاً إلى أن الشركة الإماراتية وفلاي دبي أجلتا رحلاتهما لأنهما تقومان بتقييم الوضع في لبنان وعلى اساسها تحددان تاريخ عودة رحلاتهما “لكن من المؤكد انها ستكون خلال شهر كانون الأول “.
ورداً على سؤال حول عدد الرحلات حالياً في مطار بيروت قال الحسن في السابق قبل ان تبدأ هذه الشركات بالعمل كان يقتصر العمل على شركة طيران الشرق الأوسط وكان هناك بمعدل ٧٠ رحلة يومياً ٣٥ ذهابا و ٣٥ إيابا، وبعد عودة الشركات المذكورة أصبح هناك ٨٠ رحلة ٤٠ ذهابا و ٤٠ أيابا ومن المتوقع ان يرتفع عدد الرحلات مع عودة باقي الشركات، مشيراً أنه في السنوات الماضية في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة كان هناك بين ٩٠ و ١٠٠ طائرة تهبط في المطار يومياً ،” أما هذه السنة فلن نصل إلى هذا الرقم لأن هناك شركات لن تعود لتسيير رحلاتها خلال هذه الفترة “.
وتوقع الحسن إذا استقرت الأوضاع أن نشهد موسماً صيفياً جيداً كالمواسم السابقة مع عودة كل شركات الطيران إلى تسيبر رحلاتها إلى لبنان، مؤكداً أن موسم الميلاد وراس السنة لن يكون كالسنة الماضية ، لافتاً إلى أن عدد الوافدين إلى مطار بيروت حالياً حوالى ٥ آلاف وافد يومياً ، والمغادرين حوالى ٢٥٠٠ مغادر، متوقعاً أن نشهد ملاءة في الطائرات في فترة الأعياد مع الإشارة إلى ان عدد الطائرات التي عادت إلى العمل لن تلبي أعداد الوافدين اي ان العرض سيكون أقل من الطلب .
وأكد الحسن أن العمل في مطار رفيق الحريري لم يتوقف قط خلال الحرب وسيبقى العمل في المطار في طبيعة الحال ٢٤ على ٢٤ في الفترة المقبلة والمطار الذي صمد بالرغم من قربه من المكان التي كانت تحصل فيه غارات يومية سيبقى صامداً في كل الظروف بتعاون كل الأجهزة في المطار العمل يسير بشكل طببعي دون أي مشاكل .
وتمنى الحسن في الختام أن تستقر الأوضاع وأن يكون موسم الأعياد كالسنوات الماضية ويأتي المغتربون لتمضية الأعياد بين أهاليهم وأصدقائهم متمنياً أعيادا مجيدة للجميع.