أخبار لبنان

كشافة الإمام المهدي (عج) حاضرة في الجنوب رغم الحرب

لم تحُل ظروف الحرب المحيطة بالعديد من قرى الجنوب، ولا سيما تلك الواقعة عند الحافة الحدودية مع فلسطين المحتلة والتي تعيش حالة مساندة لغزة وشعبها ومقاومتها، دون أن تتواصل هذا الصيف الأنشطة التي أعدّتها كشافة الإمام المهدي (عج) للناشئة، والتي كانت تتّخذ من موسم العطلة الدراسية للطلاب مسرحًا لعشرات الفعاليات والبرامج التثقيفية والترفيهية، الهادفة لتنشئة جيل واعٍ ورسالي، يملك القدرة على مواجهة التحديات المحيطة بنا، وخصوصًا ما برز مؤخرًا من موبقات اجتماعية وفكرية لها ما لها من نتائج مدمّرة على الأسرة والمجتمع.

مفوضية جبل عامل الأولى في الجمعية، والتي تتبع لها القطاعات الكشفية في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون، وفي سبيل ضبط إيقاع البرامج الصيفية في المنطقة وحتى لا يفوِّت أبناء القرى الحدودية أو تلك التي تقع عند حافة خط الاشتباك أياً منها، استعادت في سبيل تحقيق غايتها تجربة كانت قد خاضتها سابقًا أيام انتشار جائحة كورونا، فاتخذت قرارًا باعتماد العمل عن بُعد لتنفيذ الأنشطة المختلفة بما فيها من برامج التأهيل والتدريب المختلفة.

مفوّض المنطقة إسماعيل دياب في حديث لموقع “العهد” الإخباري يشير إلى أن 172 ناديًا صيفيًا للفتية والفتيات جرى تنفيذها هذا الصيف، رغم كل ما تعيشه المنطقة من أجواء المساندة لغزة وما تخللها من اعتداءات صهيونية على قرانا، لافتًا إلى أن كشفيينا أطلقوا النوادي عبر الانتقال من مرحلة إقامة النشاط حضوريًا، إلى مرحلة إقامته عن بعد عبر وسائل التواصل ووسائط النقل المباشر.

وعن كيفية إدارة هذه الفعاليات والبرامج، يقول دياب إن فرق العمل في المفوضية عملت على تقسيم العناصر المنتشرين على مساحة الوطن إلى مجموعات وأكملت النشاط معهم بطريقة طبيعية، مردفًا:”صحيح أننا من خلال هذه الطريقة خسرنا بعض العناصر الحيوية في الأنشطة بسبب البعد المكاني، ولكننا في الوقت نفسه حوّلنا التهديد الذي كان من الممكن أن يمنعنا عن لقاء عناصرنا، إلى فرصة سمحت لنا بأن نبقى على تواصل دائم معهم.

وعن القدرة التي يتمتع بها القادة الكشفيون في الجمعية، والتي تمكنهم من التكيّف مع مختلف الظروف المحيطة التي تهدد استمرارية الأنشطة، يتغنى دياب بالمستويات الفكرية والتخصصية المتقدمة التي يحظى بها هؤلاء، فهم جيل متعلّم ومثقّف وواعٍ، يحتل مراتب متقدمة اليوم في سلّم التقديرات والتميّز على مستوى الوطن، ويسعى للنهوض بالمجتمع في الوقت الذي يحافظ فيه على غيرته على وطنه وأبنائه في مختلف المناطق ويحافظ فيه على القيم والأخلاق التي ينقلها للأجيال التي يتعامل معها.

وفي نفس السياق الذي كانت فيه الجمعية تعمل على تسيير أنشطتها ببرامجها التي تحتوي على فقرات بيئية وثقافية وفنية، إلى جانب التسلية والترفيه تغذي المعارف والمهارات للمشاركين، كانت تطلق برامجها التدريبية التي تسعى من خلالها لزيادة قدرات المشاركين من عناصر وقادة، حيث تمكنت من تنظيمها عبر وسائل التواصل وبلغ عدد المشاركين فيها أكثر من ألفي مشارك من الإخوة والأخوات من مختلف القرى وبمستويات واختصاصات مختلفة، كدورات قادة الجماعات والقائد والقائدة والشارة الكشفية والإعلام، إضافة إلى دورات المدربين التي تهيئ المشاركين فيها للقيام لاحقاً بدورهم في دعم وتطوير الأنشطة الميدانية والتأهيلية.

وهنا، يؤكد أمين التدريب في المفوضية وسام فرحات لـ”العهد”، أن تنفيذ هذه البرامج عن بعد أتاح لنا تجاوز الحدود الجغرافية والزمانية وساعد في الوصول إلى عدد أكبر من المشاركين بطريقة مرنة وفعالة، معتبراً أن التحول الرقمي الذي نجحنا بالتأسيس له وخوض تجربته، لم يكن ليتحقق لولا تظافر جهود جميع المعنيّين من مدربين ومشاركين، أبدعوا “وفق تعبيره” في التكيف مع هذا الأسلوب الجديد.

ومع هذا الحصاد الذي أتى ليكشف عن همّة بذلتها فرق نشطت منذ عقود في خدمة الإنسان والمجتمع، تُغلق المفوضية ملف الصيف على بعد أيام من انطلاقة العام الدراسي، على أمل صيف قادمٍ بعد ربيع نصرٍ لن تتأخر وروده عن موعد تفتّحها، وكيف تتأخر وقد ضمّت إليها كشفيين وكشفيات، ارتقوا غدرًا إثر اعتداءات الصهاينة في الأشهر الأخيرة على قرى الجنوب اللبناني؟!

المصدر:العهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى