إنشغلَ العالم طيلة هذا النهار بأحداث التمرُّد العسكريّ الذي قادهُ مؤسس مجموعة “فاغنر” الروسية يفغيني بريغوجن ضدَّ القيادة العسكرية في موسكو، في مشهدٍ جعل العالم بأسره يترقّب آثاره ونتائجه وما سينتجُ عنه من عقبات وتبدُّلات.
ما لا يُمكن إغفالهُ هو أنّ مجموعة “فاغنر” لعبت دوراً رئيسياً في الحرب الرّوسية على أوكرانيا، إذ كان لها اليدُ الطولى في إحكام قبضة موسكو على مدينة باخموت الإستراتيجية قبل فترةٍ قصيرة. ورغم ذلك، فإن التمرّد الذي حصل لم يكن عادياً أبداً باعتبار أن أحد أذرعة روسيا العسكرية باتت ضدّها، وهو أمرٌ وصفهُ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”الخيانة”.
“التمرّد الفاغنري” بدأ بقيام وحدات عسكرية تابعة للمجموعة المذكورة بالسيطرة على مركز قيادة الجيش الروسي في مدينة روستوف جنوبي روسيا، والتي تبعد حوالى الـ1000 كلم عن العاصمة موسكو. وإثر ذلك، تعهّد بريغوجن بالزحف نحو موسكو التي كادت تقترب منها قوّة عسكرية من “فاغنر” مؤلفة من أكثر من 5 آلاف عسكري. وبحسب آخر التقارير، فإن المجموعة المتمردة كانت تبعد عن العاصمة الروسية نحو 100 كلم تقريباً، ما يعني أنّ الساعات القليلة كادت ستشهد على معركة عند أطراف العاصمة، ومن هناك قد تنقلب المعادلات رأساً على عقب.
إلا أنه ووسط كل ذلك، تبيّن أن بيلاروسيا دخلت على الخطّ بين بوتين وقائد “فاغنر”، وقد أثمرت الإتصالات عن وقف تقدّم المجموعة العسكرية باتجاه موسكو، فيما أمر بريغوجن قواته، مساء السبت، بالعودة إلى قواعدها “حقناً للدماء”.
ووسط كل هذا التوتر الكبير.. ماذا عن اللبنانيين الموجودين في روسيا؟ كيف هي أوضاعهم وسط التمرّد القائم الذي شغل العالم بأسره؟
تؤكد السفارة اللبنانية في موسكو في إتصالٍ مع “لبنان24” أنَّ “كافة أبناء الجالية اللبنانية في روسيا، ومدينة روستوف تحديداً، هم بخير ولم يصب أي منهم بأذى”.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “لبنان24″، فإنّ السّفارة تتابع أوضاع الرعايا اللبنانيين هناك، مؤكدة أنّ وضعهم جيد ولم تُصب أملاكهم بأي أذى جراء التوتر الذي يفرض نفسه في روسيا.