مقالات

المقاومة تُجهض محاولات توغّل جديدة

تابعت المقاومة تصدّيها للعدوان الإسرائيلي المستمرّ على لبنان.

وفي حين أعلنت هيئة الأركان في جيش العدو، أمس، أن رئيسها صادق على توسيع العملية البرية في الجنوب، مع ما رافق هذا الإعلان من تسريب مسؤولين أمنيين مواقف من قبيل أنه «إذا وُقّع اتفاق بشأن لبنان، فسيعيد الجيش ملاءمة وضعه مع مقتضى الاتفاق»، تعمل المقاومة من جهتها على افتراض أن الجبهة مفتوحة على كل الاحتمالات، حتى أشدّها تطرّفاً.

ورغم أنها كانت قد بنت برامجها وخططها السابقة على الأساس نفسه، إلا أن المقاومة تجري عمليات تطوير وتعزيز يومية على الخطط والبرامج، من خلال مواكبة متغيّرات الميدان، والتفاعل مع تحرّكات العدو.

وبعدما شهدت الأيام الماضية جموداً في العملية البرية بسبب سحب جيش العدو غالبية قواته الى أطراف القرى الحدودية أو الى داخل المستوطنات، ما قلّل الاحتكاك مع المقاومين إلى الحد الأدنى، رُصدت خلال اليومين الماضيين تحركات جديدة لقوات العدو، توحي بأنه يحاول استطلاع محاور توغّل مُفترضة إلى قرى الخط الثاني في الجنوب.

فقد رصد المقاومون ‏تحرّكات لقوة من جيش العدو تحاول التسلّل باتجاه بلدة عيناثا، التي تُعتبر من قرى الخط الثاني، فبادر المقاومون إلى الاشتباك مع القوة المُتسلّلة عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة عيترون ‏وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.

كما استهدفوا تجمعاً لقوات جيش العدو في ‏مرتفع كحيل عند الأطراف الشرقيّة لبلدة مارون الرأس، المشرف على خط التوغّل المذكور.

ونفّذت المقاومة هجوماً جوّياً بسربٍ من المُسيّرات ‏الانقضاضيّة على تجمع لقوات الاحتلال في مستوطنة أفيفيم التي تُعد قاعدة انطلاق أساسية للقوات في محور التوغل الممتدّ من مارون الرأس إلى عيترون وعيناثا. ومن جهة أخرى، استهدف المقاومون تجمّعاً لقوات الاحتلال في ‏مرتفع القبع، عند الأطراف الجنوبيّة الشرقيّة لبلدة مركبا، ثلاث مرّات على التوالي، بصليات صاروخيّة.

ومن الواضح أن قوات العدو تحاول التمركز في هذا المرتفع الذي يشرف على قرى، مثل طلوسة وبني حيّان، تُعتبر أيضاً من قرى الخط الثاني.

وبعد استهداف القوة المعادية التي كانت تحاول الاستقرار في المرتفع، استهدفت المقاومة تجمعاً لقوات الاحتلال في موقع العبّاد الذي يؤمّن رؤية وإشرافاً على محور التوغّل هذا ‏بصلية صاروخيّة نوعية.

ثم نفّذ مجاهدوها هجوماً جوّياً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات الاحتلال في الموقع نفسه. ثم استهدف المقاومون تجمعاً لقوات العدو في خربة المنارة (بين ‏مستوطنة المنارة وموقع العباد الحدودي) بصلية من الصواريخ النوعية، وهذه أيضاً قاعدة انطلاق وحيث تتمركز قوات الدعم. كما استهدف المقاومون تجمعاً آخر لقوات العدو بين بلدتي حولا ومركبا بصليةٍ صاروخية.

رُصدت تحركات لقوات العدو توحي بأنه يحاول استطلاع محاور توغّل مُفترضة إلى قرى الخط الثاني

وبذلك، تكون المقاومة قد استهدفت – في المحورين – قوات العدو المتوغلة، وقوات التأمين في المواقع والمرتفعات المحيطة، وقواعد الانطلاق وحيث تتواجد قوات الدعم.
هذه التحرّكات، يمكن فهمها كترجمة ميدانية لتلويح قيادة الجيش الإسرائيلي بتوسيع العملية البرية في الجنوب.

ويحتاج العدو إلى ترجمة التهديد بالتوسيع، ميدانياً، لممارسة ضغط على المقاومة خلال المفاوضات المُفترضة، حيث سيعمد العدو إلى التصعيد وتثبيت أن التفاوض يكون تحت النار والضغط.


وفي الموازاة، تابعت المقاومة استهداف تجمّعات وتحشدات قوات العدو عند الخط الحدودي وداخل المستوطنات.

واستهدف المقاومون جرّافة عسكرية ‏قرب الجدار الحدودي في بلدة كفركلا كانت تقوم بهدم المنازل في البلدة، ما أدّى إلى تدميرها وقتل وجرح طاقمها، وتحقيق ‏إصابات مؤكدة في صفوف الجنود المتواجدين بقربها.

كما استهدف المقاومون منزلاً كان يتحصّن فيه جنود العدو ‏الإسرائيلي قرب الجدار الحدودي في البلدة نفسها، بصاروخ موجّه، وأوقعوهم بين قتيل وجريح، ثم استهدفوا قوة من جيش العدو كانت تتجمّع في محيط المنزل بصليةٍ صاروخية.


وفي العمق المحتل، قصفت المقاومة موقع أفيتال (مركز استطلاع فني وإلكتروني) في الجولان السوريّ المُحتل، للمرة الأولى، بصليةٍ صاروخية. كذلك قصفت قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا بالصواريخ.

وشنت هجوماً جوياً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة حيفا البحريّة (تتبع لسلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) في خليج حيفا وأصابت أهدافها بدقة، إضافة إلى هجوم جوي مماثل على قاعدة الناعورة (مقرّ قيادة الفرقة 36، وتضمّ مخازن الطوارئ للألوية الاحتياطية) التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 50 كلم، جنوب غرب بحيرة طبريا.

كما تابعت المقاومة قصف مستوطنات شتولا وزرعيت وشوميرا وبار يوحاي (الصفصاف) وإييليت هشاحر وهغوشريم وكريات شمونة، بصليات صاروخية، ضمن سياسة توسيع دائرة تهجير سكان المستوطنات الشمالية.

المصدر: جريدة الاخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى