كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: أثبتت سياسة العصا والجزرة جدواها في لجم تعنت رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والكابينت الإسرائيلي بالموافقة على إتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، والذي دخل حيّز التنفيذ عند الساعة الرابعة من فجر اليوم.
الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن موعد وقف إطلاق النار أكد أن بلاده “ستقدم الدعم لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان بالتعاون مع فرنسا”.
وفي كلمة أعلن فيها نتنياهو أمس مصادقة المجلس الوزاري المصغّر على وقف إطلاق النار في لبنان، تجاوز بنود الإتفاق، إذ أشار إلى المحافظة على الحرية العسكرية الكاملة في لبنان إذا تحرّك حزب الله ضد العدو الإسرائيلي، وسيرد بقوة على كل خرق من قبل الحزب.
غير أن التجربة السابقة مع نتنياهو في غزة، تشي بأنه لا يمكن الوثوق بأي كلمة يقولها سواء علناً أم في مجالسه الضيّقة، لذا فإن ثبات وقف إطلاق النار يكمن في مدى جدية نتنياهو باحترامه.
في السياق، شدد مصدر مطلع على وجوب إنتظار الورقة الرسمية للإتفاق النهائي للبناء عليها، إنما كتعليق أولي، ليس مطروحاً إعطاء العدو الإسرائيلي الحرية بالتصرف العسكري وفق المقترح الأميركي الرسمي، إذ أن هناك بنداً حول حق لبنان وإسرائيل بالدفاع عن نفسيهما، معتبراً أن هناك إجتهاداً إسرائيلياً في هذا الإطار، إلا إذا كان هناك كما تم تسريبه، ورقة ضمانات أميركية.
كذلك، أوضح المصدر وجوب عودة الطرفين إلى لجنة المراقبة فيما لو حصلت خروقات وهي التي تقوم بالمعالجة، خصوصاً أن بنود الاتفاق لا تعطي لأي فريق المضي فوراً بمهاجمة الفريق الآخر، أو بمعنى لا يعطي الحق لإسرائيل بمهاجمة الجانب اللبناني. ولفت المصدر الى أن على إسرائيل أن توقف إعتداءاتها البرية والبحرية والجوية.
الموقف اللبناني المرحّب بوقف إطلاق النار، والملتزم بحماية السيادة اللبنانية، سيترجم رسمياً بجلسة يعقدها اليوم مجلس الوزراء عند الساعة التاسعة والنصف من قبل ظهر في السرايا الحكومي، لمناقشة الاتفاق والمصادقة عليه.
حزب الله يضع الاتفاق على المحك
بالمقابل، وفي معرض تعليقه على التصعيد الإسرائيلي عشية وقف إطلاق النار وضع تصريح عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الاتفاق على المحك. وأشار في مقابلة مع وكالة رويترز إلى أن “لبنان لا يعتبر نفسه معنيّاً بأي إتفاقات جانبية عقدها الكيان الإسرائيلي مع الولايات المتحدة الأميركية، معتبراً أنهما “كانا طرفاً واحداً في هذه الحرب، وما يقال عن ورقة ضمانات أو ما شابه، فهذا ليس له معنى في لبنان، ونحن معنيّون بالإجراءات التي تقوم بها مؤسسات الدولة اللبنانية على الأرض اللبنانية، لأننا وضعنا عنوانين أساسية، وقف العدوان، وحماية السيادة الوطنية”.
أكد فضل الله أن “المقاومة باقية ومستمرة ومتواصلة، وهي جزء من معادلة وطنية عنوانها، الجيش والشعب والمقاومة”، على حد تعبيره.
محمد رعد
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد من جهته، اعتبر أن “ضمانة التزام العدو الإسرائيلي بالقرار 1701 هي معادلة الشعب والجيش والمقاومة”. ويأتي تصريح النائب رعد بعد ما قاله مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إن “حزب الله يصنع الصواريخ بنفسه” وأن “استبعاد حزب الله من المشهد السياسي في لبنان ليس مطروحًا”، وأن “حزب الله” عنصر قوة للدولة اللبنانية ونحن ندعمه في مواجهة الكيان الصهيوني، ما يطرح فعلياً الاشكالية الحقيقية لمرحلة ما بعد الحرب التي ستشكل منعطفاً سياسياً مهماً، لا سيما بمقاربة حزب الله للمتغيرات الدولية الكبرى وحماية لبنان من حسابات الساحات والمشاريع الخارجية.
تيمور جنبلاط
وقبيل ساعات من إعلان وقف إطلاق النار، زار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة برفقة وفد من كتلة اللقاء الديمقراطي، مقدماً التعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا جرّاء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وجدّد الوفد تأكيد دعم “التقدمي” للجيش كضمانة للأمن في البلد، والتشديد على مرجعية الدولة وأجهزتها. كما شدد الوفد على ضرورة تعزيز المؤسسة العسكرية وتجهيزها عديداً وعتاداً لتتمكن من القيام بالمهام الموكلة إليها بموجب القرار 1701 في حفظ أمن الجنوب، إضافة إلى مهمات حفظ الأمن الداخلي في هذه المرحلة الدقيقة. والتقى جنبلاط والوفد المرافق رئيس الأركان اللواء الركن حسان عودة.
وعكست أجواء قائد الجيش إستعداد المؤسسة العسكرية تنفيذ ما ستقرّره الحكومة اللبنانية بخصوص القرار 1701، والاستعداد للانتشار في الجنوب بعد سريان وقف إطلاق النار.
كذلك، زار جنبلاط متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، على رأس وفد من الكتلة والحزب.
ولفت النائب فيصل الصايغ بعد اللقاء إلى أنّ الركن الأساس هو اتفاق الطائف ويجب الالتفاف حوله بعد الحرب والأولوية الأخرى هي انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة للتمكّن من النهوض بالبلد.
التصعيد المجنون!
وأتت المصادقة الإسرائيلية على وقع حرب نفسية سياسية وتصعيد حربي عنيف طال قلب العاصمة بيروت، ومناطق عدة في لبنان. وبلغ عدد الغارات رقماً قياسياً، تزامناً مع تسريبات عن وصول قوة كوماندوس إٍسرائيلية إلى نهر الليطاني.
وتعليقاً على الإستهداف الوحشي الإسرائيلي مساء أمس على بيروت ومختلف المناطق، شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن العدو الإسرائيلي يؤكد مجدداً أنه “لا يقيم وزنا لاي قانون او اعتبار”، مطالباً “المجتمع الدولي بالعمل سريعاً على وقف هذا العدوان وتنفيذ وقف فوري لاطلاق النار”.
وفي الميدان العسكري، أبى العدو الإسرائيلي أن يودّع الأجواء اللبنانية، دون تصعيد جوي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، من الجنوب والبقاع وجرود جبيل وبيروت الإدارية في مناطق طالها القصف للمرة الأولى.
أما الضاحية الجنوبية، فنفّذ الطيران الحربي للعدو فيها حزاماً ناريّاً، ونالت حصة الأسد بغزارة الغارات والإستهدافات التي بات من الصعوبة بمكان إحصائها.
وحول العمليات البرية، وفي تطور دقيق بتوقيته، زعمت قوات جيش العدو بداية إلى أنها وصلت إل نهر الليطاني على عمق 10 كيلومترات، فيما بعد وصول قوة كوماندوس إلى نهر الليطاني. وبالمقابل، أعلن حزب الله تنفيذ عمليات نوعية واستهدافات بالجملة داخل الأراضي المحتلة، وتصدت عناصره للعدوان الإسرائيلي عند مختلف المحاور، خصوصاً لجهة مدينة الخيام.
داليا جنبلاط وإحتياجات النازحين!
وضمن الجولات التي تقوم بها السيدة داليا جنبلاط على المناطق كافة ومواكبة لإحتياجات النازحين من المناطق التي تتعرض العدوان، زارت مراكز النزوح في عاليه واطّلعت على أوضاع العائلات النازحة والحاجات الصحية والتربوية، وبخاصة بعد انطلاق العام الدراسي والتحاق الطلاب بالمدارس التي تؤمن التعليم الحضوري.
كما وزارت أيضاً دار المعلّمين والمعلمات، الذي تمّ تجهيزه من خلية الأزمة لاستقبال تلامذة المدارس الرسمية وتمكينهم من التعلم حضورياً بحسب خطة وزارة التربية.
ورافق جنبلاط في جولتها وكيل داخلية عاليه في الحزب التقدمي الإشتراكي يوسف دعيبس، رئيس خلية الأزمة المركزية في عاليه الوليد شميط، وفريق عمل مؤسسة الفرح الاجتماعية.